تحقيقات
مرور ثلاث سنوات على رحيل “وردة “التى طوى جسدها بعلم البلدين
من منا يستطيع أن ينسى أغنية ” لولا الملامة “” اكذب عليك” “حرمت أحبك” “وحشتوني”” حنين “”العيون السود” “بتوّنس فيك” “لعبة الأيام”
“حكايتي مع الزمن” و”في يوم وليلة ” “مستحيل” أغنيات طربية جميلة رائعة شدت بها صاحبة أجمل صوت طربي ظل وسيظل عالقا في عقول وقلوب العشاق ومحبي زمن الفن الجميل إنها المطربة “وردة الجزائرية كل يوم يمر علينا وهي بعيدة عنا يزيدها تألقا وجمالا, فصوتها مثل قمر في ليلة التمام يسكب النور وينشر السحر فتذوب القلوب نشوة وهياما في نبرات صوتها وحسها العاطفي بل وفي الوطني الحماسي أيضا الذي يبعث الفرحة والأمل, مر عام على رحيل الفنانة الكبيرة وردة فقد قضت في 17/5/2012م من العام المنصرم أثر سكته قلبية عن عمر ناهز ال73 عام في منزلها في القاهرة . وقد رحلت بهدوء بعد أن ملأت حياتنا بأجمل الأغاني والألحان التي لن تنسى لزمن طويل ، وسيظل كثير من الفنانين والعاشقين يرددون أغانيها , وسيظل صوتها علامة مميزة بين عديد من الأصوات التي ظهرت ولم تستطع أن ترقى اليها في عالم الطرب الأصيل .
هي من مواليد فرنسا عام 1939م من أب جزائري وأم لبنانية . بدت
حلاوة صوتها وهي في سن مبكر واكتشفها أحمد التيجاني فقدمها في الإذاعة
الفرنسية الموجهة للعرب شمال أفريقية ونجحت وعندما بلغت السابعة عشر
سافرت إلى بيروت وغنت هناك ومثلت دور البطولة في فيلم ” ألمظ وعبده
الحمولي ” تم عادت إلى بلادها في عام 1960م بعد الاستقلال . غنت في عيد
الاستقلال العاشر لبلدها عام 72م وقد طلبها شخصيا للغناء الرئيس
الجزائري هواري بومدين .
كانت انطلاقتها الثانية حيث تزوجت الملحن
بليغ حمدي ولحن لها أجمل الأغاني مثل ” بلاش تفارق” وذلك بعد انفصالها من
زوجها جمال قيصري وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري . والجدير بالذكر أن
الموسيقار بليغ حمدي قد أهدى وردة مجموعة كبيرة من الأغنيات مثل’ بنلف,
فراق غزالي, سيدي يا سيدي’, ورائعة عبدالحليم حافظ’ تخونوه’, مع أغنيات
أخري حملها ألبومها الأول الذي حمل أسم’ سميرة سعيد وهي تغني من ألحان
بليغ حمدي’, والطريف أن كل هذه الأغنيات كانت وردة قد سجلتها بصوتها
وصورته. أغنية ” أوقاتي بتحلو ” كانت ميلادها الفني الحقيقي التي
غنتها في العام 79م في حفل فني مباشر بعد أن كانت أم كلثوم تنوي غناها في
عام 75م لكنها ماتت لتبقى الأغنية سنوات لدى سيد مكاوي حتى غنتها وردة .
قدمت أروع الأفلام مع كبار الفنانين وقدمت أجمل الأغاني بصوتها الرائع
للموسيقار الكبير حلمي بكر والموسيقار هاني مهني.
وكانت تقول أن الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب استغل كل إمكانات صوتي,
وبصراحة كان’ بيفسحني’ بين النغمات.كما صرحت تقول : أن إحساسي هو
مستشاري الأول في التعبير عن مشاعر الناس وآمالهم وأحلامهم.
وكان الوحيد الذي يمكن أن أعيد له الجملة اللحنية أكثر من مرة هو بليغ
حمدي لأن جمله كانت صواريخ عابرة للقارات وقد كرم مهرجان كان السينمائي
الدولي الفنانة الراحلة وردة الجزائرية من خلال عرض فيلم.كانت وردة تعتزم
لعب دور البطولة فيه إلا أن رحيلها حال دون ذلك. وهو الفيلم الذي أنتجته
الجزائر هدية منها لوردة بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر.
رحلت الفنانة وردة الجزائرية تاركةً وراءها أكثر من مئة عمل رحلت الفنانة الكبيرة وردة
الجزائرية ، جسدا لكن فنها الجميل الذي قدمته لأكثر من خمسين عاما سيبقى
خالدا في عقول وقلوب عشاق الطرب والفن الجميل والطرب الأصيل لمدى عقود
طويلة ، قدمت خلالها أروع الإبداعات الغنائية بالتعاون مع ثلة من أفضل
الشعراء والملحنين العرب . .