مصر الكبرى
محمد ذكرى يكتب : فرق توقيت
إنه من المهم طبعا أن نعرف المعلومه الصحيحة ، لكن الأهم بالتأكيد هو متى نعرف هذه المعلومه وذلك لانه قد تحدث مشاكل وأمور سيئه بسبب فرق التوقيت .
فمثلا المعلومات عن الظروف المناخيه يتم التعامل معها باكثر من طريقه فالبعض يتابع النشرات الجويه ويتعرف على الظروف المناخيه لليوم التالى فلو علم ان هناك توقعات بظروف جوية متقلبه و احتمال سقوط امطار فهو قد يؤجل مواعيده الخارجيه و إن لم يستطع ذلك فعلى الأقل سوف يأخذ إحتياطاته من الملابس المناسبه للمطر أى أنه يقوم بالإجراءات الوقائيه لتفادى الوقوع فى مشكله مستقبليه.
بينما البعض الآخر لا يتابع النشره الجويه ولكنه عندما يرتدى ملابسه للخروج فهو يتطلع للحاله الجويه فإن وجد السماء ملبده بالغيوم فهو يكون من الصعب عليه تأجيل أو إلغاء مواعيده الخارجيه لكنه على الأقل يستطيع أن يرتدى ملابس ملائمة ويأخذ شمسيه للوقاية من الأمطار وهذا هو من يتعامل مع المشكله عند حدوثها .
اما الشريحه الثالثه فهى لا تتابع النشره الجويه فلا تتعامل مع المستقبل ولا تتطلع للحاله المناخيه عند الخروج فلا تتعامل مع الحاضر. وهذه الفئه تخرج من بيتها وتتعرض للأمطار ولا تدرك أنها أخطأت إلا عندما تبللها الأمطار وتنزلق فى الوحل .
وإذا أسقطنا هذا النموذج على أحوالنا السياسه نجدنا أمام نفس الشرائح من حيث التعامل مع كل قراراتنا السياسيه ، فالبعض قرأ ووعى وتوقع المستقبل ففهم مبكرا فحسم أمره وقام إتخاذ قراراته أو إختياراته بشكل صحيح.
والبعض الآخر ظل لا يفهم حتى اللحظات الأخيره وقام بإتخاذ قراراته والإختيار فى ظل المتاح أمامه من بدائل فقط فهو لم يستطع أن يتعامل مع المستقبل ويؤثر فيه ولكنه على الأقل تفادى المشكلات الكبرى .
أما الجماعة الثالثه والتى لم تعى ما سيحدث ولم تفهم الحاضر بشكل مناسب ولكنها ظلت تسير فى المجهول فتلك الجماعة هى التى يغرقها المطر و تنزلق فى الوحل . وعندها فقط سوف تفهم و تعرف الحقيقه . يعنى كله بيفهم الحقيقه والفرق الوحيد بين كل الجماعات هو فقط فرق توقيت .