اجتماعيات
13 عاما على رحيل فارس السينما المصرية ” احمد مظهر “
في الثامن من مايو 2002 فقدت السينما المصرية الفنان أحمد مظهر، والذي لُقب بفارس السينما عن عمر يناهز خمسة وثمانون عاماً، قضى ما يقرب من نصفها فارساً في الجيش المصري حتى وصل إلى رتبة “عقيد”، ثم عاش حياة الأضواء في السينما التي وُلد خلالها نجماً عام 1951.
وُلد الفنان في 8 أكتوبر 1917، تخرج في الكلية الحربية عام 1938ـ وهي الدفعة ذاتها التي تخرج فيها كل من الرئيسين السابقين لمصر جمال عبدالناصر وأنور السادات ـ، بعدها أُلحق على سلاح المشاة ثم انتقل لينضم لسلاح الفرسان وتدرج إلى أن تولى قيادة مدرسة الفروسية في عام 1952، وشارك في حرب فلسطين عام 1948.
كانت له علاقة ايجابية مع ثورة يوليو لمدة طويلة، حيث اختاره الرئيس عبدالناصر لعضوية التنظيم الذي قام بثورة يوليو وانضم إلى تنظيم “عزيز باشا المصري”، واجتمع الضباط الأحرار بمنزله في الحلمية بالقاهرة في بعض الأحيان.
دخل أحمد مظهر الفن السينمائي من بوابة الفروسية حينما وقع اختيار المخرج إبراهيم عزالدين عليه ليقوم بدور في فيلم “ظهور الإسلام” قصة الدكتور طه حسين عام 1951، وعلى الرغم من أنه أول ظهور له على الشاشة إلا أنه لم ينتبه للسينما بشكل كامل قبل عام 1957 عندما عرض عليه الأديب يوسف السباعي ـ زميله في سلاح الفرسان والذي أصبح وزيراً للثقافة فيما بعد ـ الظهور في فيلم “رُد قلبي” وهى الرواية التي كتبها السباعي، وهى عبارة عن فيلم كلاسيكي يعبر عن نبض الثورة، حيث وعده بالحصول على موافقة وزير الحربية في ذاك الوقت، وبعد بدء التصوير بثلاثة أيام فقط رُفض طلب مظهر بالتصريح له بالتمثيل في الفيلم، فكانت البداية له في عالم السينما؛ إذ تقدم باستقالته ليصبح واحداً من ألمع نجومها.
بلغ عدد أعمال مظهر السينمائية نحو 91 فيلماً، ونظراً لثقافته اللغوية وحبه للأدب والتاريخ أُسندت إليه أدوار تاريخية عديدة أبرزها “سيف الدولة قطز” في فيلم “واإسلاماه” الذي سجل انتصار قطز على التتار في معركة عين جالوت. وبلغ تنوع أدوار أحمد مظهر مداه حين قدم دوره الشهير في فيلم “الأيدي الناعمة” المأخوذ عن مسرحية لتوفيق الحكيم، وإخراج عزالدين ذوالفقار، وقام خلاله بدور نبيل مصري من عهد ما قبل ثورة يوليو يرفض الواقع الجديد ويرفض العمل باعتباره أرستقراطياً، ولكنه يتراجع عن هذه القناعات مدركاً تحولات الواقع الجديد وعدم قدرته على مواجهته بعد اكتشافه للقيم الجديدة فيه، وقد شارك الفيلم في مهرجان برلين عام 1978.
لعل أشهر أدوار أحمد مظهر ـ على الإطلاق ـ الذي تعود إليه نسبة كبيرة من شهرته كنجم سينمائي.. دوره في فيلم “الناصر صلاح الدين” الذي قام خلاله بدور صلاح الدين الأيوبي محرر القدس، وأخرجه يوسف شاهين في ستينيات القرن العشرين. وأيضاً “دعاء الكروان” المأخوذ عن رواية لطه حسين.
ساهم احمد مظهر أيضا في أعمال تليفزيونية ـ ضمير أبله حكمت ـ، ومسرحية واحدة كما قام بإخراج فيلمين وعمل ككاتب قصة وفاز بالعديد من الجوائز.. بدأت عام 1960 بجائزة الممثل الأول عن فيلم “الزوجة العذراء”، ثم أحسن ممثل مصري عام 1969، وحصل على وسام العلوم والفنون من الرئيس جمال عبد الناصر. وبعد رحيل عبدالناصر اتخذ الرئيس السادات قراراً بمنحه معاش الضباط الأحرار حيث كان رفيقاً شخصياً له في هذا التنظيم. كما كُرم في العاصمة الفرنسية وفي القاهرة خلال مهرجانها السينمائي في دورتيه التاسعة عشرة والرابعة والعشرين.