عين ع الإعلام
بالمستندات … أوقفوا مهزلة لجنة إختبار المذيعين
فور فتحنا لملف إختبارات المذيعين بالتليفزيون المصرى ، وما أثرناه من أزمة داخلية بإتحاد الإذاعة والتليفزيون بسبب هذه الإختبارات التى وصفها الكثير بالمهزلة الحقيقية ، فوجئنا بردود أفعال واسعة من عدد كبير من العاملين والمشاركين فى الإختبارات ، بالإضافة لردود أفعال بعض القيادات التى حاولت أن تثنينا عن الإستمرار فى كشف ما حدث من مهازل فى هذا الملف.
إلا أن إيمننا الكامل بما نقدمه جعلنا نتجاهل ذلك تماما ونستمر فى فتح هذا الملف بناءا على مطالبة العاملين فى ماسبيرو ، بالإضافة لإيماننا بدور الصحافة فى كشف كل ما هو مخالف حتى نضع أيدينا على أسباب تلك الكارثة ، ونكون شعاع ضوء للقيادات الحالية لإتخاذ الإجرائات الصحيحة.
بدأت القصة عندما طالب محمد العمرى رئيس القناة الثالثة “القاهرة” فى خطاب رسمى حصلت عليه “مصر 11” ، موجه إلى هانى جعفر رئيس قطاع القنوات الإقليمية أن يوافق على الإستعانة بمذيعين من الخارج على الشاشة من العناصر الشابة ، وإستند إلى أن عنصر التقديم بالقناة لم يضاف له أى عناصر شابة وقادرة على التطوير منذ زمن طويل ، وقام جعفر بدوره بتحويل الأمر إلى عصام الأمير رئيس إتحاد الإذاعة والتليفزيون أثناء وجود درية شرف الدين وزيرة للإعلام.
وفجأة بعد رحيل درية تحول الأمر إلى إتجاه مختلف تماما وذلك بعد طلب تقدم به عدد من العاملين بقطاع القنوات الإقليمية للأمير يطالبوه بالإنضمام إلى الإختبارات ، وفتح الطريق لأبناء القطاع بدلا من الإستعانة بمقدمى برامج من الخارج ، كما طالبوا بعدم ربط سن المتقدم بشروط اللجنة ، خاصة أن جميع اللجان التى عقدت سابقا كانت تشترط ألا يزيد السن عن 35 عاما ، إلا أن الأمير وافق على طلبهم نظرا علاقة الصداقة التى تربطه ببعضهم نتيجة عمله رئيسا لعدد من القنوات الإقليمية ، وبناءا عليه أصدر الأمير قرار بتشكيل لجنة تضم عدد من خبراء الإعلام والقيادات السابقة والحالية لوضع شروط للإختبارات ، العجيب فى الأمر أن قرار الأمير الذى حصلت “مصر 11” على نسخة منه لم يكن ضمن أعضاء اللجنة هانى جعفر رئيس قطاع القنوات الإقليمية ، ولكنه كان يحضر جميع اللجان ويقوم بالتصويت أيضا ويسأل المتقدمين للإختبار دون وجه حق ، كما إبتعدت الإختبارات عن هدفها الأصلى منذ البداية وهو الإستعانة بشباب من الخارج لتقديم البرامج ، وإقتصرت المشاركة فقط على أبناء القطاع دون وضع أى معايير حقيقية للإختيار سوى الوساطة والمحسوبية والمجاملات.
بدأت الإختبارات من خلال اللجنة وكانت الأسئلة التى تطرحها على المتقدمين عبارة عن مهزلة حقيقية لم ترقى لمستوى الإختبارات المحترمة ، فمثلا كانوا يسألوا المتقدمين عن أسماء الوزراء والمحافظين ، بالإضافة لأسئلة ساخرة عن مسلسلات منها على سبيل المثال ” من مخرج مسلسل الكبير أوى ومن يقدمه ؟ ” ، بالطبع جامل رئيس القطاع بعض المتقدمين فى المرحلة الأولى من الإختبارات إلا أن إنفراد “مصر 11” بالتفاصيل جعله يتراجع عن ذلك طبقا لمصادرنا ، وقرر إجراء تصفية فى مرحلة جديدة من خلال التصويت ، وبالفعل بدأت المرحلة الجديدة من الإختبارات لكل قناة منفصلة ، وتم إبلاغ الفائزين فى المرحلة الأولى سريا حتى لا يغضب زملائهم.
مؤخرا إعتذر هانى جعفر عن اللجنة بعد إتهام البعض له بالمجاملة ومحاولة إبعاد البعض والوقوف بجانب أخرين منهم سكرتارية وفنيين ومهندسى ديكور لم يظهروا أبدا على الشاشة ، فى حين أنه إستبعد بعض من إستعانت بهم القنوات الإقليمية مؤخرا لتقديم برامج على الشاشة نظرا لعدم وجود عدد كاف من المذيعين.
وبعيدا عن كوارث أخرى نرفض التطرق لها نظرا لحفاظنا على المهنية ، ومنها فضائح جنسية تتعلق بأحد أعضاء اللجنة الذين طالبوا من بعض المتقدمين للإختبارات إقامة علاقات معهم ، وأخرين يجلبوا إعلانات ولذلك قرر رئيس القطاع هانى جعفر دعمهم بكل قوة ، إلا أن الأمور مازالت مشتعلة داخل قطاع القنوات الإقليمية ، وأكدت مصادرنا الخاصة أن هناك ما يقرب من 120 تقدموا بمذكرات وفاكسات ورسائل إلى عصام الأمير رئيس إتحاد الإذاعة والتليفزيون لوقف نتيجة إختبارات اللجنة ، وإقامة لجنة جديدة محايدة من خارج ماسبيرو حتى لا يصبح رئيس القطاع هانى جعفر مسيطرا على النتيجة ، ووصل الأمر بالبعض لإرسال مذكرات رسمية حصلت “مصر11” على نسخة منها موجهة إلى رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب ورئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى ، يطالبوهم بالتدخل لوقف مهازل اللجنة وتجاوزاتها ، كما قام عدد كبير من العاملين بعمل توكيلات لمحامى شهير لرفع دعوى قضائية ضد إتحاد الإذاعة والتليفزيون لوقف نتيجة الإختبارات بالكامل.
العجيب فى الأمر أن أحدا من قيادات ماسبيرو حتى الأن لم يستجب إلى كل هذه المذكرات والشكاوى خوفا من فضح أمرهم ، وهدد عدد من العاملون فى القنوات الإقليمية بالنزول إلى القاهرة والتظاهر داخل مبنى ماسبيرو فى حال عدم الإستجابة لمطالبهم بوقف نتيجة اللجنة الزائفة.