مصر الكبرى

08:39 مساءً EET

هشام صبرى يكتب : الصراع طبقي .. وليس بصراع ديني أو سياسيه

 لاشك أن مايحدث في مصر حالياً هو صراع أجتماعي طبقي أكثر منه صراعاُ سياسياً ،ويجب أن نعي جميعاُ أن الثورة كانت أحدي حلقات هذا الصراع الطبقي، وأن أستيعاب ذلك هو المدخل الصحيح لأيجاد الحلول للمأزق الذي تمر به الامة. أن الملايين التى خرجت الي الميادين لم تكن تنتمى كلها إلى طبقة واحدة، بل تآلف الشعب بمختلف طبقاته وإجمعوا على كراهية حكم الطبقة التى عاثت فى البلاد فسادا وتخريبا. فكل الطبقات التي شاركت فى الثورة (متوسطة ودنيا بمختلف شرائحهما) كانت تشكو من نفس المظالم ونفس القهر، فخرجت كلها إلى الميادين تُطالب بالعدالة الآجتماعية. ومن خلال التحالف الغير مُعلن والغير مُتفق عليه بين طبقتين رئيسيتين ، أولهما الطبقة الوسطي المتعلمة التي كانت تُعاني البطالة و ثانيهما هم فقراء المدن الذين يُعانون من الجوع والتهميش ، قدمت الطبقة الوسطي الإطار السياسي و قدم فقراء المدن القوة الدافعة للثورة . وماحدث بعد ذلك أن الطبقة الوسطي قد تناست تحالفها مع فقراء المدن و انشغلت بجني الثمار السياسية للثورة ،والوضع الآن هوا اشتداداُ للصراع بين كل طبقة علي نصيب كل منها من السلطة و الثروة.
فالإخوان المسلمين يُعبرون سياسياً عن الجناح الأكثر تخلفاً في الرأسمالية المصرية وكانوا سابقا يمثلون أغنياء الفلاحين ثم توسعت قاعدتهم لتشمل قطاعا من التجار و خصوصا المرتبطين بالمال الخليجي،ولكنهم أستطاعوا بذكاء شديد ان يتواصلوا مع الطبقة الآقل وعياُ وتعليماُ والاقل فكرا وهم كُثر فأستقطبوهم الي أفكارهم السياسية المٌغلفة بأطار ديني ومن ناحية أخري استعادت الطبقة الرأسمالية التقليدية لتماسكهما و تنظيمها لحد ما خاصة بعد أقصائها من مجلس الشعب و أصبحوا مرة أخري طرفا في صراع السلطة ولكنهم للأسف لازالوا يستخدموا نفس الاسلوب القديم بعدم تقبلهم للطبقات الآخري الاقل في السلم الاجتماعي وعدم التواصل معهم ،وكذلك تقديمهم لوجوة ورموز لهم منالمحسوبين علي النظام السابق مما يُضعف موقفهم دائماُ. وبذلك اصبح لدينا الرأسمالية التقليدية ورأسمالية الإخوان ، ودخل في الصراع حالياً الطبقة المتوسطة والغير منظمة بدون قيادات والتي تُحاول أن تحصل علي موطئ قدم في هذا الصراع.
وما يحدث حالياُ هو محاولة أقصاء كل طبقة للاخري ولو من خلال أستخدام القوة ،لأن الجميع يُدرك تماماُ أن أدارة الدولة في مصر من قِبل أي طبقة أي كانت لايمكن أن تكون محايدة بين الطبقات ، فدائماً ماكان أصحاب السلطة فى مصر، فى أى عصر، هم ممثلو نفس الطبقة المسيطرة اقتصاديا وهم يستخدمون سلطة الدولة (وعلى الأخص الشرطة والجيش) لضمان هذه السيطرة الاقتصادية، ولضمان استمرار تمتع هذه الطبقة بامتيازاتها، علي حساب الطبقات الاخري ، من ثم يستخدمون سلطة الدولة فى قهر تلك الطبقات واستغلالها وتُحاول بكل الطرق منع أى محاولة من جانب هذه الطبقات للثورة عليها
وهذا هو سر الصراع الحالي في مصر ، فهو صراع طبقي بالدرجة الآولي تلعب فيه السياسة الدور الآكبر للسيطرة علي المشاعر والتوجهات. لذا فنحن الآن في أحوج الحاجة الي ظهور مُصلح أجتماعي ..أكثر من أحتياجنا الي سياسي مُحنك … فالشارع يتحرك حالياً بعفوية وبقوة دفع ذاتية ودون الآلتفات الي المخرجات السياسية التي تواكب الآحداث .. ويبقي أن يوجة تلك القوة ، من هو بعيد عن السياسة وألاعيبها القذرة ، نخن بحاجة الي مُصلح أجتماعي ، فالنتفائل بظهورة قريباً أن شاء الله
 
 
 

التعليقات