كتاب 11

10:58 صباحًا EET

إنجاز أمني جديد

أعلنت وزارة الداخلية السعودية الكشف عن أكبر خلية إرهابية من نوعها تابعة للتنظيم الإرهابي التكفيري الخطير، مكونة من 93 شخصا أطلقت على نفسها

«جند بلاد الحرمين»، كانت الخلية مقسمة إلى مناطق جغرافية مختلفة، ولها مهام متعددة ومتنوعة خططت لإعداد سيارات مفخخة وتفجيرها، وكذلك خططت لتفجير السفارة الأميركية بالرياض، وتجنيد وإعداد امرأة «لاستدراج» رجل عسكري، وذلك بهدف اغتياله وكل التواصل بينهم كان يتم من خلال موقع «تويتر» المعروف، ويقود التنظيم ويتزعمه رجل دين ومعه 14 من الموقوفين. وكانت جلّ تدريباتهم في مواقع خصصت لذلك بالقصيم.

من الواضح أن التنظيم الإرهابي التكفيري «داعش» حريص على نقل المواجهة مع السعودية إلى الداخل السعودي بقوة وعنف وبشكل فوري، والواضح أيضا أن هناك «شهية» خبيثة ومحرمة لدى التنظيم لإحداث أكبر قدر من الأذى على الصعيد المحلي، بحيث يكون صداه عالميا باختيار أهداف وأسلوب لإصابتها، محدثة أكبر قدر من الضرر والنتائج السلبية.

الأعداد «السعودية» التي يتم استدراجها في التنظيمات الإرهابية بمختلف أسمائها لا تزال مفزعة ومرعبة ومقلقة، والتحدي الفكري في مواجهة هذه المجاميع التي لا تزال تجند الشباب بشكل هائل وفعال، حتما هناك تطوير جاد ومطلوب أن يحصل في المواجهة «الشاملة» مع هذا الفكر، الذي من الواضح أنه لا يزال ينمو ويترعرع، وهذه المواجهة يجب أن تشمل صميم المناهج التعليمية والطرح المقدم في الكتب والندوات والآراء المحسوبة على الدين.

وبالتالي أصبح من المهم جدا تغيير بعض الإجراءات المتبعة، بإضافة النشاطات غير الصفية كالرياضة (بأنواعها) والفنون والهوايات وتطوير الذات حتى لا «يلجأ» الطالب إلى مآرب أخرى خطيرة ومدمرة، يستدرج فيها بحجج جذابة وخطاب خبيث ومضلل وخطير.

وزارة الداخلية والأمن العام والمباحث العامة في السعودية تواصل الإنجازات الباهرة، ولا بد من المساندة الشاملة لها، من قبل دور التعليم ورعاية الشباب والشؤون الإسلامية والثقافة والإعلام الذين عليهم جميعا مسؤوليات مشتركة، وبذلك سيكون الإنجاز الشامل والكامل عندما تكون هناك رؤية مشتركة للجميع.

الحس المسؤول للمواطن السعودي والمقيم فيها هو ما يمكن ملاحظته بقدر عظيم من الإعجاب والاعتزاز، فكثير من المعلومات التي يتم الحصول عليها مكنت المسؤولين الأمنيين من الإيقاع بالجماعات الإرهابية، في أكثر من موقع وأكثر من مرة، وهذا دليل على تطور مهم في الحس المسؤول لمن هو في السعودية وقناعته أنه جزء من الحل وجزء من المواجهة وجزء من المسؤولية، وهذا من شأنه أن يصعب على الخلايا الإرهابية حراكها مستقبلا.

بقدر الفرحة العظيمة بنجاح الجهات الأمنية بامتياز في إسقاط شبكة الشر الإرهابية الأخيرة، هذا بقدر الأمل أن يكون هذا الخبر فرصة لتطوير التعاطي مع المسألة الإرهابية بشكل أقوى على كل الأصعدة، لعلها تصل إلى ما وصل إليه التعاطي الأمني.

التعليقات