آراء حرة

08:58 مساءً EET

محمد حمادى يكتب:الداعشيون الجدد

من منطلق ما نعيشه ونشاهده من الممارسات الارهابية المتطرفة من قبل اصحاب الفكر الاسلامى المتشدد ، والذى يظهر امام اعيننا جليا فى مشاهد القتل والذبح والحرق والتفجير ، ناهيك عن افكارهم المتصلبة والمتحجرة التى يلقوا بها على عقول الامة ويصنعوا لها اطارا من القداسة ليقولوا هذا هو الاسلام .


ولقد كتبت مقالا بعنوان ” متى يتم تجديد الخطاب الدينى ؟ ” وطرحت به اسئلة على ائمة وعلماء الازهر الشريف ، فى ضوء ما وجهه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى من ضرورة تجديد الفكر والخطاب الدينى من بعض النصوص المغلوطة من تلك الكتب ووضع خطابا دينيا يليق مع تطورات العصر الذى نعيشه ، ولكن الازهر الشريف حتى الان لم يخرج علينا ما هى الاشياء الملتبسة الفهم او الاشياء المغلوطة داخل الكتب وكيفية تجديدها ، فاصبحنا اليوم نسمع من بذاءة واهانة وداعشية الفكر  مثل ما يطرحه المفكر اسلام بحيرى بحرق التراث ونقضه ودفنه دفنا حسبما يقول ، وسب وشتم اهل العلم مثل : ( الامام البخارى وابن مسلم وغيرهما ) فهؤلاء العلماء الاجلاء وصلوا الى احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتحققوا من حقيقتها ، فقد جمع الامام البخارى احاديث النبى صلى الله عليه وسلم فى كتابه “صحيح البخارى ” الذى يعتبر اوثق الكتب الستة الصحاح والذى اجمع عليه اهل السنة والجماعة انه اصح الكتب بعد القران الكريم وقد امضى فى جمعه وتصنيفه ستة عشر عاما ، وقد جمع الامام البخارى اكثر من سبعة الاف حديث من بين ستمائة الف حديث يحفظها حيث انه كان مدققا فى قبول الرواية ، وهنا انا لا اقول ان الامام البخارى جمع احاديثه الصحيحة مائة فى المائة كلها صحيح ، ولكن الغالبية العظمى منها دقيق وصحيح وهنا انا لا اتطاول على هذا العالم بالسب او بالشتم او بالبذاءة ولكن اذا كان ” اسلام بحيرى ” مفكرا يناقش الحجة بالحجة فاهلا به ، اما العصبية والبذاءة التى رايناها واضحة تخرج من ذلك الشخص الذى يدعى ” اسلام بحيرى ” فهى بمثابة انحلال اخلاقى وداعشية فى الافكار وخلط الحق بالباطل ونحن نرفضها رفضا نهائيا غير قابلة للرجوع فيه اما من ياتى ولديه الحجج والحقائق السليمة ويقوم بطرحها للراى العام طرحا راقيا وسليما فاهلا به ولا اثم عليه .
وهناك ايضا فى تلك الايام مانسمع عن دعوات ” لخلع الحجاب ” هل هذا ما يسمى بتجديد الخطاب الدينى ؟، من قبل هؤلاء الذين يخرجون على مواقع الانترنت والفضائيات ، منهم من يطالب بحرق التراث ، والاخر يطالب بخلع الحجاب هل هذا هو تجديد الخطاب الدينى ؟ !
 
هناك فى العراق وفى سوريا وليبيا واليمن وغيرها من يقتل ويذبح ويحرق باسم الاسلام والدين ، وايضا هنا من يقود حملات الفتنة مثل اسلام بحيرى وشريف الشوباشى وغيرهم فهؤلاء هم ” الداعشيون الجدد ” الذين يروجون للافكارهم الشاذة التى لاتنم عن الواقع العربى العصيب والواقع المصرى الذى نحاول ان نخرج به ، فبدلا من ان نسمع من هؤلاء عن مبادرات فكرية وثقافية داخل المؤسسات التعليمية بمراحلها المختلفة لمجابهة الافكار الارهابية ، وتعميق مفهوم الوطنية والانتماء لدى العقول هذا اجدر واهم واقوم من طرح الافكار الشاذة والرديئة التى لاتكون ابدا لصالح الناس بل بالعكس فهنا يساعدون على انتشار الفكر المتشدد والمتطرف فى المجتمع .

التعليقات