ثقافة
ردود افعال المثقفين على سخرية الوزير من أمينة متحف “محمود سعيد” بالإسكندرية
الوكيل: على الوزير أن يتفرغ لوضع السياسات بدلا من الالتفاف للصغائر
أمينة زيدان: أطالب الوزير بتعلم “فن الإتيكيت”
الكفراوي لوزير الثقافة: “شبعنا نكت”
سكينة فؤاد: على الوزير الاعتزار إلى أمينة المتحف “بشكل رسمي“
أثارت واقعة سخرية وزير الثقافة من أمينة متحف محمود سعيد بالإسكندرية استياء المثقفين، والتي وصفها بـ”التخينة”، خلال جولته التي استمرت يومين قام خلالها بزيارات تفقدية وتفتيشية مفاجئة على العديد من المواقع الثقافية، في محافظات بنها وطنطا والإسكندرية.
في البداية قال الروائي سيد الوكيل: إنه ليس من مهام وزير الثقافة أن يصطدم مع صغار الموظفين أو يتعامل معهم بشكل مباشر؛ لأن وزير الثقافة المطلوب منه أن يرسم سياسات ثقافية ويكلف مساعديه بتنفيذها لضمان سير العمل لتفادي الوقوع في صغائر تضيع الوقت وتستهلك طاقات لا معنى لها.
وطالب الوكيل وزير الثقافة بأن يتفرغ لحل المشكلات الاستراتيجية المعوقة لحركة وتطور الوضع الثقافي، ووضع سياسات الوزارة وألا ينهمك في التفاصيل الصغيرة، التي هي في الأساس مسئولية الإداريين والمسؤلين على اختلاف مواقعهم داخل الوزارة.
كما طالبت الروائية أمينة زيدان، وزير الثقافة عبدالواحد النبوي، بدراسة وتعلم فن التعامل مع الآخرين “الإتيكيت”، ليقوم بأداء دوره في هذا المنصب الحساس على أكمل وجه.
وأضافت أمينة: أن خبرات الوزير السابقة أثرت بشكل مباشر على أدائه الوظيفي منذ توليه الوزارة؛ لكونه جاء من كهف مظلم بين الوثائق القديمة، ولم يتعامل من قبل مع المثقفين، ومن ثم فهو غير مدرب على طبيعة الخطاب الذي من المفترض أن يتبناه وزير الثقافة المصري.
كما علق الروائي سعيد الكفراوي قائلا: “شبعنا نكت من الوزراء السابقين، خاصة أن كلها فجة وأضرت بالثقافة المصرية”، مضيفًا: كنا نأمل من وزير الثقافة عبدالواحد النبوي تحديث وزارة الثقافة وتأسيس منظومة ثقافية حقيقية، لكنه أصر هو أيضّا على إلقاء النكات، باعتبار أن كل المشتغلين بالثقافة من “السمان”، مع معرفتي أن الكثير من الكتاب والمثقفين والعاملين بوزارة الثقافة “نحفاء“.
وطالب الكفراوي، الوزير عبدالواحد النبوي بالتوقف عن إلقاء النكات، وإفساح الوقت لتأمل حال الثقافة المصرية التي ما زالت في عنق الزجاجة، حسب تعبيره.
ورفضت الروائية سلوى بكر، التعليق على سخرية وزير الثقافة عبدالواحد النبوي، من أمينة متحف محمود سعيد بمحافظة الإسكندرية، بوصفه إياها بـ”التخينة”، مكتفية بقولها: “هذا التصرف غير مقبول وليس لي تعليق عليه“.
واستنكر الشاعر محمود قرني سخرية د.عبدالواحد النبوي وزير الثقافة قائلا: إن مزاح الوزير ووصفه لهذه السيدة بـ”التخينة” يعكس نوعّا من الفراغ الذهني وفي الوقت نفسه يعكس فضول لا يليق بمسئول في موقع وزير لا سيما إذا كان وزيرا للثقافة.
وأضاف قرني: أن التوقف أمام هذه الملاحظات الشكلية، ولو حتى على سبيل المزاح، فضلا عن تدخله الجارح في شئون الآخرين يبدو معها الوزير إجمالا بلا قضية، واعتبر أن أداءه حتى هذه اللحظة لا يشير إلى ثمة تغيير جوهري يمكن أن تنعقد عليه أي آمال في المستقبل.
وفي نفس السياق قالت الكاتبة سكينة فؤاد: إن وزارة الثقافة يجب أن تكون نموذجّا للتعامل الراقي، ومصدر القيم بالمجتمع، وحارس الثقافة المصرية في المجتمع كله، فالاحترام قيمة إنسانية لا يجب اختراقها بأي شكل من الأشكال، ولا يمكن أن يكون خطاب الوزير لمرءوسيه يتخلله كلام جارح
وطالبت سكينة الوزير عبدالواحد النبوي بأن يعتذر بشكل رسمي لموظفة قطاع الفنون التشكيلية التي وصفها بـ”التخينة“.
وفي سياق متصل قال الناقد الدكتور محيي عبدالحي: لا يجوز ولا يليق أن يصف عبدالواحد النبوي وزير الثقافة إحدى الموظفات بـ”التخينة”، ما يشير إلى أن القدوة الحسنة أصبحت عُملة نادرة، فعليه العوض في البقية الباقية في الحياة الثقافية في مصر، ورحم الله العقاد وطه حسين وشوقى والحكيم والشرقاوي وعبدالصبور، ووزراء الثقافة ثروت عكاشة، ويوسف السباعى، وبدر الدين أبوغازى، وعبدالمنعم الصاوى، ومنصور حسن، ومحمد عبدالحميد رضوان، وأحمد هيكل وكل المثقفين أصحاب الأقلام الراقية التي كانت قدوة حسنة يحتذى بها ليس في مصر فقط بل العالم كله.
واستنكر الشاعر محمد المخزنجي، سخرية الدكتور عبدالواحد النبوي، وزير الثقافة من أمينة متحف محمود سعيد بالإسكندرية، خلال زيارته الأخيرة للمحافظة، مشددًا على ضرورة أن يلتفت الوزير إلى ما يمكنه من النهوض بالعمل الثقافي، ولا ينشغل بحجم الموظفات.
وقال المخزنجى: إن العمل الثقافي في أمور كثيرة يحتاج إلى جهد مضاعف لتفعيل دور الوزارة والذي كان غائبّا، مضيفًا وما حدث من الوزير لا يليق ولو على سبيل المزاح.
وطالب الوزير بأن يهتم بما فيه الصالح العام، ولا ينشغل بما هو لا يحتاج لأكثر من رقابة من موظف