“خوجة” غش الدواء خطر قاتل يهدد حياة المواطن العربي
بدأت اليوم أعمال المؤتمر العربي الثاني للغذاء والدواء بمدينة شرم الشيخ، والذي سيستمر لمدة ثلاثة أيام تحت عنوان “تحديات الواقع ومتطلبات المستقبل ” بكلمة للدكتور رفعت الفاعورى المدير العام لمنظمة التنمية الإدارية قال فيها أن المؤتمر يأتى تعزيزا لجهود المنظمة والمكتب التنفيذى لوزراء الصحة لدول مجلس التعاون العربى ووزارة الصحة المصرية فى إثراء العمل العربى المشترك فى مجال تعزيز الصناعة الغذائية والدوائية العربية، وتفعيل الررقابة عليها لتحقيق سلامة وجودة الغذاء والدواء العربى، باعتبارها مهمة إققليمية تقع مسئولياتها على القطاع الحكومى والأهلى.
وأضاف الفاعورى أن المؤتمر يمثل نقلة نوعية فريدة فى معالجة الغذاء والدواء والربط بين علم الإدارة وتلك المنظومة، فالإدارة الرشيدة لمنظومة الغذاء والدواء تعد حجر الزاوية لنجاح الدول العربية فى صياغة استراتيجية عربية ناجحة لرفع مستوى جودة الغذاء والدواء، ويضم المؤتمر أكثر من 500 مشارك يمثلون 24 دولة عربية وأجنبية، تشمل صناع القرار ومسئولى وزارات الصحة بالدول العربية وممثلى منظمات الصحة العالمية والأغذية والزراعة وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية.
وقال الدكتور توفيق خوجة مدير عام المكتب التنفيذى لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجى ورئيس المؤتمر يأتي انعقاد هذا المؤتمر في دورته الثانية على مستوى الدول العربية وإقليم شرق المتوسط، إيماناً من مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي، والمنظمة العربية للتنمية الإدارية، ووزارة الصحة بجمهورية مصر العربية ، بقضايا الغذاء والدواء ، باعتبارهما من أهم الموضوعات التي تطرح بصفة مستمرة على جدول أعمال معالي وزراء الصحة بدول مجلس التعاون، ومجلس وزراء الصحة العرب، ومنظمة الصحة العالمية .. إن هذا المؤتمر الذي يسلط الضوء على الاتجاهات الحديثة لمعايير جودة نظم الغذاء والدواء في الدول العربية ومدى تأثيرها على صحة المواطن ، ومناقشة القضايا الملحة والمشكلات التي تواجه الهيئات الرقابية والشركات المصنعة والموزعة في مجالي الغذاء والدواء ، ودراسة الضوابط والقواعد التي تهدف إلى إحكام السيطرة على معايير الجودة إقليمياً والاستفادة من الخبرات العالمية والعربية المطبقة في نظم الرقابة على الغذاء والدواء ، ودراسة أهمية فعالية دور الرقابة لتحقيق سلامة الغذاء تجارياً وإدعاءاته التغذوية ، وكيفية تجنب التأثيرات السلبية في نظم الغذاء عند استخدام التكنولوجيا الحديثة ، علاوة على عرض نماذج للتبادل والتكامل والخبرات في محاولة تطبيق تحليل المخاطر في سلسلة الغذاء والدواء، والدروس المستفادة ، وبحث التعاون العلمي والمؤسسي بين الهيئات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بالغذاء والدواء ودور شبكة المعلومات ، ومتابعة ما تحقق من توصيات المؤتمر العربي الأول في مختلف القضايا التي تمس صحة المواطن العربي في مجالي الغذاء والدواء .
كما يسلط الضوء على التجارب العربية الناجحة في مجال إنشاء هيئات الغذاء والدواء، ومناقشة مشكلات تناسق التسعير الدوائي العربي وصعوبات تطبيق الملف الفني العام للتسجيل الدوائي، ومراجعة الضوابط والقواعد والإجراءات المتعلقة بتصنيع وتسويق الغذاء والدواء؛ وصولاً لرسم رؤى مستقبلية لرفع مستوى جودة وسلامة الغذاء والدواء بكافة الدول العربية ، ونتطَّلع إلى أن يصدر عن المؤتمر توصيات جادة، وتصور واضح للتشريعات والسياسات التي تنظم جودة وسلامة الغذاء والدواء بالعالم العربي، وتبني إنشاء هيئة عربية للغذاء والدواء، تتعامل مع كافة القضايا التي تمس صحة المواطن العربي ومنها إصدار قانون موحد للغذاء والدواء بالدول العربية وإنشاء مركز عربي لتقييم المخاطر الغذائية بجانب الاستفادة من تجربة الاتحاد الأوروبي في إنشاء هيئة سلامة الغذاء الأوروبية، والعمل على إنشاء شبكة الإنذار المبكر بين الدول العربية، وتوحيد التشريعات والمواصفات بما يتوافق مع المعايير الدولية ، وتعزيز تبادل المعلومات بين الهيئات الرقابية الدوائية ، وتعزيز الجهود مع إدارات الجمارك لمحاربة الأدوية المغشوشة، وتغليظ العقوبات على مسوقي ومهربي الأدوية المغشوشة، وحث الهيئات الرقابية الدوائية بالعالم العربي على تفعيل برامج مراقبة الأدوية بعد التسويق من خلال إنشاء مراكز التيقظ الدوائي وتأهيلها بالصيادلة والأطباء المدربين ، وأهمية الاستفادة من تجربة المملكة العربية السعودية في هذا المجال، وسرعة إنشاء هيئات وطنية مماثله لضمان سلامة الغذاء والدواء ومنحها الصلاحيات الكافية لتسهم في تعزيز الخطوات والجهود المبذولة لإنشاء هذه الهيئة.
وأشار إلى ان الغش الدوائي مشكلة عالمية متنامية شملت تغيير “المادة” الفعالة للدواء ، أو مكوناته أو الأسماء أو العلامات التجارية مما أدى إلى حالات وفاة “موت” الناس في ثلثي دول العالم بسبب انتشار الأدوية المغشوشة والمزيفة.ففي منطقة – الخليج – على سبيل المثال لا الحصر ضبطت “الجمارك” في مختلف دول الخليج في سبتمبر 2007م /1427هـ أكثر من (5.4) ملايين دولار من الأدوية المزيفة.كما تم ضبط وإتلاف (293) طناً من المنتجات المزيفة خلال الأشهر الخمسة من عام 2008م/ 1428هـ.
من جانبه قال معالي اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء أن صناعة الدواء تعتبر من قديم الزمان من الصناعات الاستراتيجية المهمة لما يمثله من أهمية قصوى وأثر رئيسى فى رفع المعاناة التى تسببها الأمراض المختلفة، كما أن سلامة الغذاء يشكل أهمية لصحة الإنسان.
اما وزير الصحة المصري فأكد في كلمته على أن الدولة تولى قضية الصحة الغذائية والدوائية أهمية خاصة وأضاف يأتى المؤتمر لتبادل الخبرات العربية والدولية فى مجال الغذاء الدواء وفرصة عظيمة لتكوين اندماجات واتفاقيات بين شركات الدواء
ومن أهم القضايا المطروحة على المؤتمر تبنى قيام هيئة عربية لسلمة الغذاء والدواء وأشار الدكتور عادل عدوي أن المؤتمر فرصة جيده للتواصل مع مسئولي الرقابة علي الدواء والغذاء، ومسئولي التسجيل الدوائي بوزارات الصحة ، والصناعة بالدول العربية ، بالإضافة إلى عرض المشكلات الخاصة بالتصنيع والتسويق بهدف الوصول إلي توصيات تسهم في حل تلك المشكلات، وأضاف أنه ستطرح خلال الجلسات العلمية ما يقرب من 80 ورقة عمل وبحث علمي في محال الغذاء والدواء .
وتشمل فعاليات المؤتمر جلسات علمية لعرض الجديد في مجال الغذاء والدواء، ومناقشة مشكلات التسعير الدوائي العربي ودور اقتصاديات الدواء في هذا المجال إلى جانب الملف الفني العام للتسجيل الدوائي”CTD” ، ومشكلات آثار تطبيق أحكام اتفاقية TRIPs”علي صناعة الدواء على الدولة المصرية، بالإضافة إلى عرض التجارب العربية الناجحة في مجال إنشاء هيئات للغذاء والدواء لتعميمها في باقي الدول العربية ، وأيضا مشكلات سلامة المواد المضافة ومواد التعبئة والتغليف، وإنتاج الأغذية الحلال والأغذية المجهزة، كما يناقش موضوعات التغذية العلاجية، والأغذية العضوية وجودة الأعلاف وسلامتها ، وأيضا استخدام الجرعات الإشعاعية الآمنة للمنتجات العربية، بالإضافة إلى بحث السياسات الرقابية في الدواء والتفتيش الصيدلاني على أسس التصنيع الجيد “GMP”للوصول بالدواء العربي إلى مستوى التنافسية العالمية