تحقيقات
الإعلام الإسرائيلي يكشف سبب تحالف الدول العربية فى عاصفة الحزم
يتابع الإعلام الإسرائيلي مجريات الأحداث في اليمن، ويراقب عن بعد عملية عاصفة الحزم، ورغم أن الإعلام الإسرائيلي يقف محايدا نسبيا أمام الأحداث في الدول العربية، إلا أن أزمة الحوثيين في اليمن صاحبها ضجيج في الإعلام الإسرائيلي واصوات مرتفعة من الكتاب والمحللين الإسرائيليين واتفق معظم الكتاب على وجهة نظر واحدة تؤكد أن السب الحقيقي وراء وقوف تحالف الدول العربية السنية هو شعورهم بتخلي الولايات المتحدة الأمريكية عنهم وتفضيلها إيران عليهم .
فكتب البروفيسور إيال زيسر تحليلا عن عاصفة الحزم في جريدة ” إسرائيل اليوم “، مؤكدا أن السبب الحقيقي وراء التحالف العسكري للدول العربية السنية ضد الحوثيين هو خيبة الأمل من الولايات المتحدة والشعور بأن واشنطن لم تعد ترى في ايران مصدر المشاكل في الشرق الاوسط بل تراها حليفاً جيدا لمحاربة داعش والقاعدة، فهناك خلافات حادة في الرؤى بين الجانبين فالدول العربية تري في إيران خطراً يؤثر على وجودها بينما تنظر للتنظيمات الإرهابية على أنها مجرد خطر تقليدي فشعور مصر والسعودية بالتهديد الكبير من قبل إيران جعلهما يتجرأوا على فعل لم تستطع اسرائيل على القيام به في حينه على حدودها الشمالية، وهذا يتعارض من رؤية الولايات المتحدة التي تري في داعش والقاعدة الخطر الحقيقي وليس التهديد الإيراني.
ورصد المحلل السياسي الإسرائيلي تسفي برئيل في جريدة هآرتس المكاسب التي حققها التحالف العربي من عاصفة الحزم، فأكد أن الحرب ضد الحوثيين لا تستهدف فقط الانتصارات العسكرية، ولكنها حققت أيضا نجاحات على المستوى السياسي، كان أهمها نجاح السعودية في أن تدفع السودان الى قطع علاقاتها التقليدية مع ايران حيث تم استقبال رئيس السودان، عمر البشير، المطلوب من المحكمة الدولية على جرائم ضد الانسانية، باستقبال حافل لدى الملك سلمان، وفي نهاية الزيارة أعلن عن انضمام دولته الى التحالف، كما أمر بطرد كل الوفود الإيرانية من بلاده كما أن قطر أيضاً انضمت إلى التحالف رغم أنها تعتبر حليفة إيران .
وفي نفس السياق علق الكاتب الإسرائيلي أفرايم سنيه قائلا في مقاله بجريدة “يديعوت أحرونوت”: ” السعودية، تحت حكم الملك الجديد سلمان، تتخذ موقفا زعامياً رائداً في المنطقة، وكنا ننظر لفكرة الجيش المشترك لأي دولتين عربيتين بإستخفاف هاهو الجيش الأن يحارب في اليمن، ومصر التي تطلق قوة بحرية إلى مياه اليمن والتي لها الجيش الأكبر في المنطقة، لا تتردد في استخدامه بعيدا عن حدودها.
وعلق الكاتب ” أفرايم هراره ” في مقاله بجريدة إسرائيل اليوم : ” المملكة العربية السعودية تشعر جيداً بالخطر على وجودها وإزاء قلة حيلة الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة فقررت أن تملك مصيرها بيدها وتعتمد على نفسها فقط ،وعلى بعض المساعدة الاستخبارية واللوجستية من الولايات المتحدة ،وكما اشار السيناتور “مكين” فإن الولايات المتحدة تقود سياسة سيئة حيث أنها في نفس الوقت الذي تدعم فيه السعودية ضد إيران في اليمن، فإنها تقوم بدعم إيران في حربها ضد “داعش”.
واضاف هرارة أنه إزاء كراهية اليهود الشديدة من العرب لن تكفي حقيقة أن السنة والشيعة يقتلون أحدهما الاخر في شتى أرجاء العالم الاسلامي، فهذا أيضا لن يضمن الأمان لإسرائيل .
وهي نفس الفكرة التي عبر عنها الكاتب السياسي “إليكس فيشمان” في جريدة يديعوت أحرونوت حيث أكد أن السعودية والدول العربية أدركت أن ليس عليها سوى الاعتماد على نفسها وأن ما على إسرائيل سوى المتابعة والتمني للسعوديين بنصر سريع وجارف يعيد الوضع إلى سابق عهده ويطرد الايرانيين من البحر الاحمر.