الحراك السياسي
ضغط روسى على مصر لوقف المشاركة فى “عاصفة الحزم “
روسيا تطالب مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة لمناقشة الأزمة اليمنية، وتسعى لإصدار قرار من “مجلس الأمن” بإيقاف ضربات “عاصفة الحزم”، بشكل مؤقت على سبيل الهدنة، وتوقعات بأن يصدر القرار خلال الساعات القليلة القادمة.
وفى سياق متصل صرح وزير الخارجية اليمنى، بأن على عبدالله صالح هرب إلى موسكو على متن طائرة روسية، فى حين تسعى روسيا لعقد مصالحة بين إيران ودول الخليج بوساطة مصرية، من خلال العلاقات القوية، التى تربط بين موسكو والقاهرة من ناحية، وبين العاصمة الروسية وطهران من ناحية أخرى.
فكيف ستتعامل مصر مع التدخل الروسى، وهل تؤيد وجهة نظر بوتين لتوقف مشاركتها فى “عاصفة الحزم” ، أم تظل متمسكة بإلتزاماتها تجاه أمن الخليج.
فى البداية قال السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن دخول روسيا على الخط فى هذا التوقيت، كان أمرا متوقعا لأنها دولة كبيرة، ولا يمكن أن تكتفى بمقاعد المتفرجين، وبوتين حاليا يعيد ترتيب أوضاع بلاده فى المنطقة على أساس إستعادة الوزن الروسى التقليدى المنافس لنفوذ أمريكا، التى ظلت لعقود هى القطب الأول وربما الأوحد خاصة فيما يتعلق بالشأن الخليجى بحكم علاقتها بدول الخليج.
وأضاف بدر أنه فى الفترة الأخيرة نجح بوتين فى تقوية علاقات بلاده إقتصاديا وعسكريا مع بعض الدول العربية ، وإستطاع أن يسترجع قواعد روسيا فى منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها سوريا، التى تلعب موسكو فى أزمتها دورا واضحا.
ثم ظهر الملف اليمنى بأبعاده الجيواستراتيجية المتعلقة بالبحر الأحمر والمضايق الدولية والثروات النفطية والجوار الأفريقى؛ ليمثل هذا الملف إغراء و”مصلحة” دفعت روسيا لأن تدلى بدلوها ، وقد فعلت عن طريق التقدم بمشروع القرار لمجلس الأمن،والذى ركز على الجوانب الإنسانية، فى ظل عدم إبداء الحوثيين إستعدادا للحوار مقابل التصعيد العسكرى لقوات ” عاصفة الحزم “.
ورأى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن هذا المنحى أدى إلى جذب القضية برمتها بعيدا عن الإطار الخليجى ، ونقلها إلى الساحة العالمية ،لتطرح على ملعب المساومات والمصالح الدولية بما يتيح لأطراف كبيرة أن تبحث عن مصالحها ، كما أن على عبدالله صالح شريك الحوثيين الأساسى كانت له علاقات ممتدة عسكرية وسياسية مع الإتحاد السوفيتى ، ثم مع روسيا الإتحادية.
وعن موقف مصر الحائر ما بين روسيا والسعودية قال الدبلوماسى السابق ، أن مصر بإعتبارها شريك فى “عاصفة الحزم ” تدرك مع سائر شركاءها ،أن العمليات العسكرية لابد وأن تؤؤل إلى تفاوض ،لإعادة الأوضاع فى اليمن إلى ما كانت عليه قبل إستيلاء الحوثيين على صنعاء ،وفرض إرادتهم بعيدا عن القبول الشعبى ،ومن ثم مصر ستؤيد تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمنى ،كما ستدعو الحوثيين إلى سرعة الإستجابة لدعوات الحوار والتفاوض “اليمنى – اليمنى “ضمن المشروعية السابقة على الإنقلاب الحوثى.
وعلى جانب أخر أكد السفير جمال بيومى رئيس إتحاد المستثمرين العرب ، أن مصر ستنحاز للموقف السعودى وستكمل “عاصفة الحزم” لأن أمن الخليج هو إمتداد للأمن القومى المصرى ، بالإضافة لأهمية مدخل البحر الأحمر و مضيق باب المندب ، المرتبط بقناة السويس ، وبالتالى لن نسمح لأى جهة غير موالية لنا أن تسيطر عليه.
وعن روسيا قال بيومى أنها كدولة كبيرة ستدرك أنه من حق الدول أن تختلف وتتضارب مصالحها ، فى إطار حالة من الصداقة، لكن أسوأ ما فى هذا الملف هو أن كل طرف يمنى يستقوى بطرف خارجى ، لتشهد الأرض العربية حرب تصفية حسابات قديمة بين روسيا التى تنحاز للحوثيين ولعبد الله صالح ، وأمريكا التى تدعم الموقف السعودى والرئيس الشرعى منصور هادى.
وأخيرا يقول الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان ،أن روسيا أصدرت بيان مشترك مع الإمارات تدافعا فيه عن الحل السلمى ، رغم أن الإمارات جزء من مجلس التعاون الخليجى ، لكنها تنسق مع مصر فى الضربات الموجهة ضد الجماعات الإرهابية فى ليبيا ، وهو ما يوضح خريطة مواقف متباينة لدول عربية وخليجية ،ومن ثم حينما شهدت القمة العربية هجوما من السعودية على روسيا فى كلمة سعود الفيصل ، لم تتخذ باقى دول الخليج نفس المنحى وتهاجم موسكو.
وأخيرا قال عودة على الدبلوماسية السعودية أن تتدخل وتسعى لتقريب وجهات النظر كعهدنا بها ، فى إطار قدرتها على إستخدام القبائل اليمنية ممن لهم علاقات قرابة ونسب بالسعوديين، وبإمكان تلك القبائل تحقيق مصالحة حقيقية بدلا من إستمرار التهديد بالتصعيد العسكرى.