مصر الكبرى

01:21 مساءً EET

تعالوا نهتف : تحيا العبودية !!‎

تعالوا نهتف مع شيخ زاوية مصر المحروسة : تحيا العبوديـــة !!

فى لقطات سريعة ؛ ومحاولة للإطلالة على (  بانــوراما  ) متعددة المشاهد ؛
دون الوقوف لالتقاط الأنفاس بين المشهد والمشهد؛ وكأننا نشاهد ( كليبات)
سريعة ؛ وكل لقطة منها ( حـــدوتة ) مذهلة بكل المقاييس ؛ ولكنى سأحاول
تحليل تلك الأحداث المذهلة ؛ التى تفقدك التركيز الواجب ؛ وتعطيك الانطباع
فوراً ؛ بأنك فى مشاهدة لفصــول متوالـــــية من فصول مسرح العبث ؛ وكأن
مسرح ( بيكيت ) ؛ قد عاد من جديد !!
ولا أملك فى هذا التسارع ؛ إلا
محاولة ( تثبيت ) مشهدرئيسى للإضاءة عليه ؛ من خلال  محاولة تحليل مايدور
فى تلك المسرحية الهزلية من وجهة نظرى المتواضعة ؛ وسأسلط الضوء على مشهد
أعتبره المشهد الرئيسى ؛ والذى ستنبنى عليه التداعيات لكل ماهو قادم على
ساحة الشارع السياسى المصرى .
مشهد الغطرسة والاستفزاز للغالبية
العظمى من شعب مصر المنكوب فى حكامه ؛ الذين جاءوا الى السلطة فى غفلة من
الزمن ( وبأصابع أمريكية قذرة ) حرّكت عرائس الماريونيت ببراعة ؛ وساعدها
التواطوء القمىء لاستكمال المؤامرة بين ( طنطاوى وعسكره وفصيل الاخوان
المتأسلمون  ) واستغلالاً للفقر المدقع لشرائح الغالبية المقهورة من الشعب
المصرى ؛ واستغلالاً للنقاء الثورى لمن فجَّروا الثورة ؛ وقدموا أرواحهم
وعيونهم المفقوءة  ؛ ثمناً لركوب هؤلاء الأنطاع على كرسى السلطة  ؛ المصنوع من جماجم  وعظام الثوار الشرفاء .  ليقف الحاج/مرسى .. شيخ زاوية مصر
المحروسة  ؛ بعد الإتيان بالحشود التى جلبت بالأوتوبيسات المكيفة والوجبة
الساخنة والماء المثلج والنقدية ؛  تحت ( صنم ) تمثال النهضة المزعومة ( مع الاعتذار للمثال العظيم /محمود مختار ) ليهتفوا وبكل العنجهية والغطرسة
بسب ( الكفار ) الذين لايقفون مع توجهاتهم بتأييد مرسى وزبانيته ح وعلى
رأسهم الملياردير/خيرت الشاطر  ؛ الحاكم الفعلى لمصر المحروسة ؛ ورجل
المؤامرات  الذى وقف ليقول ( صوتاً وصورة ) : مصر ملكنا الآن .. فافعلوا
ماترغبون وتشاءون !!  ولتأتى الطائرات الهليوكبتر لتصوير المليونية (
المصنوعة والمجلوبة ) لتعطى مزيداً من العنجهية والغطرسة للحاج/مرسى ..
ليقف فى قاعة المؤتمرات ليقول : أنا ربكم الأعلى ؛ ولا راد لإرادتى  ؛
وليحوِّل القضية الرئيسية الى جدل حول الاستفتاء للدستور المعيب الذى طرحه
علينا كالستار الأسود ليعمى الأبصار والأفئدة  ؛ لندخل فى منعطفات وحوارى
جانبية  ؛ تلهي الشعب المصرى كله ؛ عن القضية الأساسية والجوهرية ؛ وهى
قضية الدستور المعبر عن المة بأسرها ؛ وليس الدستور التفصيل المسلوق ؛
والذى أطلقت عليه جموع الشعب لقب ( الطبخة المسمومة !! )  ؛ ويريد ان
يفرضها على الشعب المصرى صاحب التضحيات التى أوصلته الى كرسى الحكم !!
وكأنه يخرج لسانه للجميع ؛ ويقول : ملعون ( أبو ) كل من يعترض على اراداتى
!!
ولا أقول هذه الكلمات من عندياتى ؛ فهذا السيناريو الساذج والقمىء ؛ كان معلوماً للجميع  ؛ ومعلوم انه سيتجاهل كل القوى الوطنية التى ناشدته بالعدول عن تلك الغطرسة والعنجهية  ؛ رغم أن تلك القوى الوطنية هى التى
قامت بالثورة ؛ ودفعت الثمن غالياً من الأرواح ؛ ليأتى فصيل الاخوان ليحتل
كراسى الحكم بعد سرقة الثورة من صانعيها .
والغريب .. أن مليونية
مؤيدى الشيخ/مرسى  .. تحمل عنوان ( الشرعية والشريعة )  وكل كلمة منها تحمل فى ثناياها كلمة   ( الشر )  ؛ وكأنها جاءت ترجمة لما سيحدث فى مصرنا
المحروسة فى الأيام القادمة ؛ بصرف النظر عن طولها أو قصرها ؛ ونتمنى ألا
تطول ؛  وفى ظل تلك ( الجماعة ) التى جثمت على صدر مصر . والتى تشير الى
أننا سندخل فى نفق وسرداب طويل  مظلم ؛ و ( موت ياحمار !! ) لحين عمل
الاستفتاء على الدستور المسلوق وانتخابات مجلس الشعب وانتخابات مجلس الشورى وتجهيز المحليات وتعيين المحافظون ؛ والسير فى مسلسل ( أخـونة ) الدولة
بكل أطرافها ؛ وساعتها نكون أمام أمر واقع .. ولا جديد فى سبيل اصلاح الوطن ؛ واصلاح حال المواطن الفقير المطحون ؛ ولن يكون هـَمْ تلك ( الجماعة ) ؛
سوى السير بخطى متسارعة نحو تنفيذ المخطط ( الاخوانى الأمريكى الصهيونى ) ؛ والمرسوم بعناية ؛ ويعرفها جيداً ويحافظ عليها الحاج /مرسى .. شيخ
زاويةمصر المحروسة .. الذى اخذته العنجهية فى الخطاب الموجه فى الدعوة الى
الاستفتاء ؛ ووقف متقمصاً صورة ( زعيم )  أخذته النشوة من حشوده المصنوعة
بالمال ؛ ولينصِّبْ نفسه ديكتاتوراً جديداً .. بكل مواصفت الديكتاتور !!
وليهتف العامة والدهماء والبسطاء لزعيمهم الأوحد  .. وتحت تمثال نهضتهم
المزعومة ؛ وليقولوا بأعلى الصوت فى حناجرهم المتحشرجة  : تحيا العبودية
ويحيا الديكتاتور !! وليبشروا من الآن فصاعداً بالتكريس لزمن العبودية ؛
وانتهاء عهد السلام والأمن الاجتماعى ؛ الذى قامت الثورة من أجله .. وأهلاً بنهر الدماء التى ستراق على أسفلت الشوارع والميادين  ؛ وأهلاً بحكم
الفصيل الجاهل بمقدرات شعب ودولة عريقة الجذور فى الحضارة  ؛ ويضعون
أياديهم على خناجرهم ومسدساتهم ؛ إذا حدثتهم عن الحرية والديمقراطية
والسلام والأمن الاجتماعى .
تحيــاتى للجميع .. ولمصر المسحوقة ؛ كل الصبر والسلوان ؛ ولا عزاء للأحرار .

التعليقات