آراء حرة

09:27 مساءً EET

محمد حمادى يكتب:القوة العربية هى الحل

سعدت عندما رايت ان الدول العربية استعادت مرة اخرى صحوتها ، التى غابت عن الساحة عقودا منذ حرب اكتوبر 73 وادركت فى ساعات قليلة ان الخطر قادم على الامة لامحالة ، وان التحرك الفورى والسريع واستعادة اللحمة العربية وردع القوى الاستعمارية والمتسلقة بات هو الحل الوحيد لانقاذ الوطن العربى من مخطط التقسيم والتفتيت .

تتفق معى او تختلف فى استراتيجية ضربة ” عاصفة الحزم ” فى اليمن ، ولكن لا نختلف على اساس فكرة العروبة والقومية العربية  ان يتحد قادة العرب مرة اخرى ويتشاركون فى الحفاظ على الامن القومى العربى ، من هيمنة وبسط قوى ايران فى المنطقة العربية ـــ والسؤال هل يمكن ان نجد هذا التحالف العربى موجودا لحل الازمات والمخاطر الحقيقية التى تواجه الوطن العربى ؟!
الاجابة هى نعم .. وساذكر هذا بالتفصيل ـــــ  فقد قرات دراسة صادرة من المركز الاقليمى للدراسات الاستراتيجية اعدها الباحث احمد كامل بحيرى تقول :
 
 أن التهديدات الأمنية التي تواجه المنطقة العربية في مرحلة ما بعد الحراك الثوري دفعت إلى البحث عن صيغة جديدة للتعاون من أجل مجابهة مخاطر انتشار التنظيمات الإرهابية، فضلا عن إمكانية تحول بعض الدول العربية إلى “دول فاشلة” بسبب الصراعات المسلحة الداخلية وما تنطوي عليه من مخاطر تهدد الأمن القومي العربي، فجاءت دعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى إنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة، في محاولة لخلق أدوات جديدة للعمل العربي العسكري المشترك للتغلب على التحديات التى تواجه أمن الدول العربية.
 
 
وأضافت الدراسة  فرضت العمليات العسكرية التي وجهتها قوات التحالف العشري بقيادة المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن نفسها علي القمة العربية في شرم الشيخ، وكانت دافعا للكثير من الدول العربية وخصوصا مصر للمطالبة بضرورة تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك وتشكيل قوة عربية مشتركة، وهو ما دفع وزراء الخارجية العرب خلال الاجتماع التحضيري للقمة العربية لتبني مشروع القرار الخاص بضرورة تشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة تهديدات الأمن القومي العربي.
 
ولكن كانت هناك وجهات نظر متباينة حول مضمون التصور الخاص بانشاء قوة عسكرية عربية مشتركة، ما دفع اجتماع القمة العربية بإرجاء الاقرار لحين عقد اجتماع روؤساء هيئات اركان حرب للدول العربية الشهر القادم للتنسيق حول مضمون التصور بجانب اتاحة الفرصة لمزيد من المناقشات للأبعاد المختلفة ليس من الناحية العسكرية فقط ولكن لمهام تلك القوة ومسارات تحركها في الملفات الامنية المختلفة بالمنطقة، على نحو يشير إلى أن هناك قضايا أو بالأحرى اسئلة معلقة، يقتضي الإجابة عليها لتحديد المسار الذي سوف تتخذه تلك القوات .
ويمثل تشكيل قوة عربية مشتركة ضرورة ملحة فى ضوء التهديدات التى تمر بها المنطقة العربية ، بما يفرض على الدول العربية ضرورة العمل من اجل انجاحها ، والتغلب على التحديات التى تواجه تشكيلها من خلال وضع معايير  واضحة لاستخدام القوة العربية المشتركة، وتحديد أهدافها بشكل واضح، والاتفاق على أوجه ثابتة لتمويلها حتى تؤدي مهامها بفاعلية ولا تتعثر مستقبلا، مع مراعاة مبدأ عدم تدخل إحدى الدول الأعضاء في الشؤون الداخلية لدولة عضو أخرى، وتدعيم أسس الديمقراطية والحكم الرشيد وسيادة القانون وحماية حقوق الإنسان، واحترام القانون الدولي الإنساني في إطار جهود الوقاية من النزاعات ومنعها وإدارتها وتسويتها.
 
كما لا ينبغي أن يقتصر دور القوة المقترحة على التدخلات العسكرية وحسب، بل يجب أن يصاحبها دعم جهود إعادة الإعمار في فترة ما بعد النزاعات لتعزيز السلام والحيلولة دون تجدد النزاعات، بجانب تنسيق الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب الدولي بكافة أشكاله وجوانبه، إلى جانب تعزيز القدرات العربية في مجال العمل الوقائي من خلال إعداد نظام للإنذار المبكر لرصد العوامل المؤدية للنزاعات. كما، تبرز أهمية التنسيق مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في تشكيل القوة العربية المشتركة من أجل اكتساب الغطاء الأممي وفقا لقواعد القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة، لتجنب اعتراض القوى الدولية والإقليمية على إنشائها.

التعليقات