الحراك السياسي
رسالة من عبد الرحمن القرضاوى إلى رئيس وزراء إثيوبيا !!
دشن رواد موقع التدوين المصغر “تويتر” هاشتاج جديدًا يحمل اسم #رسالة_عبد_الرحمن_يوسف_تمثلني، لدعم الرسالة التى وجهها الشاعر عبد الرحمن يوسف لرئيس وزراء إثيوبيا بخصوص رفض اتفاقية وثيقة النهر.
حيث كتب عبد الرحمن يوسف:
رسالة إلى رئيس وزراء إثيوبيا
السيد المحترم هايلي ماريام ديسالين رئيس وزراء إثيوبيا …
بعد التحية …
هذه رسالة من مواطن مصري يريد أن يخطرك – بكل احترام وتقدير – أنه لم يوكل السيد عبدالفتاح السيسي في توقيع أي اتفاقية معكم تخص اقتسام مياه نهر النيل، أو تخص الموافقة على إقامة سد النهضة، أو الرضى بتغيير الأوضاع القائمة في دول المصب من عشرات بل منذ مئات السنين.
أنا مواطن مصري … أرى أن تنمية إثيوبيا حق لا غبار عليه، ولكن حق مصر في مياه الشرب لا يمكن التفاوض عليه من أجل حق إثيوبيا في توليد الكهرباء.
إذا كانت إثيوبيا تحتاج إلى الكهرباء فالأمة المصرية على استعداد تام لمساعدتكم لتوليد ضعف ما تحتاجون إليه، ولكن ذلك لن يكون على حساب حياة مصر والمصريين.
إن حقنا في مياه النيل حق فطري، لا يمكن أن يتفاوض عليه شخص فرد، دون برلمان، ودون أي نقاش مع الأمة المصرية.
سيادة رئيس الوزراء هايلي ماريام ديسالين …
إن الشعب المصري كله لا يعرف أي شيء عن الاتفاقية التي وقعتموها، ولم يقرأ حرفا منها، وبالتالي … نحن غير ملزمين بما فيها، فهذا غرر واضح لا يحتاج إلى إثبات !
لا توجد لجنة برلمانية تراجع ما تم الاتفاق عليه، ونحن نحذر الأمة الإثيوبية من عواقب التعامل في هذا الملف في غيبة تامة عن الشعب المصري.
لا أحب أن أقحم سيادتكم في مشاكل الواقع الداخلي المصري، ولكن لا يصح أيضا أن نرى الدولة الإثيوبية تتصرف وكأنها تنتهز فرصة الأزمة السياسية الداخلية في مصر، خاصة أن رائحة المشاكل الداخلية في مصر تفوح من بين سطور الاتفاقية.
سيادة رئيس الوزراء هايلي ماريام ديسالين …
إن الشعب المصري يتبرأ من هذه الاتفاقية التي تتناقض مع الاتفاقيات الدولية التي تنظم اقتسام مياه النيل منذ عام 1891 وحتى عام 1929، وهي المرجع الذي نعود إليه، بل إن المنطقي أن يتم تعديل هذه الاتفاقيات بما يزيد من حصة مصر من مياه النيل بعد أن تضاعف عدد سكان مصر عشرات المرات.
ويتبرأ منها أيضا لأنها تتناقض مع القانون الدولي، ومع سائر الدساتير المصرية القديمة والحديثة وخصوصا الدستور الحالي !
إنني أقولها لكم بكل صراحة … وبصفتي مواطنا مصريا لا غير … هذه الاتفاقية ليست ملزمة للمصريين بأي حال من الأحوال، وإذا تبين أنها تضر أو تنقص قطرة مياه واحدة من حصتنا في النيل … فتأكد سيادتكم أن هذه الاتفاقية باطلة من الأساس، وهي والعدم سواء، ونحن نملك أوراق ضغط (سلمية) كثيرة نستطيع أن نستخدمها، حتى لو أدى ذلك إلى انتهاء عقود طويلة من السلام بين دول المنبع والمصب في نيلنا الحبيب.
سيادة رئيس الوزراء هايلي ماريام ديسالين …
قال الحكيم الصيني العظيم (صن تزو) في كتابه “فن الحرب” :
“لا تحاصر جيشا … واترك له منفذا ليهرب منه … احرم خصمك من شجاعة قتال اليائس من النجاة … ولا تضغط بشدة على عدو يائس”
وأنا أقول لك يا سيادة رئيس الوزراء :
نحن أمة لا تضمر لكم إلا الخير، ولكن هل هناك أكثر من أن ييأس شعب كامل من الحصول على شربة ماء؟ هل يمكن أن نتخيل حجم التضحيات التي يمكن أن يقدمها أي شعب في الدنيا إذا علم أنه مهدد بالموت عطشا؟
سيادة رئيس الوزراء …
أكرر لكم بكل ود واحترام :
هذه الاتفاقية لا تمثل الشعب المصري، ونحن لا نعلم عنها شيئا، ولا يمكن أن تضع الدولة الإثيوبية والأمة الإثيوبية الشقيقة نفسها في موضع العدو الذي يستولي على شريان حياة المصريين في غفلة من التاريخ.
كلمة أخيرة :
الحفاظ على صداقة الشعب المصري أبقى لإثيوبيا من ورقة يوقعها مسؤول زائل مهما كان موقعه.
المرسل : مواطن مصري
عبدالرحمن يوسف