عرب وعالم

07:59 مساءً EET

إنقسام بين اردوغان وحكومته بشأن عملية السلام مع الأكراد

برز انقسام غير مسبوق بين الرئيس التركى رجب طيب اردوغان وحكومته بشأن عملية السلام الهادفة إلى انهاء التمرد الذى يشنه المسلحون الاكراد منذ عقود.

وطلب مسئول بارز من اردوغان التوقف عن التدخل وإطلاق التصريحات “العاطفية”، إلا أن الرئيس رد أنه لا يعتزم التوقف عن التدخل فى السياسة.

وفى تصريحات نشرتها الصحف الموالية لاردوغان اليوم الأحد، قال الرئيس إن الاتفاق الذى عقد بين الحكومة ونواب موالين للأكراد قبل ثلاثة اسابيع لإعلان دعوة لإلقاء السلاح كان “غير مناسب”.

ويعد هذا الخلاف هو الأكبر منذ تولى اردوغان الرئاسة فى اغسطس 2014 بعد توليه منصب رئيس الوزراء لأكثر من عقد، رغم أن المحللين لاحظوا زيادة التوترات بينه وبين رئيس الوزراء الذى اختاره بنفسه احمد داود اوغلو.

وقال نائب رئيس الوزراء بولنت ارينج، إن “تصريحات اردوغان مثل لا يعجبى ذلك وانا لست سعيدًا بها وهى تصريحات عاطفية وتعتبر آراؤه الشخصية”.

وأضاف “ارينج”، المتحدث الرسمى باسم الحكومة، أن “عملية السلام تجريها الحكومة، والحكومة هى المسئولة عن هذه القضية”.

واعتبرت تصريحاته انتقادا شديدًا لاردوغان، وذكر موقع “تى 24” الإخبارى أن الخلاف بات يشكل أخطر أزمة داخلية خلال أكثر من 12 عامًا من حكم حزب العدالة والتنمية الإسلامى المحافظ.

ورد اردوغان بالقول فى وقت متأخر السبت “انا اتشاور مع شعبى فى كل قضية، انا الرئيس”.

إلا أن “ارينج” حذر فى تصريحات جديدة اليوم الأحد قائلا: “نحن نحب رئيسنا ونعترف بنقاط قوته، ونقدر الخدمة التى قدمها، ولكن ينبغى الا ننسى أن هناك حكومة فى هذا البلد”.

وينبع الخلاف من خطة الحكومة تشكيل لجنة مراقبة للأشراف على عملية انهاء النزاع المستمر منذ عقود مع حزب العمال الكردستاني.

من ناحية آخرى، اعرب الرئيس عن غضبه بسبب الظهور العلنى المشترك فى قصر دولماباهشى، مكتب رئيس الوزراء فى اسطنبول، فى 28 فبراير لكل من نائب رئيس الوزراء يالجين اكدوغان ونواب موالين للأكراد.

وتلا سيرى سوريا اوندير، النائب عن حزب الشعب الديموقراطى الموالى للأكراد، رسالة فى الاجتماع وجهها زعيم حزب العمال الكردستانى المسجون عبد الله اوجلان يدعو فيها الحزب الى القاء السلاح.

وقال اردوغان “لا اجد الاجتماع الذى جرى هناك صائبًا، ولا أعتقد أن صورة نائب رئيس الوزراء وهو يقف بجانب فصيل برلمانى امر مناسب”.

وأصدر اوجلان السبت بيانا جديدا لمناسبة راس السنة الكردية دعا فيه الى انهاء التمرد الا انه لم يحدد جدولا زمنيا واضحا لنزع سلاح حزب العمال الكردستاني.

وبدأت تظهر على داود اوغلو علامات طموح بان يرسخ مكانته كرئيس للوزراء رغم توقع بعض المراقبين ان يكون دمية فى يد اردوغان.

والسبت، القى داود اوغلو كلمة اتسمت بالحماسة امام تجمع كبير فى قاعة للرياضة فى اسطنبول أعلن خلالها أنه مع عملية السلام حان الوقت “لدفن ثقافة الكراهية الى الأبد”.

ومنذ اغسطس، حول اردوغان منصب الرئيس الشرفى الى اقوى منصب فى تركيا ويسعى الى تعديل الدستور لتعزيز صلاحياته.

التعليقات