الحراك السياسي
عبد الرحمن يوسف ” اتمنى الفشل لهذا المؤتمر ” !!
اتمنى الفشل لمشروع الاستبداد في الحكم، ولا نتمنى خراب البلد، تماما مثلما يتمنى أي أب فاضل أن لا يرى ابنه متفوقا في تجارة المخدرات، ومثلما يفضل أي رجل حقيقي أن يرى أخته أو ابنته عانسا على أن يراها عاهرة تبيع ثدييها لمن يدفع أكثر.
نقولها بكل صراحة ووضوح، وبلا أي تورية، وبلا أي خجل : “نحن نتمنى الفشل لهذا المؤتمر الاقتصادي لأنه يضر بمصر، ولا ينفع أحدا سوى مجموعة من المرتزقة التي استولت على مصر بقوة السلاح”.
نحن نتمنى الفشل لهذا المؤتمر لأننا وطنيون، ولأننا مصريون حقيقيون، ولأننا نعرف تمام المعرفة خطورة أن ينجح الاستبداد نجاحا مؤقتا زائفا، فيعيرنا بذلك الوهم لكي يستمر حكم الاستبداد إلى الأبد، ولكي يبرر لنفسه مزيدا من القتل والتنكيل باسم مزيد من النجاحات المكذوبة الكاذبة.
إما إذا أقنعوك أن قدر مصر هو تجارة المخدرات أو العمل في الدعارة … فالمشكلة في عقلك، والثورة المصرية قادرة على أن تشبع مصر والمصريين دون أن تأكل البلد بثدييها.
لقد فشل المؤتمر قبل أن يبدأ، وبإمكانك أن تتأمل قائمة المدعوين والدول التي قررت تلبية دعوة “سيسي”، ومستوى تمثيل هذه الدول، لكي تتأكد بنفسك أننا أمام مجموعة من العناوين الصحفية الزاعقة التي سوف نتجرعها خلال الأيام القادمة، ولكن الحقيقة أننا أمام عمل دعائي لا أثر له على الأرض.
بإمكانك أيضا أن تتأمل نوع المشاريع المطروح على المستثمرين، وكيف أننا أمام مجموعة من تجار الأراضي، تبيع أرض مصر لمجموعة من المستثمرين الذين جاؤوا إما لمواءمات سياسية، أو لأسباب انتهازية.
لسنا نحن سبب فشل هذا المؤتمر، بل السبب هو أن مصر اليوم محكومة بعصابة يتحدث العالم كله عن فضائحها وتسريباتها، وكيف أنه بلد لا قانون فيه.
هذا المؤتمر لن يحقق أي مكسب يذكر لمصر، وسوف يستخدمه مجموعة من اللصوص في سدة الحكم لترويج إفكهم، ولإطالة عمرهم القصير في السلطة، ومن يحب مصر حقا ستراه بفطرته يتمنى أن لا ينجح هذا المؤتمر وغيره من مخططات العسكر في “استعمار” مصر.
ملحوظة : سيندم كل من يحب هذا الوطن وكل الثوار المخلصين إذا لم يصطفوا صفا واحدا خلال الأسابيع القادمة، وإذا لم يجهزوا أنفسهم لما بعد هذا العهد، وسوف يحاسبنا الله على تقصيرنا، وسيكتب عنا التاريخ كلاما مخجلا !
الاصطفاف الوطني اليوم فريضة وطنية، وضرورة تاريخية، وتأخيره قد يودي بنا إلى سنوات من عدم الاستقرار، ولا بد أن نتعلم من أخطاءنا السابقة، وأهمها الجهوزية بالبديل، ولا بديل إلا بالاتحاد.