عين ع الإعلام

04:53 مساءً EET

ماهى وسائل «داعش» لإصطياد الفتيات ؟!

قدمت أقصى محمود (وهو اسم مستعار) – التي تعرّف نفسها على أنها طبيبة انتقلت للعيش في سوريا، بأكناف الدولة الداعشية – للفتيات اللائي يعبرن عن الرغبة بالسير على خطاها عدداً من “المحفزات”، وذلك في مدونتها “يوميات مهاجرة”.

وقالت أقصى “لا ندفع إيجارات هنا، المنازل تعطى مجاناً، لا ندفع فواتير كهرباء أو ماء، ونحصل شهريا على مواد غذائية: معكرونة، معلبات، أرز، بيض”.

وتشير صحف غربية إلى أن أقصى محمود وصلت سوريا قادمة من غلاسكو في نوفمبر 2013، وهي واحدة من نحو 550 شابة انتقلن إلى سوريا والعراق، بحسب تقديرات خبراء، بعد أن جذبهن داعش.

داعش يبيع الشبان “يوتوبيا”

وأوضحت مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط للأبحاث في بيروت، لينا الخطيب، لوكالة “فرانس برس” أن التنظيم “يبيع الشبان والشابات يوتوبيا (وهم المثالية) إسلامية على مقاسه، لا علاقة لها طبعا بالدين الإسلامي”.

وأضافت “يقول لهم هذه هي الدولة الإسلامية الحقيقية الوحيدة في العالم، ويمكنكم أن تصبحوا أشخاصاً مهمين فيها”، مشيرة إلى أنه “يستهدف شباناً وشابات لم يكوّنوا هوياتهم بعد”.

وبحسب الفتاة الداعشية أقصى، فإن “المهاجرين” في دولة داعش يحصلون على الأدوية مجاناً، وعلى مبالغ مالية شهرية للزوج والزوجة ولكل طفل في العائلة.

وتشير المرأة الشابة (عشرينية بحسب صحف غربية تحرّت عن هويتها) إلى أن في إمكان النساء المهاجرات العمل ضمن نطاق اختصاصهن، مثل التدريس والطب والتمريض، وأن من لا ترغب بالعمل تكلّف بالدعوة والتجنيد، وتعيش في غرفة منفصلة ضمن “مقر” تشارك فيه “أخوات” أخريات.

وتشرح أقصى أن الزواج يتم بعد أن يزور العريس الذي يحصل على “سبعة أيام إجازة” حال زواجه، عروسه ويراها مرة واحدة، وإن النساء يخترن مهرهن بأنفسهن، وهن بالإجمال لا يطلبن مجوهرات، بل يخترن الكلاشينكوف”.

وفي حفلات الزفاف لا ألعاب نارية، بل “طلقات رصاص والكثير من التكبير”، فيما السير قرب نهر الفرات هو النزهة المفضلة للمتزوجين حديثاً.

ونشرت أقصى على صفحتها صورة رجل ملتح وقربه عروس بنقاب أبيض، مع عبارة “إلى أن تفرقنا الشهادة”.

ورداً على سؤال لشابة طلبت منها مساعدتها في اتخاذ قرار مغادرة حبيبها والتوجه نحو سوريا، تقول “أعدك أنه في يوم ما سيحتضنك أحدهم طويلا،ً وسيصلح كل ما انكسر في قلبك. نعم، سيكون الزوج الحلال”.

وترى الخطيب أن هذه المدوّنة المكتوبة بالإنجليزية “في حال كانت صحيحة، فلا شك أن تنظيم داعش يشرف عليها، إنها أداة من أدوات التجنيد”.

وتوصي مجلة “دابق” الإلكترونية الناطقة باسم التنظيم والصادرة بالإنجليزية، الراغبين بالهجرة بألا يقلقوا “حيال المال أو إيجاد مسكن. هناك الكثير من المنازل والموارد المخصصة لك ولعائلتك”.

وفي عدد حمل عنوان “دعوة إلى الهجرة” في شهر أغسطس، أكد التنظيم أن “الخلافة بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى خبراء ومهنيين واختصاصيين”، وتحديداً بحسب ما يقول زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي إلى “القضاة وأصحاب الكفاءات العسكرية والإدارية والخدمية والأطباء والمهندسين”.

أما الأطفال، فيتلقون تربية عسكرية ودينية متشددة.

وعرض التنظيم في تسجيل فيديو نشر على شبكة الإنترنت لقطات من داخل ما يسميه “معهد الفاروق للأشبال” في محافظة الرقة (شمال)، ظهر فيه عشرات الأطفال بملابس عسكرية وهم يقومون بتدريبات.

ويقول أحد المشرفين إن الأطفال “أشبال مهاجرين وأنصار”، مشيراً إلى أن المعهد يدرس “الجهاد في سبيل الله”.

دخول داعش ليس كالخروج منه

إلا أن الوصول إلى “أرض داعش” ليس كمغادرتها، فهذا قرار قد يكلف صاحبه حياته.

ويرى حسن حسن، مؤلف كتاب “تنظيم الدولة الإسلامية: من داخل جيش الرعب”، أن “الفتيات اللواتي ينضممن إلى هذا التنظيم يبحثن عن المغامرة، وبعضهن يعشن في عالم وهمي ويحلمن بالزواج من محاربين”.

أما للشبان، فلدى التنظيم “مغريات” ينشرها معتمداً على آلة دعائية ضخمة تشمل وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها: المنزل والمال والسلاح، والطبابة الدائمة، والكهرباء المجانية، أما الأطفال فلهم المدارس والمعاهد الإسلامية التي توفر تنشئة عسكرية ودينية.

ويوضح حسن أن البعض يكتشف بعد وصوله أن “الواقع عكس التوقعات”، ويصطدم “بوحشية” التنظيم الذي يزرع الرعب في مناطق سيطرته وفي العالم.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 120 شخصاً في سوريا بين شهري أكتوبر وديسمبر الماضيين، لدى محاولتهم مغادرة مناطق سيطرة التنظيم.

وفي السياق، قالت الخطيب، مديرة مركز كارنيغي، إنها أجرت “مقابلات مع شبان عادوا من الرقة ومناطق أخرى، وتبين لي أن لديهم شعوراً بالنقمة بعدما أحسوا بأنهم تعرضوا للغش، لأنهم وجدوا حكماً يقوم على القمع، ويأمرهم بعدم التفكير. لقد شعروا أنهم بيعوا مشروعاً فارغاً”.

التعليقات