تحقيقات
بالفيديو والصور : ذكرى وفاة الرئيس الفنزويلي “هوغو تشافيز”
أحيت فنزويلا أمس الذكرى السنوية الثانية لوفاة رئيسها هوغو شافيز، فأطلق الحزب الاشتراكي الموحد الحاكم في البلاد فعاليات بالمناسبة تخلّلها ألعاب نارية في كراكاس وضواحيها.
ونظّم الحزب الاشتراكي الحاكم تجمّعاً “ضد الامبريالية” في ساحة بوليفار في وسط كراكاس. وأقيم بعد ظهر أمس حفل تكريمي في “ثكنة الجبل” القائمة على مرتفعات العاصمة حيث يرقد جثمان تشافيز المحنّط.
الفعاليات التي شهدتها فنزويلا أمس، شارك فيها رئيس البلاد نيكولاس مادورو بعد سنتين على وفاة تشافيز بمرض السرطان، وما زال الفنزوليون يتذكرون زعيمهم الراحل بحرارة، بدليل مواصلة نشر صوره على الجدران واللافتات.
ولد “تشافيز” في 28 يوليو عام 1954 لعائلة متوسطة في بيت جدته من أبيه في قرية “سابانيتا” بولاية باريناس، تعلم في الأكاديمية العسكرية بفنزويلا وهو 18 عاما، قبل أن يدرس العلوم السياسية في جامعة “سيمون بوليفار” بالعاصمة كاراكاس عامي 1989 – 1990، وحصل على شهادة الدكتوراه.
بدأ “تشافيز” حياته السياسية في 24 يوليو 1983، ففي العيد المائتين لميلاد محرر فنزويلا وبلدان أمريكا الجنوبية الأخرى من الاستعمار الإسباني “سيمون بوليفار”، أنشأ “تشافيز” الحركة الثورية البوليفارية 200.
حاولت الحركة الثورية البوليفارية 200 بقيادة “تشافيز” القيام بمحاولة انقلاب في 4 فبراير 1992 ضد الرئيس الفنزويلي “كارلوس أندريه بيريز”، واتخذ الانقلاب لنفسه اسم “عملية إزكييل زامورا”، فنجح أولا في السيطرة على جميع البلاد، عدا العاصمة كراكاس، إلا أنه قبض عليه وأدخل السجن وبعد سنتين تمت تنحية الرئيس “أندريه بيريز” وتولى ”رافائيل كالديرا” السلطة مكانه، فخرج “تشافيز” من السجن وأسس بعض أصدقائه الضباط حركة سرية أطلقوا عليها اسم “سيمون بوليفار” تيمنا باسم الزعيم الأمريكي الجنوبي الذي كان من أبرز مقاومي الاستعمار الإسباني في القرن التاسع عشر.
في عام 1997 أسس “تشافيز” حزبا باسم حركة الجمهورية الخامسة، وحظى بمسانده اليساريين والطبقات الفقيرة، وهو ما قاده للسلطة بعد أربعة أعوام من إنشاء الحزب، وأعلن عن برنامج يركز على مقاومة الفقر والرشوة فحصل على نسبة 56% في انتخابات ديسمبر 1998، وكانت أكبر أغلبية في الانتخابات منذ 40 عاماً في فنزويلا.
ي 2 فبراير 1999، أدّى “شافيز” القسم الجمهوري وفق دستور وصفه بأنّه يحتضر، ووعد باستفتاء لتشكيل مجلس دستوري جديد، كما ألغى الاستعراض العسكري الذي يصاحب عادة هذا الاحتفال، راغباً بذلك في إبراز خضوع الجيش للسلطات المدنية، وتأجل الاحتفال إلى 4 يناير.
وبفوز “تشافيز” في الانتخابات، أعلن أن فترة 1958-1998 هي فترة الثورة الرابعة وأعلن 1999 هو بداية الثورة الخامسة، ثورة “بوليفار”، وقد تضمن برنامجه العديد من الإصلاحات الهامة، كان من أهمها تغيير اسم الدولة وسن قانون جديد لزيادة فترة الرئاسة إلى 6 سنوات، مع إمكانية إجراء انتخابات فورية، يتم فيها الاتصال مباشرة بين الرئيس والشعب، وفي 25 مارس من العام نفسه، صوّت 80% من المشاركين في الاستفتاء لصالح مجلس دستوري جديد، مع الوعد بإجراء انتخابات عامة، تشمل منصب الرئيس للعام 2000.
جرت الانتخابات العامة التي وعد بها “تشافيز” في 30 يوليو 2000، وأعيد انتخابه رئيساً بنسبة 59.5% من الأصوات، ليجدد بذلك تمسكه بالسلطة لمده ست سنوات تنتهي في 2006، ليرشح نفسه لفترة رئاسية ثالثة لمدة ست سنوات أخرى في ديسمبر 2006 تنتهي في 2012، ويفوز بها أيضًا بنسبة 61.35% من أصوات الناخبين، وعلى إثر فوزه بالانتخابات أخذ ثقة البرلمان لتحويل الدولة إلى دولة اشتراكية، وأدى القسم على أن يحول فنزويلا إلى دولة اشتراكية وغيّر اسم الدولة من جمهورية فنزويلا إلى جمهورية فنزويلا البوليفارية.
وفي 7 أكتوبر عام 2012 جاء موعد الانتخابات الجديدة، ليفوز بها “تشافيز” من جديد على منافسه “إنريكه كأبريليس” بفارق حوالي 10% من الأصوات، وتكون فترة رئاسته الرابعة.
وفي الخامس من مارس 2013 توفي الرئيس الفنزويلي “هوجو تشافيز” بعد معركته مع السرطان الذي اكتشف أنه مصاب به في 2011، وأجرى على إثره أكثر من عملية جراحية لاستئصال هذه الأورام، ما يعد خسارة للملايين من محبيه الذين كانوا يعشقون حضوره الطاغي ومناهضته للسياسات الأمريكية.
كان “تشافيز” يحب مخاطبه شعبه على الدوام، ويخاطبهم بمعدل 40 ساعة أسبوعيا تذاع إما على التلفاز أو الإذاعة، كما أشتهر بمناداته بتكامل أمريكا اللاتينية السياسي والاقتصادي مع معاداته للإمبريالية، وانتقاده الحاد لأنصار العولمة من الليبراليين الحديثيين وللسياسة الخارجية الأمريكية، ويعد شخصية مثيرة للجدل، حيث قاد فنزويلا متحديا السياسة الأمريكية، فيما أشتهر بتعاطفه مع قضايا المستضعفين في العالم أجمع.
ومن أبرز الوجوه المشاركة في الفعاليات، اسطورة كرة القدم الارجنتينية والعالمية دييغو مارادونا الذي قام بزيارة قبر تشافيز.
ووضع مارادونا اكليلا من الزهور على قبر تشافيز الواقع غربي العاصمة الفنزويلية كاراكاس احياء لذكرى وفاته.
ويواجه الرئيس الفنزويلي الحالي نيكولاس مادورو أزمة حادة يمكن أن تستغلها المعارضة في الانتخابات النيابية أواخر 2015.