مصر الكبرى

01:49 صباحًا EET

يوسف عبدالكريم يكتب : الانقلاب الأمريكي على الإخوانيوس .

 
 
 
انهم يتلاعبون بعقول البسطاء تارة ويعزفون على اوتار مشاعر العامة تارة اخرى فى حين تتصارع كافة اطراف المنظومة السياسية و مصر هى التى تدفع الثمن ما بين عدم الشفافية وما بين المد الوهابى المتذئب فضلا عن انعدام روح الفريق والشعور بالقوة المطلقة الذى يسيطر على الجميع .والمستفيد الاول من الصراع المستمر ، غالبا يترقب اللحظة المناسبة فى مكانه خارج حدود الوطن.او داخله  . لينال من عرض الوطن وجسده  وانتقاص سيادته لتحقيق اهدافه ومخططه بعيد المدي.

* واجد ان الإصلاح الحقيقي يبدأ حين تصدق النوايا من كافة الأطراف ..ويتم العمل على ثوابت أولها الاعتراف الكامل أن الثورة المصرية أسيئ  استخدامها  بتمكين فصيل سياسي واحد، لأسباب لا ترقى لمستوى الحدث التاريخي الجلل الذى تعيشه مصر "الثورة " التي طالبت بالتغيير،  والحرية ، والعدالة الاجتماعية . *  ولاشك أن هذا التمكين الممنهج تم لاعتبارات أهمها  أن لدية قدرة تنظيمية عملت  لسنوات عديدة بانضباط شديد تحت ضغط الخوف من السلطات الحاكمة في حينه ،أو ربما لعشقهم العمل  في الخفاء  لتحقيق أطماعهم الدولية وعدم اقتناعهم بفكرة " الدولة " صاحبة السيادة علي أراضيها و النتيجة واحده فكانوا هم الفصيل السياسي الأكثر تنظيما في ظل وجود  النظام السابق وحتي بعد الثورة. وأيضا لقدرته على التواصل مع بعض القوى السياسية الدولية التي باركت تنصيبه  لتنفيذ مخططهم  الدولي  . على حساب كافة القوى الوطنية لأسباب عديدة منها الخوف من تحرك دولة بحجم"  الصين "  وتدخلها كشريك في ملف السياسة الدولية للولايات المتحدة الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط ،أو بمعنى آخر الخوف من عودة " روسيا و الصين و ألمانيا " الخصم الشيوعي القادر على تهديد المخطط الامريكى لفرض الهيمنة الدولية وصناعة التاريخ بفرض حدود سياسية جديدة لا  تزيد مساحة الدول العربية فيها عن مساحة"فلسطين المحتلة"  إسرائيل  أو  تنفيذ  مشروع ما يسمى "الشرق الأوسط الجديد " وايضا خوف " المجلس العسكري " الذي تولى إدارة شئون البلاد في مرحلة ما بعد التنحي من تصعيد حالة الغضب الشعبي التي ربما وصلت إلى "حرب أهلية " واستغلالها بشكل يعجل  من تنفيذ مخطط التقسيم  إلى جانب الخوف من أن يتم توريط الجيش فىِ صِدام مباشر مع الشعب ويحدث الانقسام فيتم تدمير آلة الحرب المصرية "الجيش" كما هو الحال فى سوريا . * فضلا عن  وجود فريقين بالمجلس العسكري احدهما  يرى اهمية  التعاطى مع الإدارة الأمريكية تنفيذا لسياسة الأمر الواقع وتجنبا للصدام المصرى الامريكى المسلح بايدي مصرية  وبالتالي يجب تمكين الإخوان المسلمين  تنفيذا لرغبة امريكا . وهؤلاء هم انصار المدرسة الساداتية المحسبون على "  المعسكر الغربى  " * اما الفريق الاخر هم بعض المتعاطفين مع بعض رموز النظام السابق الذين ارجعوا  وجود  جانبا من  الفساد إلى رقابة وتوجيه  صندوق النقد الدولي للاقتصاد المصري وما ترتب علية  من منح صلاحيات ومزايا لرجال الأعمال  أدت  الى تفاقم المشاكل الاقتصادية والسياسية بعد التزاوج بين رأس المال والسلطة   الى جانب أسباب أخرى ،  منها  الاضطرابات  في  الوطن العربي  ووجود أمريكا كقطب سياسى واحد ، *  واغلب الظن ان هؤلاء هم "المعسكر الشرقي " فى الجيش المصري  ويمكن وصفهم بالمدرسة الناصرية  اصحاب الخبرة السياسية  الذى أرادت أمريكا الخلاص منه باى ثمن "أمثال اللواء عمر سليمان "والمشير طنطاوى  و غيرهم واذكر ان  رفض طنطاوى لمشروع "الصكوك"  الذى اقترحته حكومة رجال الاعمال فى 2008 وخروجه  غاضبا من اجتماع مجلس الوزراء قائلا "انتو بتبيعو البلد " و مهددا بالاستقالة بحسب ما نشر  بالصحف المصرية القومية وغيرها   ، وكان هذا هو الاعتراض المعلن  الاول من نوعه ،وذلك لقيام وزير الدفاع  با لاعتراض على امر له علاقة بالجانب الاقتصادى .  وربما جعله ذلك  من المغضوب عليهم  داخل الإدارة الأمريكية او على اقل تقدير تصنيفه ضمن الفريق غير المتعاون معهم  .وبالتالى كشف طنطاوى بهذا الموقف  ان ".الحرب الباردة لم تنتهى بعد " وان على امريكا ان تستعين برجالها المدنين للخلاص من كل ما تبقى مما يطلق عليهم المعسكر الشرقى الذى تلقى اغلب تدريباته فى الاتحاد السوفيتى السابق .لمنع التعاطى مع الجانب الشيوعى حال اعلانه الدخول فى ملف السياسة الدولية بشكل مباشر . وقد استمرت امريكيا فى تصفية  العسكريين الذين ينتمون " للمعسكر الشرقى" او المدرسة الناصرية    حتى المتقاعدون المعارضون للنظام السابق  امثال الفريق حسام خير الله  وكيل المخابرات العامة احد مرشحي رئاسة الجمهورية  الذي لم يتلقى  اى دعم من رجال الأعمال  او من دول الخليج  كما فعلت مع غيره فضلا عن عدم حصوله على الدعم الاعلامى الكافى ، *  ولعلى اجد ان زيارة الدكتور محمد مرسى  الى الصين "النجم الدولى الصاعد سياسيا "  اجلا ام عاجلا " . كانت بهدف منع اى دعم دولى للمعسكر الشرقى لضمان عدم الاطاحة به بعد اقالة المشير . وذلك بمنع الولايات المتحدة  الأمريكية من التدخل العسكري  لحماية أعوانها من تيارات  الاسلام السياسي  تحت دعوى حماية  الديمقراطية ، أو تحيدها مؤقتا وهذا اقل الاحتمالات
*  وازعم ان هذا الزيارة  التي اصطحب الرئيس فيها ما يقرب من 70 رجل أعمال اغلبهم ينتمون إلى  تنظيم الإخوان المسلمين بهدف التعاون الاقتصادي فى الظاهر وبهدف تحيد الصين سياسيا في حقيقة الأمر . وذلك بتنفيذ مطالبها  الاقتصادية وفتح الأسواق المصرية ليس للمنتجات فقط ولكن لتواجد المواطنون الصينيون أيضا الذين يجبون قرى مصر شرقا وغربا  بعد الثورة . * وفى الغالب قد أزعجت  هذه الزيارة الجانب الامريكى الذي لم يعد لدية القدرة على  قبول فكرة  التوازنات السياسية  من تنظيمات يرى أنها مدينه له بالكثير لانها لم تكن لتصل إلي الحكم إلا بفضله ،إلى جانب ادارك الإدارة الأمريكية  لحالة الارتباك التي تعيشها المنطقة العربية  .وذلك باعتبارها المهندس السياسي لهذا الملف منذ تولي الحزب الديمقراطي الامريكى "ملف الفوضى الخلاقة " في سوريا ولبنان  بالتزامن مع بداية  حرب الخليج  وبانتهاء فترة الرئيس الامريكى بل كلينتون، تم استخدام آلة الحرب الأمريكية طوال الفترتين الرئاسيتن " لبوش الابن " ثم استعاد الحزب الديمقراطي الامريكى هذا الملف مع تولى بارك اوباما ولديه إصرار على النجاح ليضمن استمرار حزبه في الحكم لفترات أطول . *  لذا أرى أن الإدارة الأمريكية  في ظل هذا الاستهداف الخارجي لمصر و حالة التذؤب الداخلي من كافة تيارات العمل السياسي وإصرار المواطن المصري على تحقيق العدالة الاجتماعية، وإصرار المفكرين على وجود ضمانات للحرية والتحول الديمقراطي ،ووجود ضرورة حتمية للتغيير نظرا لانعدام الثقة وحالة القهر والفقر التي عاشها المواطن البسيط لفترات طويلة ، وأيضا  بلوغ النسبة العددية للشباب إلى ما يزيد عن 60% من إجمالي عدد السكان بما يستوجب تغيير في "الوجوه" ، وفى آليات العمل .
 
 واري ان هذا الحراك سيجعل الإدارة الأمريكية أكثر تعقلا وستتراجع عن دعم تيارات الإسلام السياسي  إذا تحالف شباب الثورة و القوى الوطنية  وتم نبذ حالة التخوين التي رسختها تيارات الإسلام السياسي منذ قيام الثورة  ودعمتها الإرادة الشعبية .  * واجد ان تصحيح المسار لن يتم إلا بتوافق وطني يعتمد في تكوينه على الإيمان الكامل أن مصر " دولة " لكل المصريين .وأيضا  .البعد عن"  الشخصنه " والعمل على بناء المؤسسات على أسس ديمقراطية حقيقية تتخذ من آلية الانتخابات التي لا تتجاوز الثلثين ،  معيارا  موحدا في كافة الهيئات والمؤسسات خلال السنوات العشر القادمة علي سبيل التميز الايجابي للعبور بمصر خلال المرحلة الانتقالية   ، فضلا عن صناعة كوادر من الشباب وتمكينهم سياسيا  في أسرع وقت ممكن للتعاطي مع المتغيرات التي أغفلها النظام السابق فأدت إلى الانفجار الكبير .نظرا للعمل بآلية رد الفعل ،وغياب التخطيط و الرؤية المستقبلية بعيدة المدى كما هو الحال الان  . * لذا اقترح استحداث منصب "النائب لشئون ……والمساعد لشئون ….."  للشباب في كافة قطاعات ومؤسسات الدولة وإعطائهم كافة الصلاحيات كلٌ في اختصاصه مع مراعاة تمثيل كافة التيارات السياسية دون تميز فصيل سياسي على آخر في ظل المرحلة الانتقالية . فضلا عن تمكين قيادات كافة التيارات السياسية في إطار حكومات ائتلافية تمثل كافة القوى تمثيلا حقيقيا فاعلا  .
هذا إلي جانب  البحث عن القواسم المشتركة بين كافة القوى والتأكيد على مبدأ الفصل الكامل  بين السلطات  * .وأخيرا  أن يعمل رئيس الدولة كحكم بين السلطات ،  والبعد تماما عن فكرة الرئيس الملهم ،فالجميع شبابا وشيوخا لدية قناعة انه " قادر " على فعل الكثير وبالتالي لابد من العمل بروح الفريق كلٌ في مجاله .
بهذا نستطيع ان نواجه حالة الشتات والصراع الدامي  الذي ينتظر ه "الأخر" ليجنى ثمار عدم الاستقرار الذى سيصل حتما الى حد الفوضى . وغالبا فى كل الاحوال من يدفع فاتورة الغباء السياسي هم الشعوب التي لا تدرك طبيعة المخاطر .ولا ينتبه حكامها أن خلفهم شعوب هم " الكنز " المتجدد الذي لا تؤثر فيه ارتفاع سعر العملات الأجنبية أو انخفاض مخزون الثروة  اوإفلاس الدولة ، ولكن غياب "  العدل "  يبدده
وليعلم ان مصر دولة قانون، والاستمرار في هدم مؤسساتها لتصفية الحسابات والثأر الشخصي حتما سينتهي بكارثة وسينقلب السحر علي الساحر وستنقلب امريكا علي حلفائها لحماية مصالحها
 
 
 

التعليقات