مصر الكبرى

09:33 صباحًا EET

احذروا الميليشيات الاسلامية !

الشارع المصرى على صفيح ساخن بسبب الأنتخابات وانتظار نتيجتها …ولكن سبق هذا بأيام اخبار عن ضبط عدد كبير من الأسلحة والصواريخ العابرة للمدن …والسوءال هو لماذا ولمن ؟…

لم نلتفت كثيرا الي المقالات والأخبار التي اشارت منذ فترة إلى وجود تنظيم القاعدة والسلفية الجهادية بسيناء. والحقيقة ان أول من إشار إلى وجود تلك العناصر وأزمة بدو سيناء هو الباحث سليمان شفيق الذي حذر من وجود أحد أبرز رموز الجماعة السلفية بسيناء و الذي أعلن أن للجماعة شبابا يقرب من حوالى 6000 شاب، ولديهم سلاح وقال من المحتمل أن يتحول الشباب إلى ميليشيات "إذا لزم الأمر".
الخطر الحقيقى الذى يهدد الحدود المصرية مع إسرائيل وقطاع غزة متمثل فى وجود  انفاق  يدخل ويخرج منها السلاح ، وتوغل عناصر جيش الإسلام بسيناء في مناطق (العريش والشيخ زويد) والاستيراد المحلى لشباب السلفية الجهادية من محافظات مصر والاستقرار فى شمال سيناء …مما يشكل حزاما ناسفا للمنطقة.من ناحية اخري لوحظ عقب الثورات العربية، النشاط الكبير لتنظيم القاعدة فى شمال إفريقيا، حيث نشط تنظيم "القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي"، ثم تبعه ظهور جديد للقاعدة فى سيناء، تحت مسمى انصار الجهاد في سيناء، حيث أثار ظهور هذا التنظيم الكثير من المخاوف، منها على سبيل المثال، عودة العنف الدينى المسلح من جديد، وكذلك عودة العمليات الإرهابية التى عانتها مصر فترة طويلة من الزمن، بعد أن تم القضاء عليها. وقد تمثل الظهور الإعلامى الرسمى للقاعدة فى مصر، من خلال بيان صدر عن جماعة أطلقت على نفسها جماعة انصار الجهاد في سيناء، وهو بيان مبايعة لزعيم  تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
وتنظيم انصار الجهاد في سيناء هو أحد نماذج القاعدة وهو ليس تنظيماً واحداً وتحت قيادة واحدة، وإنما هناك ثلاث صور أو أشكال للقاعدة هي:     القاعدة الأم (المركزية) وهى التنظيم الأصلى الذي أسس تحت مسمى "الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين" الذي كان  يقوده أسامة بن لادن، ومن بعده أيمن الظواهري.     فروع القاعدة، وهى التي صدر أمر بإنشائها بأمر مباشر من أسامة بن لادن، والمثال الوحيد لها هو "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، حيث يعد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب امتداداً فكرياً وأيديولوجياً لتنظيم القاعدة المركزي. و نماذج القاعدة، وهى الصورة الثالثة من صور القاعدة، والتى يندرج تحتها تنظيم انصار الجهاد في سيناء ، وهى تلك التيارات المنتشرة فى عدد من الدول الإسلامية، وتنتهج نهج القاعدة وتعد أسامة بن لادن زعيماً روحياً لها، ولكنها لم تنشأ بأمر من بن لادن، وليست لها أي علاقة بالقاعدة الأم، وأشهر الصور على هذه النماذج هي "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" .
كانت أهم العمليات التى قام بها انصار الجهاد في سيناء هى تفجيرات المتتالية لخط الغاز المؤدي إلى إسرائيل عبر محافظة شمال سيناء، وكذلك تفجير إيلات الأخير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي قتل فيها 8 جنود إسرائيليين في أغسطس الماضي.
كما حاول التنظيم تدمير وحرق قسم شرطة ثان العريش، وذلك عندما قامت مجموعة من "الملثمين"، قدر عددها بنحو 200 فرد، السيطرة على قسم شرطة العريش، واستخدموا في ذلك أسلحة متطورة، وتصدت لهم قوات من الشرطة والجيش، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل خمسة أشخاص في سابقة هي الأولى من نوعها في مصر.
ويسعى تنظيم انصار الجهاد في سيناء إلى إقامة إمارة اسلامية فى سيناء، حيث طالب في بيانه بأن تكون سيناء إمارة إسلامية، وأن يكون الإسلام هو المصدر الوحيد للتشريع، وذلك عن طريق طرد الجيش والشرطة من سيناء، والاستيلاء على جميع المقار الأمنية، والضغط على الحكومة المصرية من أجل إلغاء الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، والتدخل لفك الحصار على غزة.
ويملك تنظيم "أنصار الاسلام فى سيناء" علاقة وثيقة بتنظيم "جيش الاسلام الفلسطينى" الموجود فى غزة، حيث ثبت من واقع التحقيقات أن "تنظيم انصار الجهاد فى سيناء مدعوم من جيش الإسلام في قطاع غزة، حيث لعب جيش الاسلام دوراً مهما وأساسيا فى تجنيد وتدريب عناصر "أنصار الجهاد" فى سيناء، الذين تلقوا  تدريبا قتاليا على أعلى مستوى في قطاع غزة قبل وبعد الثورة مع جيش الإسلام في منطقتين بقطاع غزة، هما تل سلطان برفح الفلسطينية، وخان يونس وكانت أعداد قليلة من أعضاء التنظيم قد تلقت تدريبا في قطاع غزة قبل الثورة، وذلك من خلال تسللهم إلى غزة عبر الأنفاق
وكان بعض عناصر "أنصار الجهاد"، قد أفرجت عنهم وزارة الداخلية بعد اعتقالهم، فيإطار فتح صفحة جديدة. ولكن بعد خروجهم من المعتقل، عادوا إلى سيناء وانضموا للتنظيم، وتم تدريبهم في قطاع غزة على جميع فنون القتال، واستخدام مدافع الهاون، وجميع أنواع الأسلحة والتدريب، وتجميع المتفجرات وتفكيكها وتفجيرها بالأسلاك الكهربائية.
هذا ويعد ظهور تنظيم القاعدة فى هذا الوقت العصيب الذى تعانى فيه البلاد الانفلات الأمنى الشديد  سوف يكون له عدد من التأثيرات المحتملة ، ومن أهمها :  الإضرار بقطاع السياحة الذي يقوم عليه الاقتصاد المصري، بما في ذلك اقتصاد سيناء حيث تقع أبرز المنتجعات السياحية المصرية, توتر العلاقات مرة اخري بين المسلمين والأقباط  أوردت الجماعة على موقعها الإلكتروني مواقف واضحة في شأن العلاقة مع الأقباط، حيث أعلن التنظيم "أنه يجب على الأقباط أن يدفعوا الجزية للحكام المسلمين، في ظل الدولة الإسلامية في مصر. والأخطر هو أن التنظيم سوف يجعل من سيناء قاعدة ينطلق منها لشن هجماته على إسرائيل، الأمر الذى قد يؤدى إلى أن تتخذ إسرائيل هذا الأمر ذريعة للدخول إلى عمق سيناء بحجة القضاء على هذا التنظيم، وحماية حدودها، فى وقت يعد فيه الأمن المصرى فى سيناء متراجعا.

التعليقات