تحقيقات
السيسي وأردوغان في السعودية …. مصادفة ام مصالحة ؟
يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسى الأحد القادم إلى السعودية لمقابلة الملك سلمان و أعلنت وسائل تركية منذ قليل عن زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الرافض للانقلاب العسكرى فى مصر للسعودية أيضاً فى زيارة تستغرق ثلاثة أيام تبدء من ا ليوم السبت للقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وتشير زيارة السيسي للمملكة بالتزامن مع زيارة نظيره التركي إلى العديد من علامات الاستفهام حول إذا ما كان هناك إجراءات إقليمية، برعاية الملك سلمان، بشأن العلاقات المصرية مع تركيا وقطر. وتأتي هذه الزيارات في خضم زحف دبلوماسي خليجي وعربي وإسلامي نحو الرياض للتباحث مع القيادة السعودية حول المستجدات الإقليمية والدولية.
وحول الاحتمالات التي تحملها الزيارة قال الدكتور جمال شقرا، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس والخبير بالشأن التركي، إنه” لا مصادفة في السياسة، وبالتالي زيارة الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني ورجب طيب أودوغان، الرئيس التركي، للسعودية في توقيت متقارب قبل زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، غدًا، السبت، تؤكد أن هناك مصالحة قادمة سيدعمها الملك سلمان بن عبد العزيز”.
وأضاف “شقرا” أنه “إذا لم يكن هناك حديث عن مصالحة بين مصر وقطر وتركيا وبشروط مصرية تتقبلها الدولتان، سيظهر الهدف الحقيقي من التحرك للسعودية في هذا التوقيت وهو هدم العلاقات المصرية السعودية قبل المؤتمر الاقتصادي، أو إبعاد مصر عن دور الريادة في قضايا المنطقة ويحل تميم أو أردوغان سيد المشهد في حل الأزمات العربية”.
وأشار إلى أن زيارة السيسي عقب زيارة تميم وأردوغان للسعودية ستوضح الكثير من الأمور التي يصعب التكهن بها الآن.
ومن جانبه قال اللواء أركان حرب نصر سالم، رئيس جهاز الإستطلاع الاسبق وأستاذ العلوم الإستراتيجية ، إن توقيت زيارة الأمير القطري تميم بن حمد ويليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للسعودية، ومن المنتظر أيضاً أن يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي في زيارة تستغرق يوماً واحدا للمملكة، يؤكد احتمالات إتمام المصالحة بين مصر وقطر وتركيا بوساطة سعودية.
وأوضح “سالم”إذا لم تنجح محاولات المصالحة فستلعب السعودية دوراً طيبًا في الحد من الخلافات بين الدول الثلاث، كأن توقف الحملات الإعلامية المضادة للدولة المصرية، وأن تتعهد بوقف تمويل الجماعات التكفيرية أوجماعة بعينها تعمل على إثارة الفتن، وستعمل على أن لا يكون هناك مجال للتوتر أكثر من ذلك.
ولفت رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، إلى أن الأمير القطري تميم نقض عهده مع الملك عبد الله بن عبد العزيز فور رحيله، بالشأن المتعلق بالمصالحة مع مصر ووقف التدخل السافر في شئونها.
وتابع .. الأمير القطري قادم الآن بتعليمات أمريكية جديدة عقب زيارته ولقائه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، فمن الصعب أن يقبل بالمصالحة مع مصر في هذا التوقيت.
واستطرد .. فبينما أصبحت تركيا تتعاون مع روسيا في عدة مجالات، وبما أن روسيا أصبحت بمثابة الحليف لمصر فسوف يقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمصالحة القاهرة وفقاً لشروط يضعها الرئيس عبد الفتاح السيسي يلتزم بها الجانبان، من أجل ضمان إستمرار المصالح المشتركة مع روسيا.
ومن جانبه، قال عمرو عمارة، منسق حركة «إخوان منشقون»، إنه لا يظن أن تزامن زيارة السيسي وأردوغان للسعودية جاءت على سبيل الصدفة، مؤكدا أن الزيارة معدة مسبقا بناء على رغبة المملكة في مصالحة وشيكة بين الجانب المصري والتركي لإذابة الجليد بين البلدين.
وتوقع عمارة حال إتمام جهود ولو بسيطة مع الأتراك أن يكون ذلك محفزا لمبادرة سعودية جديدة لمصالحة مصرية قطرية لإنهاء حالة الفتور في العلاقات، ويذكر أن الدائرة الأولى بمحكمة الإسكندرية للأمور المستعجلة قد أرجأت في وقت سابق نظر الدعوى القضائية باعتبار دولة تركيا راعية للإرهاب إلى جلسة 10 مارس المقبل لضم أوراق ومستندات إلى القضية.
قال مصطفى زهران المحلل السياسي والمتخصص في الشؤون التركية: “لا أظن أن هناك ترتيب بين الزيارتين، وعلى أية حال لو افترضنا فعلا وجود ترتيب للقاء السيسي وأردوغان، فذلك يعكس الإرادة السياسية للملك سلمان بن عبدالعزيز الراعية لعودة العلاقات بين دول المنطقة والاستقرار بينهم، وخاصة مع توتر أمن المنطقة العربية عقب أزمة اليمن والصراع الحوثي وتوغل يد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في الشام وليبيا.
وأضاف زهران، أن التقارب الخليجي التركي أو بالأحرى السعودي التركي يعود بقوة، ويظهر جليا في الاتفاقات ومحاور الاتصال، وزيارة أردوغان الأخيرة للمملكة للعزاء في الملك الراحل عبدالله.
وتابع الخبير في الشأن التركي أنه على سياق خاص تجمع بين الملك سلمان وطيب أردوغان علاقة صداقة وود تنعكس بدورها على علاقة البلدين، ما يدفع السعودية لبذل جهد لإتمام مصالحة مصر وقطر حتى وإن كانت بشكل تدريجي على هيئة جلسة بين السيسي وأردوغان على طاولة مفاوضات.