الحراك السياسي
ويكيليكس: قطر تستخدم الجزيرة كأداة للتفاوض في عقد الصفقات السياسية
كشفت البرقيات الخاصة بالسفارات الأمريكية السرية، التي سربها موقع “ويكيليكس” الإلكتروني، عن أن قطر استخدمت قناة الجزيرة الفضائية التابعة لدولة قطر، كأداة دبلوماسية في الشرق الأوسط.
وأشارت السفارة في برقياتها إلى أنه على الرغم من ادعاءات إدارة القناة المستمرة بأنها سياساتها التحريرية مستقلة ولا تخضع لأي حكومة، خاصة قطر التي تدعمها، إلا أن القناة تغير في الواقع تغطياتها الإخبارية بما يتوافق مع المصالح والسياسات الخارجية القطرية.
وأكد موقع “ويكيليكس” أن قطر تستخدم القناة الفضائية ككارت للتفاوض وعقد الصفقات السياسية، فهي يمكن أن تغير من تغطيتها الإخبارية لدعم زعيم أجنبي، كما أنها قد توقف سيل الانتقادات لزعيم آخر في مقابل تنازلات سياسية ضخمة تحصل عليها حكومة الدوحة.
وأشارت البرقيات التي يعود تاريخها إلى عام 2009 إلى أن السفارة الأمريكية تنبأت بأن المحطة الإخبارية قد تستخدم كأداة لعقد الصفقات السياسية لإصلاح العلاقات الدبلوماسية مع الدول الأخرى ، خاصة تلك الدول التي اعتادت الجزيرة على انتقادها، مثل الولايات المتحدة في ذلك الوقت.
كما تنبأت البرقيات أيضا بأن نفوذ الجزيرة سيزداد في غضون ثلاث سنوات على أقصى تقدير.
واعتبر الدبلوماسيون الأمريكيون أن سلطة الحكومة القطرية على قناة الجزيرة مباشر للغاية ، حتى أن المواد الإخبارية أصبحت مثار الأحاديث الثنائية بين الدبلوماسيين من كافة الدول ، وكان لها أثر إيجابي على العلاقات بين قطر والمملكة العربية السعودية والأردن وسوريا وغيرهم من الدول الأخرى.
وفي دليل على استغلال قطر لهذه القناة لتحقيق أهداف سياسية، كشفت إحدى البرقيات عن أن حمد بن جاسم الثاني أبلغ السيناتور الأمريكي آنذاك جون كيري بأنه عرض على الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وقف بث قناة الجزيرة لمدة عام ، في مقابل تغيير موقف القاهرة من المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية،ولكن يبدو أن مبارك لم يعطه إجابة شافية.
وهناك برقية أخرى في 2009، أكدت أن الجزيرة عملت على تحسين صورة الولايات المتحدة بشكل ملحوظ منذ صعود إدارة الرئيس باراك أوباما للسلطة، وتوقعت البرقية أن تستمر القناة على هذا النهج وهو ما سيؤدي إلى تحسن العلاقات الأمريكية- القطرية.