الحراك السياسي

07:01 مساءً EET

صحف عبرية : الاستقبال المهيب لبوتن هو” رسالة قوية من مصر للولايات المتحدة “

جاء مانشيت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، تحت عنوان “أول مفاعل نووى فى مصر برعاية بوتين”،

حيث قالت الصحيفة خلال تقريرها حول الزيارة التاريخية للرئيس الروسى لمصر، إن القاهرة مستمرة فى تعزيز العلاقات مع روسيا والابتعاد عن واشنطن وإدارتها برئاسة الرئيس باراك أوباما، مشيرة إلى أن مراسم استقبال بوتين كانت مهيبة. وأضافت يديعوت أن الدولتين اتفقتا على بناء أول منشأة للطاقة النووية فى مصر، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم حول هذا الموضوع، موضحة أن بذلك تكون وضعت القاهرة حجر الزاوية للمحطة النووية التى كانت تنوى بناءها منذ عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ولكن توقف العمل فى إنشائها بسبب خلافات مع السكان المحليين بمنطقة الضبعة. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الثقة بين مصر والولايات المتحدة بدأت تتلاشى منذ قيام ثورة 25 يناير فى عام 2011 التى أطاحت بالرئيس حسنى مبارك، ولكن أمس الثلاثاء، ظهرت علامة أخرى على هذا التلاشى بالتقارب المصرى الروسى الكبير بعد سنوات برود فى العلاقات استمر لسنوات، بعد أن كان الاتحاد السوفيتى الراعى الرئيسى والحليف القوى للقاهرة. وقالت يديعوت إنه فى الوقت الذى تشهد فيه روسيا علاقات متوترة مع الغرب، تذهب بكل قوة إلى القاهرة لإظهار أن لديها خيارات أخرى لتعزيز مصالحها بغض النظر عن العلاقات مع الغرب، مضيفة أن الرئيس السيسى أكد خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده مع نظيره الروسى أن البلدين وقعا اتفاقات تجارية واستثمارية ضخمة فى مجال الغاز الطبيعى، وأنهما اتفقا على إنشاء منطقة صناعية روسية على طول قناة السويس. وقالت يديعوت إن بوتين استقبل فى القاهرة استقبالا ملكيا، وتوجت زيارته بحفل عشاء على شرفه فى برج القاهرة ليستمتع بجمال أرض النيل، مشيرة إلى أن التقارب بين مصر وروسيا فى تزايد منذ عام 2013، عندما زار السيسى عندما كان يشغل منصب وزير دفاع الأراضى الروسية وتم استقباله كأنه رئيس دولة، فى الوقت الذى كانت تشهد فيه القاهرة وواشنطن علاقات متردية، بسبب دعم الإدارة الأمريكية للرئيس السابق المنتمى لجماعة “الإخوان” محمد مرسى ورفضها الإطاحة به. وأضافت الصحيفة العبرية أن كلا من مصر وروسيا لديهما مصلحة سياسية والتقارب إلى بعضها البعض فى ضوء ابتعاد المسافة بين واشنطن والقاهرة، فمصر لديها مصلحة العسكرية فى الحصول على أنظمة عسكرية متطورة من حليفتها السابقة روسيا، كما أن موسكو ترغب فى تعزيز العلاقات مع شركاء جدد بالمنطقة فى الوقت الذى تسعى فيه مصر منذ فترة طويلة لتنويع مصادر أسلحتها. وفى السياق نفسه، قال موقع “مكور” الإخبارى الإسرائيلى، إن الرئيسان الروسى والمصرى حرصا على إظهار السخونة التى تتمتع بها العلاقات بينهما فى رسالة قوية للولايات المتحدة من خلال مراسم الاستقبال التاريخية، مضيفا أن الرئيس الروسى، فلاديمر بوتين، والرئيس المصرى، عبد الفتاح السيسى حرصا خلال الزيارة على إرسال رسالة قوية للعالم وخاصة للولايات المتحدة فيما يتعلق بالعلاقات بين الدولتين، فاستقبال بوتين فى مصر بهذه الحفاوة، واللفتة التى قام بها الرئيس الروسى بالمقابل، بإهداء ” كلاشينكوف” لنظيره المصرى، تعزز من رمزية الزيارة والرسالة للولايات المتحدة فى طياتها. وأشار الموقع الإسرائيلى إلى أنه قد تم استقبال الرئيس الروسى بـ”السجاد الأحمر” فى عرض عسكرى كبير، وحضر الاستقبال الرئيس المصرى بنفسه قبل ذهاب الاثنين إلى “دار الأوبرا” فى القاهرة، ومن ثم تناول الزعيمان عشاء فخما بحضور عشرات المساعدين والمسئولين من الجانبين، وظهرت اللقاءات بين الزعيمين تملؤها الحفاوة والسخونة. كما أبرز الموقع الإسرائيلى توقيع مذكرة التفاهم بين البلدين لإقامة أول محطة نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية فى مصر، مضيفا أن سلاح “الكلاشينكوف” الروسى من طراز “AK-47” الذى أهداه بوتين للسيسى ربما يبشر بصفقة روسية – مصرية بقيمة 1 مليار دولار لتزويد الجيش المصرى بهذا السلاح الروسى الشهير. وأشار الموقع الإسرائيلى إلى أن كلا البلدين يواجهان مصاعب داخلية صعبة، ولذلك كان من المهم لهما أن يظهرا أن السياسيات الخارجية التى سينتهجانها فى المستقبل لن تتأثر بأى جهة خارجية، وهى رسالة قوية للولايات المتحدة مفادها أن مصر لا يعنيها الغرب وأن روسيا لا تتخلى عن نفوذها فى الشرق الأوسط المتغير. فيما قالت، قناة “I24” الإخبارية الإسرائيلية، إن أهم لحظة فى زيارة الرئيس الروسى إلى القاهرة هى التوقيع على اتفاقيات تعاون بين مصر وروسيا بشتى المجالات، وعلى رأسها الاتفاق على إقامة محطة نووية لتوليد الكهرباء. وأشارت القناة إلى الاستقبال الرسمى المهيب، للرئيس الروسى، لافتة إلى أن الخيول العربية تقدمت موكب الرئيس الروسى أثناء دخوله ساحة قصر القبة، كما أطلقت المدفعية 21 طلقة تحية للرئيس الضيف، موضحة أن كلا من السيسى وبوتين أكدا على ضرورة تعزيز التعاون العسكرى بين البلدين فى ظل الظروف الراهنة، وضرورة دفع العلاقات التجارية بين البلدين، مشيرة إلى أنه تم الاتفاق على إقامة منطقة تجارة حرة مع روسيا والدول الحليفة لها “الاتحاد الجمركى الأوراسى”. ونقلت القناة الإسرائيلية تصريحات الرئيس السيسى حول المحطة النووية الجديدة لوكالة “سبوتينك” الروسية، التى جاء فيها: “نتحرك فى هذا المجال حاليا وراسلنا الشركات العملاقة التى تستطيع أن تشتغل معنا وتنفذ لنا هذا المشروع بما فيها الشركات الروسية والصينية والفرنسية والأمريكية، ونتمنى أن يساهم أصدقاؤنا الروس فى بناء هذه المحطة كما فعلوا معنا فى السابق فى فترة الخمسينيات والستينيات.

التعليقات