فن
سر إعتزال شادية على خشبة مسرح «ريا وسكينة»
احتفلت دلوعة السينما المصرية، معبودة الجماهير، بنت مصر، قيثارة العرب.. الفنانة الكبيرة شادية، أمس، الأحد، بعيد ميلادها الـ81.
وتألقت شادية في جميع الألوان الفنية، فهى البنت الشقية في فيلم “لا تذكرني”، والفتاة المراهقة.. الحالمة الناعمة.. في فيلم “التلميذة”، وهى المرأة الناضجة في “الشك يا حبيبي”، وهى الأم المسئولة المضحية في “المرأة المجهولة”، وهى المرأة اللعوب في “زقاق المدق”، ولم يتوقف عطاؤها لمدة حوالي نصف قرن، وكانت تعطي وتتألق لتصبح النجمة الأشهر المسيطرة على الشباك.
لم يكفها الوقوف أمام الكاميرا لتبدع وتتقمص وتعايش الشخصية بكل أحاسيسها وجوارحها، بل وقفت أيضا أمام ميكروفون الإذاعة لتحاكي وتتخيل وتتألق في أداء 10 مسلسلات إذاعية كان لها أيضا النجاح والتألق والتميز.
والمحطة التي توقف عندها كثير من الجمهور والنقاد، وكانت من أروع أعمالها، مسرحية “ريا وسكينة”، تلك المسرحية الشهيرة التي أخرجها المبدع حسين كمال وشاركتها البطولة كوكبة من ألمع النجوم.. سهير البابلي، عبد المنعم مدبولي، وأحمد بدير، ولم يتوقف عرضها في مصر لمدة ما يقرب من 3 سنوات، بل طافت أرجاء والعالم العربي.
وفي أثناء عرض المسرحية، توفى شقيقها محمد الطاهر، وكان اسمه تيمنا باسم جده لأمه التركي الأصل، وهذا الشقيق كان الأخ الأقرب إلى قلب الفنانة شادية، ما جعلها تصاب بحالة شديدة من الحزن والاكتئاب، حاولت أن تسيطر على أحزانها فسافرت إلى شقيقتها عفاف التي كانت تقيم بأمريكا، وعند عودتها وجدت أنها لم تستطع نسيانه وأن طيفه مازال يسيطر عليها ويقلق حياتها، وتخيلت وقتها أن الفن سيبعدها عنه وعن بره وهو في “دار الحق” بين يدي الله جلت قدرته.
وفي 25 من شهر نوفمبر عام 1987، قررت شادية اعتزال الفن، والبعد تماما عن الأضواء، وكل ما يذكرها بالوسط الفني، وحتى تقترب أكثر من الله وتحتمي به عسى تستطيع الخروج من هذه الأزمة قررت شادية أداء فريضة الحج وارتداء الحجاب، وبذلك أسدلت الستار على مشوار أيقونة السينما معشوقة الجماهير.. ربيع الغناء والبهجة.. والمرح.