مصر الكبرى

11:55 مساءً EET

العد التنازلي لنهاية زمن الاخوان

دونما مقدمات لفظية او محسنات ، دعونا ندرس أمر مرسي بهدوء لا شعارات 
أولا : ليس لأي رئيس في الدنيا حق الإعلان الدستوري وآخر صلاحيات الرئيس هي إصدار مرسوم بقانون . إذن ما يفعله مرسي يبدو أمام العالم نوع من العبط يعكس صورة سلبية جداً عن مصر وشعب مصر وحضارة مصر. 
ثانيا:  هناك بعد أخلاقي في القضية وهو البعد الحاسم في الحالات المصرية التي سبقت مرسي مثل مبارك والسادات . الشعب المصري هو شعب معتدل لا يقبل الطغيان أو الظلم وعندما حكم السادات على الناس بأحكام لم يراها الشعب شرعية قتله الشعب من خلال احد أبناءه وعندما تجاوز مبارك وحاول توريث البلد لابنه خلعه الشعب وما يقوم به مرسي الآن ليس مختلفا عن الحالتين السابقتين وسيخلعه الشعب أيضاً لانه تجاوز المتوسط الحسابي لأخلاق المجتمع المصري 
ثالثا:  كما عجز مبارك عن تنفيذ قراراته في آخر حكمه وهو الذي كان متمكنا من البلد أكثر  من مرسي لم يجد من يحميه من كل أجهزته القوية من امن الدولة والجيش وخلافه ، وسيحدث الشيء نفسه مع مرسي ، ولن يستطع تنفيذ قراراته. مرسي فشل في تنفيذ القرارات  الأقل أهمية مثل عزل النائب العام في المرة  الأولى حيث اثدر قرارا وتراجع عنه ، ولم يستطع مرسي  حتى مواجهة التجار في إغلاق المحلات في العاشرة مساءا كما وعد. إذن آلية التنفيذ غير موجوده لد مرسي على تنفيذ قراراته هذه أيضاً وفي الغالب يتراجع عنها كما تراجع من قبل. 
رابعا:  نحن أمام حالة ناس بتبيع بعضها، فمنذ اندلاع الثورة باع العسكر مبارك  عندما نزل طنطاوي الي الكورنيش امام مبنى الاذاعة والتلفزيون، وتحالف العسكرمع الاخوان وكتبوا اعلانا دستوريا بغيضا، وبعد مرور الاعلان الدستوري باع الاخوان العسكر ، وكانت اخر بيعة عندما باع اللواء شاهين والعصار كل من سامي عنان وطنطاوي او الحاج حسين كما كان بشير اليه اعضاء امجاس العسكري في جلساتهم الخاصة. ثم باع الاخوان العسكر وتحالفوا مع السلفيين،  وسيبيع الجيش الاخوان مرة أخرى ويتحالف  مع اللبراليين والقوى التقليدية من عمد ومشايخ القرى. إذن في نظام منحط يبيع الناس بعضهم لبعض فلا تستغرب أن يتم بيع مرسي  وبثمن بخس، 
خامسا:  في الشارع هناك قوى حقيقية وبالأرقام التصويتية،  تستطيع أن تضع في الشارع أكثر من عشرة ملايين مواطن لو تجمعت،  فهناك خمسة ملايين صوتت  لحمدين صباحي وعشرة ملايين لشفيق واكثر من مليون لعمرو موسي وهؤلاء أناس حقيقيون صوتوا في الانتخابات . إذا ما نزل هؤلاء للشارع فان العالم بأسره وليس مصر وحدها سيتخلي عن مرسي كما تخلي عن مبارك من قبل عندما رأي أن الكفة الأرجح هي كفة الشارع . 
مهم أن أقول في النهاية انه وبعد أن انكشف نظام الاخوان من خلال حرب غزة وقامت مصر بدور مبارك عند الإسرائيليين والأمريكان ، فلم يكن أمام مرسي وأمام هذا الانكشاف  الدولي الذي يعبر عن عجز مصر في ظل حكم الاخوان الا أن يلجأ الي تلك القرارات الدرامية للتغطية عن صفقة باع فيها القرار المصري أو أرتهنه لدى الأجانب . هذه بعض ملابسات الموقف ف مصري ولكن كل ما يحدث في النهاية يصب في تعميق الشرخ المصري مما يجعل مصر في حرب باردة في الأيام الأولي قد تسخن بعد حين ، مواجهة بين تيار ديني مسلح وبقية التيارات الأخري وهذا يصب في خراب وطن ولا شك.  انه شبه الحرب الأهلية . ترقبوها. 

التعليقات