ثقافة

08:39 مساءً EET

القراءة حق وليست رفاهية..”حقوق ذوى الاحتياجات الخاصة” غائبة بمعرض الكتاب

القراءة ليست رفاهية، بقدر ما هى حق لكل إنسان يرغب فيها، ويريد أن يطلع على الثقافات المختلفة، والفنون والآداب المتنوعة، نحن نغضب أحيانًا حين نريد كتابًا ما ونبحث عنه ولا نجده، ويتملكنا غضب أكبر حين نرى شخصًا ما يمتلك عددًا كبيرًا من الكتب ولا يقرأها.

وهنا أتذكر المقولة التى أرددها دائمًا “جميل أن يذهب الكتاب لمن يقرأه.. لا لمن يضعه فى درج مكتبه”، وهنا أيضًا نكتشف مقدار السهو الذى نقع فيه جميعًا من إغفال حق المكفوفين الراغبين فى القراءة، فى ظل حدث كبير مثل معرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى يعتبر من أهم الأحداث الثقافية فى العالم العربى، ونتساءل.. كيف لمعرض بهذا الحجم لا يوفر أى خدمات للمكفوفين، أو يراعى حقوق ذوى الاحتياجات الخاصة الراغبين فى القراءة؟.

ومن المعروف للجميع أن مدى حضارة الأمم تقاس بمدى اهتمامها بالفئات المختلفة من أبنائها، ومعرض الكتاب فى موسمه بمثابة خريطة ثقافية لمصر يعكس فروع اهتمامها لذا فإن تجاهله لفئات المكفوفين وذوى الاحتياجات الخاصة آفة كبيرة، فلم نجد حتى ولو مركزًا واحدًا يقدم كتبًا بطريقة برايل للمكفوفين، أو كراسى متحركة لذوى الاحتياجات الخاصة، أو حتى توفير مصاعد إلكترونية لهم، فى ظل اهتمام بعض المعارض العالمية بهذه الفئة، وتوفير كافة ما يتحتاجونه.

وهنا نشير إلى إحدى تجارب المكفوفين، الذى ينقل ما يشعر به على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى “تويتر”، صاحب صفحة “المشاغب أبو طالب” فيقول فى تغريدة له، إنه يعيش فى مجتمع لا يتقبل ذوى الاحتياجات الخاصة، ويضيف أن الكتب بطريقة برايل، أو إلكترونية، وجناح خاص بمعرض الكتاب لذوى الإعاقة ليس رفاهية، بل حق.. حقى أقرأ”.

ويشير فى تغريدة أخرى عن تجربته فى السفر إلى الشارقة، فيقول: “كل الأرصفة فى الشارقة مجهزة بمصاعد ومهابط، من أجل الكراسى المتحركة، حتى أن الجوامع بها مترجمين للغة الإشارة”.

وهنا نكتشف أن شخص ما فرضت عليه ظروفه ألا يشارك فى حدث ثقافى كبير، ليس لعجزه الشخصى، بل لعجز المسئولين عن توفير ما يحتاجه، وما يحتاجه الأخرون أمثاله.

التعليقات