مصر الكبرى
الفروج الفاسح : كيف يتم تحويل مرسي إلى مبارك ؟
مقال الدكتور مأمون فندي — حصريا لمصر11 "مبارك بدقن" هكذا وصف المصريون بذكائهم الفطري رئيس مصر الإخواني محمد مرسي ولكن ترديد العبارة رغم ما فيها من دقة وصف لا يكفي ، فتحويل مرسي الي مبارك هي صناعة مكلفة جداً وليست مجرد تغير حدث في يوم وليلة. فمثلا الأموال التي أنفقتها اسرائيل على حرب غزة مؤخرا وعدد الضحايا الذين سقطوا كان هدفه وضع مصري في ذات الركن الذي كان يجلس فيه مبارك، نفس الزنزانة التي رسمت للدور المصري في المنطقة وبذات المقاسات بالسنتيمتر الواحد . هدف بنيامين نتنياهو من الحرب كان لاختبار مصر الاخوان . هل ستقبل مصر في عهد الاخوان بان تبقى في ذات الركن الذي كان يقف فيه مبارك في السياسة الدولية أم ان مرسي سيتمرد وبرفض ؟
اتفاق غزة وحضور كلينتون الي المنطقة ودور المخابرات المصرية ليس كراع للفلسطينيين بل كوزيرة خارجية للفلسطينيين تفهم في كتابة مذكرات الاتفاق أكثر مما يفهمه جماعة خالد مشعل ورمضان عبدالله شلح كل ذلك يصب في أن مصر مرسي قد قبلت بالدور الذي كان يقوم به مبارك وبالحرف الواحد وجلست في ذات الركن من عالم العلاقات الدولية.قاس نتنياهو مصر في هذه الحرب مثلما نقيس الفروجة في قرى الصعيد فوجدها فاسحة كما كانت ايام مبارك ومفهوم الفروجة الفاسحة هو مفهوم قادم من تراث زراعي ولكنه مفهوم تفسيري شامل وكاشف بدرجة دقيقة لعملية تحويل مرسي الي مبارك ولكن كان اختبارا وتحويلا بالنار.عندما تحدث توفيق عكاشة ، وهنا لا امزح ، عن محمد البرادعي ووصفه بانه لا يفهم في تظغيط البط لم يكن سيئا ولكنه فشل في طرح مفهوم تظغيط البط ليكون مفهوما ذا دلالة ليتحول الأمر الي نكته فيما بعد، ولكن المفهوم الذي أضيفه الي مدرسة تظغيط البط في التحليل السياسي هو أن بنيامين نتنياهو يفهم في " الفروج الفاسح" وهذا مفهوم أعمق . والفروج باللهجة الصعيدية هو الدجاج المكتمل ومفردها فروجة . وعندما يقال أن الفروجة فاسحة فهذا يعني انه جاهزة لأن تبيض ولكن هذا يحتاج الي قياس دقيق . تعرف ذلك عندما تضع يدك على مؤخرة الفروجة ، ولكي أكون دقيقا تضع أصبعين فقط ( السبابة والوسطى ) على مؤخرة الفروجة لتعرف إذا ما كانت ستبيض أم لا ؟ فإذا كان هناك اتساع ملحوظ في فتحة المؤخرة بقدر الأصبعين لا اصبح واحدة تعرف انك في انتظار بيضة ساخنة بعد دقائق. وكانت مهنة قياس الفروجة ( فاسحة بأصبع أم وصلت الي أصبعين ) مسألة متناهية الدقة لها خبراء . وإذا كان لي توصيف دقيق للهدف من حرب غزة التي شنها نتنياهو فهي حرب لم تشن على غزة بل كانت حربا على مصر، كانت قرارا إسرائيليا أن يقيسوا ، ليس مرسي فقط ، وإنما الربيع العربي برمته إذا كان فاسحا أم لا ؟ أي هل سيبيض لهم الربيع ومعه مرسي كما كان يبيض مبارك؟ وبالفعل كان الربيع فاسحا بمقدار الأصبعين ( السبابة والوسطى ) كما جاء ذلك واضحا في تفاصيل وقف الطلاق النار الذي هو نسخة من ذات الاتفاق في عهد مصر مبارك ويكاد يكون حرفيا. لقد قاس نتنياهو فروج الثورة ووجده فاسحا وقاس رئيس مصر بعد الثورة فوجده فاسح سياسيا أيضاً أي انه سيكون وجماعته ذات " الكنز الاستراتيجي " لاسرائيل كما كان مبارك. كان من الممكن لهذا المقال أن يكون قريبا لفهم جماعة القاهرة ولكن إصراري على استخدام مصطلح غارق في المحلية ودقيق جداً في تقنيته ربما لدرجة لا يفهمها الجيل الجديد حتى من أبناء الصعيد نفسه يجعل المقال بمثابة شفرة أو كود يحتاج الي أسئلة كثيرة من اجل فهمه. وكلمة فاسح جاءت في الكتاب المقدس بمعني الأعرج وفي ذلك توصيف أيضاً ، أي أن سياسة مصر هي ذات السياسة العرجاء في عهد مرسي كما كانت في عهد مبارك، ولكن كلمة فاسح في "الفروج الفاسح " تعني اتساع مؤخرة الدجاجة للسماح بمرور البيضة الي الخارج ، وهي عربية فصحى ، ومنها يفسحوا في المجالس أي يترك الفرد مساحة أوسع لمن يجلس الي جواره وفي ذلك معنى الاتساع وهذا ما اقصدة. اتساع مؤخرة الفروجة لمرور البيضة كما كان الحال أيام مبارك ولكن عملية القياس هذه والتي قام بها نتنياهو كلفت ملايين الدولارات من طلعات الطائرات المقاتلة والحشد البري للقوات وكلفت مئات من أرواح الفلسطينيين من اجل معرفة إذا كان نظام مرسي فاسحا أم لا . ولو سألني أحدهم عن رأيي في النظام الجديد في مصر قبل ان يدفع الجميع كل هذه الكلفة لقلت لهم ودونما تردد انه نظام فاسح.