كتاب 11
04:35 مساءً EET
تحية للفارس
التاريخ بكل ادواته لن يستطيع تجاوز شخص المغفور له باْذن الله تعالى عبدالله بن عبدالعزيز آلِ سعود لأنه أسس لتاريخ عربي جديد يرتكز على اعادة بناء الشخصية العربية بكل ما تعنية من انسان و تاريخ الى الجغرافيا ، حاضناً لها منافحا عنها ، لذلك سوف يتحم على الجميع القراءة من خلال تحديات مشروعه من خلال ما تحقق منه عربيا لا سعوديا فقط قبل رحيلة . فالعالم العربي لم يُمتحن كما امتحن خلال السنوات الأربع الماضية ، و لو لا رحمة الله و وقفة هذا الرجل الشجاع و المملكة العربية السعودية من خلفة ، لكان الحالُ غير الحال .
أوليات الفارس اقتضت الرصانة قبل الاندفاع كما كان يطالب الجميع ، فكان له و للضاد العربية مكان في المعجم السياسي الدولي و مما حتم على الرئيس اوباما القدوم الى الرياض المرة تلو الاخرى ، لكن مع ذلك لم تستطع الولايات المتحدة اقناع الفارس بقبول الحلول الامريكية حول ( البحرين ، مصر ، سوريا و فلسطين ) ، و اليوم ها هي مصر بعد البحرين على اعتاب خطوة استحقاق وطني اخرى عبر الانتخابات البرلمانية في مارس المقبل . مصر اليوم هي خارج إطار التهديد مما غير من موازين القوى الشرق اوسطية فإفشل باقي مكونات مشروع تفتيت العالم العربي بما فيه السعودية ، و ان من يعتقد ان مشروع الوحدة الخليجية لم يتحقق فقد اخطأ القراءة ، فالمواطن الخليجي قد اسقط الحدود بتبنية هوية الوحدة وجداناً .
عبدالله بن عبدالعزيز ادرك ان لا استراتيجة دون الارتكاز على التنمية ، و ان اي تنمية تفشل ان لم ترتكز على التنمية البشرية اولا ، لذلك كان المواطن السعودي ” المرأة و الرجل ” الهدف الاستراتيجي لكل البرامج المعرفية و كل اشكال بناها التحتية الى المشاركة في الانتاج . كذلك جاء التطوير لأدوات صنع البنى الفوقية مثل الرقابة و القضاء الى وضع اسس المشاركة في صنع القرار ، عبر إعطاء مجلس الشورى دورا اكبر في تأصيل ثقافة الرقابة و المحاسبة ، ناهيك عن تنمية مجتمعات جديدة عبر بناء المدن الاقتصادية الجديدة لتمثل الارادة الوطنية للإنسان السعودي في استشرافة للمستقبل .
كل عثرات العرب ، سواء اكانت بيد العرب او بيد سواءهم آلمت عبدالله الانسان قبل القائد فأخذت من صحتة ، فالتعثر العربي كان على امتداد رقعة العالم العربي ، و ما التطور الاخير للأحداث في اليمن الا فصل من فصول ذلك الوجع . لكن سوف تثبت الايام حكمة الفارس القائد عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ، في ادارة ملف اليمن البالغ التعقيد . فاغلب المراقبين يهولون مما يحدث هناك الان ، لكنهم لو أعادوا قراءة المشهد فسوف يجدون أنفسهم امام احدى أفضل الأمثلة في تطبيق الاحتواء الإيجابي التي عرفها التاريخ السياسي ، فالحالة غير قابلة للتمدد خارج محيط حدود اليمن ان لم تكن السبب في انتاج واقع سياسي جديد ، هذا اولا ، اما ثانيا ، فشلها في فرض ارادتها او في تحصلها على تمثيل إرادة اجماع وطني . اما من ناحية التهديد الحقيقي لذلك الحراك اليمني !! فيتوجب على الدولتين الضامنتين له توخي الحذر من انقلاب السحر على الساحر .
تحية للفارس ، وداعا لخادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود غفر الله لك و أسكنك فسيح جنانة ، لقد اديت فوفيت ، و اسمح لنا الان ان نناديك بما لم تحب ان تنادى به في حياتك ، أيها الشهم ملك القلوب ، فلقد ملكت قلوبنا أيها الإنسان ، وداعا .