الحراك السياسي
غداَ .. أول زيارة رسمية للرئيس السيسي فى الإمارات
يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأحد، أول زيارة رسمية له لدولة الإمارات العربية المتحدة تستغرق يومين.
ويشارك السيسي في افتتاح «القمة العالمية لطاقة المستقبل» التى تقام ضمن أسبوع أبو ظبي للاستدامة، تلبية للدعوة الموجهة إليه من الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، وسيلقى كلمة تتناول رؤية مصر لأزمة الطاقة وسبل التعامل معها وسط حضور ومشاركة عربية و إقليمية ودولية.
وتعتبر «القمة العالمية لطاقة المستقبل»، هي الحدث الأبرز على مستوى العالم والمنطقة في مجال الطاقة والتنمية المستدامة، حيث تجمع زعماء الدول وقادة وصناع القرار والمستثمريين من مختلف أنحاء العالم لمناقشة التحديات المرتبطة بالطاقة المتجددة والتنمية المستدامة، ويتزامن مع القمة اجتماعات الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، والقمة العالمية للمياه، وحفل توزيع جائزة زايد لطاقة المستقبل، وغيرها من المؤتمرات والمعارض.
وسيجري الرئيس، خلال الزيارة، مباحثات مهمة مع نظيره الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وكبار رجال الدولة والمسؤولين، لمناقشة التطورات الجارية على الساحة العربية والإقليمية، وخاصة ملف الإرهاب والعمل على التصدي له.
كما ستتم مناقشة وبحث تطورات الأزمة السورية والأوضاع في ليبيا، والعمل على التنسيق الإماراتي – المصرى قبل عقد القمة العربية بالقاهرة في مارس المقبل، ومشاركة أبو ظبي بوفد كبير في المؤتمر الاقتصادي لدعم مصر في شرم الشيخ.
وتعتبر الإمارات من أولى الدول التي قدمت مساعدات لمصر وساندتها بقوة بعد 30 يونيو اقتصاديا وسياسيا، فقد بذلت الدبلوماسية الإماراتية الكثير من الجهد لدعم ومساندة الشعب المصري في مطالبة المشروعة التي خرج من أجلها في الثورة، مما يؤكد العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين الشقيقين، وأن الشعبين يربطهما مستقبل واحد ومصالح استراتيجية مشتركة.
وتتسم العلاقة بين مصر والإمارات بأنها نموذج يحتذى به بين الدول العربية سواء من ناحية قوة العلاقة وقيامها على أسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة أو من حيث التواصل المستمر بين قادة البلدين وكبار المسؤولين فيها.
فالعلاقات بين البلدين بدأت منذ أن تم التئام شمل الإمارات السبع عام 1971 في دولة واحدة تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث تعد من مصر من أولى الدول التي دعمت إنشاءها وأيدت واعترفت بالاتحاد الجديد فور إعلانه ودعمته دوليا واعتبرته إضافة قوة جديدة للعرب.
ومع ازدياد قوة العلاقات الثنائية بين البلدين، ازداد التعاون بينهما في جميع المجالات وخاصة الاقتصادية، الأمر الذي أدى إلى زيادة حجم استثمارات الإمارات بحيث أصبحت المستثمر الأول في مصر.
مصر والإمارات ترتبطان بعلاقات تجارية واستثمارية متبادلة تزدادا عاما بعد عام على ضوء وجود 18 اتفاقية مشتركة تنظم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وشهدت حركة التجارة بين البلدين نشاطا ملحوظا خلال النصف الأول من عام 2014 لتصل إلى ما يقرب من 7 مليارات دولار.
والعلاقات المصرية الإماراتية، مرت بعدة مواقف أثبتت خلالها مدى قوتها وصلابتها، فلا يمكن أن ينسى المصريون مواقف الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة تجاه مصر، وخاصة خلال حرب أكتوبر1973.
وأهم ما يميز العلاقات السياسية بين البلدين قوة جذور الصداقة واتفاقها على أهداف مشتركة أهمها التضامن والعمل العربي المشترك والعمل على نبذ العنف وحل الخلافات بطرق سلمية.
وتوطيدا لتلك العلاقات فقد قامت مصر والإمارات بتوقيع على مذكرة تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين عام 2008، والتي تتضمن أن يقوم الطرفان بعقد محادثات ومشاورات ثنائية بطريقة منتظمة لمناقشة جميع أوجه علاقتهما الثنائية وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.