كتاب 11

07:04 صباحًا EET

بغداد تزور القاهرة فماذا نستنتج؟‎

في العالم العربي تناقضات رهيبة وثوابت لايمكن تجاهلها و لا تجاوزها.

بالأمس كنا نستهجن أعمال قطر في الخليج و في العالم العربي بل وفي العالم أجمع و نرفض بتاتا تدخلها في الشأن المصري بشتى السبل،

ثم يبدأ القادة الأحرار في مجلس التعاون الخليجي و يضعون نصب أعينهم حديث رسول الله صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم (( أنصر أخاك ظالما أم مظلوما)) ويعيدون قطر إلى البيت الخليجي و يكبر طموحهم ويتقدمهم أبو متعب حفظه الله ورعاه كبير الأسرة العربية خامد الحرمين الشريفين ويطلب من شعب مصر العظيم الذي يجل ويحب هذا الوالد القائد ، يطلب منهم أن يفتحوا صفحة جديدة بين مصر و قطر و هذا سلوك حضري راقي جداً وهو عمل سياسي بارع وتصرف ديني بحت للم الشمل والتعاضد فيما بين الدول العربية نظرا لكبر ما يحيط بنا من أهوال مخطط لها إن لم نتحد ونقف في وجهها عصبة واحد فإنها لن تبقي و لن تذر، وهكذا سارت السياسة العربية في تغيير واقعها والحفاظ على لحمتها فالملمات لا تعد و لا تحصى و أعداؤنا يتربصون بنا في كل زمان و مكان.

وفي هذا الإطار و بعد أن بلغ السيل الزبى وتنادى أبناء العراق لا للطائفية لا لتقسيم العراق وأخيرا لا لنوري المالكي وبدأ في أفقهم بصيص أمل في جمع الشمل ونبذ الخلافات و الانقسامات وجاءت داعش لتمزقهم فكانت عاملا لوحدتهم من جديد،

ويتوافقوا على العبادي رئيسا للوزراء

ويبدأ بإصلاح ما أعطبه سابقه المالكي و يستمر في العمل الشاق وهو بين كماشات ضارية الأضراس ولكنه يستمر في المحاولة وما وصوله إلى مصر إلا ليعود العراق إلى مكانته العربية و تكبر مكانة هذا الرجل و يتقدم خطوات سريعة جريئة ليلتقي شيخ الأزهر الشريف وهنا نتأمل خيراً إن فعل بالمضمون لا تقية الممحون .

إذاً نحن أمام تحولات سياسية عربية ميدانية ونتأمل خيراً إن صدقت النوايا بتطبيقها أعمالاً!
علمنا أن هناك تعاون كبير سيكون بين القاهرة و بغداد في مجالات عدة وهذا واقعي و مطلوب و البلدان لا يستغنيان عن بعضهما بعض، و علمنا عن زيارة سيقوم بها شيخنا الامام الأكبر الشيخ أحمد الطيب إلى بغداد وفي هذا السلوك نتأمل أن تلتقي وسطية الأزهر الشريف بمرجعية النجف و كربلاء والتي سعت دوماً إلى رفض التشدد الشيعي .

كما وقد علمنا أن الشيخ أحمد الخطيب عندما إستقبل ضيفه الكبير رئيس الوزراء العراقي فلم يتكلم عن سنة العراق وما عانوه ويعانوه من جبروت الأجهزة الرسمية الشيعية الطائفية بل ركز فضيلته على أن يتساوي النسيج العراقي الوطني في جميع الحقوق و الواجبات و أن لا تفرق بينهم الطائفية البغيضة التى مزقتهم

وبالذات في سنوات حكم المالكي وجعلت من النار ساحة مشتعلة تقتل وتدمر كل شيء.
العراق ليس إستثناءً من التغيير الحاصل في العالم العربي الذي بدأ يلملم أشلاءه و يجمع شتاته، فتكتل العرب عصبة واحدة سيحميهم من التمزق و التقسيم.

ولم تكن سورية غائبة عن لقاء السيسي و العبادي وهذا يؤكد طرحنا في حتمية تلاحم الصف العربي، فبالأمس قطر و اليوم العراق وغداً ليبيا وبعده سورية ثم اليمن وهكذا يتعاضد الجسد العربي ليقوى على واقعه لينجوا مما خطط له على أيدي أعدائه.

ونعود للعراق ونقول جميلة خطوات السيد أحمد العبادي نحو مصر وأزهرها الشريف و الأجمل موقف السيد عبدالفتاح السيسي و الشيخ أحمد الطيب فهم  جميعا قادة يريدون الخير للأوطان وهذا يجعلنا نتأمل خيراً ونسأل الله تعالى توفيق قادتنا في مساعيهم الخيرة للحفاظ على العرب و أوطانهم.

وأخيراً نعرف أن أحمد العبادي أمامه تحديات صعبة ربما تودي بحياته نظرا لوجود متشددين شيعة والطامة الكبرى إيران والتي لا تقبل بإن يخرج العراق عن دائرة سيطرتها، هنا بيت القصيد، مع أن إيران ذاتها تريد أن تتقرب إلى مصر وتبني معها علاقات جديدة تتماشي مع واقع مصر القوي الجديد على مستوى العالم.! فهل تصدق سياسة إيران لتغيير الواقع كما تراه سياسة مصر؟

ذلك متروك لهم، و الله من وراء القصد

التعليقات