مصر الكبرى
نريد رئيسا يواجه برلمان الإخوان
 
الآن بعد أن أدرك الشعب المصري أن الإخوان خدعوه في انتخابات البرلمان, ماذا سوف يفعل شعبنا في انتخابات الرئاسة, وهل سيختار كذلك رئيسا من الإخوان؟ فبعد توزيع الزيت وأنابيب البوتاجاز هدية للناخبين, قالوا لنا لا تختاروا الليبراليين الكفار واختاروا الإخوان المؤمنين, فهم الذين سيأتون بالخبز والطعام ويقيمون جنة الله على أرض مصر. والآن بعد بضعة أشهر من سيطرة الإخوان على البرلمان, لا خبز ولا زيت ولا سياحة ولا عمل, فقد انشغل برلمان الإخوان بمسائل أخرى لم يعلنها لنا من قبل.
   انشغل برلمان الكتاتني وامرشد العام في تهديد سحرة موسى وأتباع الشيطان الذين اكتشفوا وجودهم في وسائل الإعلام, كما انشغل برلمان الإخوان في تهديد المحكمة الدستورية العليا التي تراقب دستورية القوانين, وانشغوا في محاولة إلغاء سلطة الأزهر في تقرير الشرعية الدينية للقوانين, وفي محاولة اسقاط حكومة الجنزوري الانتقالية, وتعطيل تشكيل  لجنة الدستور حتى يرحل المجلس العسكري وينفردوا هم بوضع الدستور. وبعد أن وعدونا بأنهم لن يرشحوا واحدا منهم للرئاسة, رشح الإخوان ثلاثة منهم: مرسي وأبو الفتوح والشاطر.
   كيف نثق بعد ذلك في وعود الإخوان وكيف نطمئن على مستقبلنا لو استطاعوا السيطرة على كرسي الرئاسة إلى جانب البرلمان؟
   إذا اختار الشعب رئيسا من الإخوان سيبح لدلهم سلطة مطلقة على جميع أجهزة الدولة, البرلمان والحكومة والرئاسة, وسيفرضون قراراتهم وقوانينهم على شعب مصر دون رقابة من القضاء أو الإعلام. بل إن الإخوان يستعدون من الآن للإنقضاض على أجهزة الأمن في الشرطة والجيش والمخابرات. فعندما تشكل الجماعة الحكومة, ستقوم بإختيار وزير إخواني للداخلية والدفاع, وسيتم تغيير جميع القيادات الأمنية لتشكل جهازا لحماية للإخوان ضد كل من يجرؤ على معارضة حكمهم. وعندما يصبح الرئيس الإخواني هو القائد الأعلى للقوات المسلحة, سيفعلون في مصر ما فعله آية الله الخميني في إيران, سيقومون بإلغاء سلطة الجيش كما فعوا في إيران وتكوين جيش بديل من الحرس الثوري كما فعلوا في إيران.
   لقد أوقعتنا وعود الإخوان الكاذبة في مأذق عندما اختار شعبنا برلمانا له أهدافا تنظيمية ولا يهتم بمشاكل الجماهير. وقد جاءت كل قرارات برلمان المتاتني بهدف فرض سيطرة جماعة الإخوان على مؤسسات الدولة المصرية. فهل نمنح الإخوان صوتنا مرة أخرى كي نمكنهم من السيطرة على جميع سلطات الدول دون معارض أو رقيب, أم سنختار رئيسا مدنيا من خارج الإخوان, ليكون رقيبا على تصرفات البرلمان ومشاركا لهم في اتخاذ القرارت, مما يعطينا نحن فرصة الإختيار بين الطرفين. وكما يقول المثل الشعبي "في خلافهم رحمة", و"لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين".
أحمد عثمان