ثقافة
“أحمد عاطف” يطلق “العائدون من الموت”
صدر حديثًا عن دار رهف للنشر والتوزيع ، كتاب “العائدون من الموت” للكاتب الصحفى أحمد عاطف.
يحوى الكتاب أسراراً يرويها أمراء التنظيمات الجهادية الذين ذهبوا إلى الجحيم بإرادتهم أو هرباً من الوضع الأمنى الذى شهدته مصر خلال الفترات الماضية، وعادوا ليرووا تجربة عودتهم من الموت فى ساحات المعارك خارج الحدود وداخلها.
«العائدون من الموت» ليسوا فقط شهوداً على أحداث سياسية ساخنة، لكنهم أيضاً شهوداً على حقبة مهمة من تاريخ مصر، هم ملح الأرض فى التنظيمات الراديكالية الجهادية التى ناصبت نظام «مبارك» العداء لمدة 30 عاماً، يروون لأول مرة تفاصيل رحلتهم داخل التنظيمات الجهادية، والجماعات الإسلامية، والتكفير والهجرة، وتنظيم القاعدة، وحزب الله، والوعد، والفتح، وصولاً لإعلان توبتهم بعد مراجعة أفكارهم المتشددة، رافضين الأحداث الإرهابية التى تشهدها مصر الآن.
وجاء فى فى مقدمة الكتاب: «على مدار سنوات طويلة عاصرت فيها تغطية الصحافة المصرية لجماعات العنف.. كانت ملاحظتى أن التغطية دائمًا ما كانت أسيرة للموقف الفكرى للصحفى الذى يتابع الملف، فإذا كان معاديًا للمرجعية التى تستند إليها هذه الجماعات، بالغ فى إظهار سوءاتها ووصل إلى حد شيطنة أفرادها، مع إغفال أى تجاوزات قد يقوم بها الطرف الآخر فى المعركة مع هذه الجماعات».
وإذا كان ذا مرجعية فكرية فريدة لهذه الجماعات تعامل مع أفرادها على أنهم «أبطال» و«رسل تغيير» وبالغ فى نشر أدبيات هذه الجماعات التى كانت تُتخذ كوسيلة لتجميل ما تقوم به من أفعال «إرهابية» فى حقيقة الأمر.
والحق أن الشهادات المنشورة على صفحات الكتاب لم تتورط فى خطيئة شيطنة أعضاء التنظيمات الجهادية ولم تتورط أيضًا فى خطيئة التبرير لها، حيث تقوم الشهادات بنوع من التأريخ والرصد للحظات تاريخية نادرة انخرط فيها أعضاء هذه التنظيمات فى عمليات متنوعة شكلت شئنا أم لم نشأ جزءًا من تاريخ هذا الوطن، كما أنها بعيدة عن المعالجات الأمنية التى طغت على هذا الملف، وبعيدة عن تبنى وجهة نظر أعضاء هذه الجماعات الذين أدينوا بارتكاب «الجرائم» التى رووا لنا تفاصيلها فى الحوارات.