إرحل يا مرسي

أيها الرئيس الذي يقبل أن يتم تصويره وهو يصلي لله تحت حماية الحرس الجمهوري،
أيها الرئيس الذي يتم تفتيش الناس قبل أن يدخلوا المسجد الذي يصلي فيه،
أيها الرئيس الذي وعد بخطة 100 يوم لم يحقق منها شيئاً،
قدم استقالتك وعد إلى صفوف الشعب فالمسئولية أكبر منك وهذا لا يعيبك. ولكن ما يعيبك هو أن تقبل أمانة أنت لست أهلاً لها.
لقد سعيت لتولى مسئولية وطن يسعي للتخلص من نظام ديكتاتوري فاسد مفسد ليبني دولة حديثة، سعيت للمسئولية والتجربة تثبت كل يوم أن المسئولية أكبر منك.
في عهد مبارك، وتحت قبة البرلمان حمًّلت مسئولية حريق قطار الصعيد لرئيس الوزراء، ولكني أختلف معك، فالمسئولية كانت مسئولية رئيس الجمهورية المتراخي البليد المحتقر لدماء المصريين، وهي حالياً مسئوليتك أنت.
المسئولية ليست مسئولية عامل المزلقان الغلبان، فهو ليس دوره أن يحدد سياسة دولة قررت إنها تدفع ملايين في تجديد محطة مصر، في حين أن الأولوية هي القضاء على أسباب حوادث القطار المتكررة مثل تجديد المزلقانات. لكن كالمعتاد العامل البسيط هو اللي بيدفع الثمن.
مصر في حداد تبكي أطفالها، وأنت تبكي على أطفال غزة؟!
جميعنا نشارك الفلسطينيين آلامهم، غير أننا لسنا مسئولون عنها، ولكن سيدي الرئيس، ضحايا حادث قطار الصعيد أكثر من ضحايا قصف غزة. وعن حادث الصعيد أنت المسئول، أنت المسئول، أنت المسئول.
الولاية على الناس أمانة. يقول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه "لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة، لظننت أن اللّه عز وجل سائلي عنها يوم القيامة". ولهذا أقولها، أنت المسئول، فارحل.
ارحل فحكومتك لم تقم بأي خطوات للقضاء على الفساد والإفساد بل على العكس فلقد زاد الفساد واستوحش في عهدك،
ارحل فلا يزال المصريون يعذبون في الأقسام ويتم تلفيق التهم لهم
ارحل فلا يزال المصريون لا يجدون العلاج الكريم
ارحل فلا يزال المصريون يموتون في حوادث القطار.
قدم استقالتك إن لم يكن رحمةً بمصر فأشفق على نفسك من التاريخ ومن حساب الله.
أكرر مقولة عمر بن الخطاب: "لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة، لظننت أن اللّه عز وجل سائلي عنها يوم القيامة".
كن أميناً مع المصريين وقدم استقالتك.