كتاب 11

11:37 صباحًا EET

اسمع وتأمل

يحكى أن نابليون قد سئل يوما عن السبب وراء التدني الواضح في عدد وجودة العظماء في العالم فقال أن البقاء على القمة يحتاج الى عظمة حقيقية لكن الصعود للقمة يلزمه قدر كبير جدا من الحقارة وكلما ارتفعت القمة زاد قدر الحقارة اللازمة لها وهنا تكمن امشكلة العالم كله “هذا ما أقوله أنا تعقيبا على كلام نابليون”.

وفي تعقيب أكثر اسهابا أجد أن رؤية نابليون للموضوع تنقصها الدقة رغم صحتها لأن الحكاية لها بقية، والبقية ليس لها علاقة بالنخب والقيادات والقمم لكن لها علاقة بالعظمة، فالعظمة ذاتية أي انها مكون انساني يرتبط بشخص العظيم ولا يرتبط بواقعه وظروفه والعظمة قد تبدو جلية في منتهى الخفوت والانزواء والفقر والتضحية، العظيم عظيم لأنه عظيم حتى لو مات مثل ملايين من ماتوا قبله وملايين من ماتوا بعده ولم يشعر بوجوده أحد، وكم من أحجار الماس مدفونة حتى يومنا هذا تحت التراب دون أن يلتقطها أحد أو يعرف مكانها.

افتكرت اسماعيل ياسين لما غنى ما تستغربش ما تستعجبش فيه ناس بتتعب ولا تكسبش وناس بتكسب ولا تتعبش، الله يرحمك يا سمعه.

لا يوجد علاقة بين العظمة والوصول لأي قمة كانت، ان التفوق والتميز يرتبطان بالنجاح، والنجاح قصة أخرى مختلفة فهو موضوعي يرتبط ارتباطا وثيقا بالناس والظروف والحظ والصدف ولا يرتبط نهائيا بالجودة الشخصية والعظمة حتى لو بدا أحيانا أن هناك توافقا استثنائيا بينهما غالبا ما يكون مجرد علاقة ايحائية مضلله تنشأ بسبب التفوق النسبي لمواصفات الناجحين والمنتصرين والتفوق والانتشار كثيرا ما يوحيان بالجودة،.لا أظن انهم ينزفون العظمة في طريقهم للقمة.

وزمان صلاح جاهين قال

غمض عينيك و ارقص بخفة و دلع

الدنيا هي الشابة و انت الــــــــجدع

تشوف رشاقة خطوتك تعبــــــــدك

لكن انت لو بصيت لرجليك ….تـقع

عجبي!!!

التعليقات