كتاب 11
هل ستعود جماعة الإخوان لمصر ؟
يجوز للكاتب أن يسرح بخياله و يتعمق في التاريخ و يغوص في عبابه و يبحر بين شطآنه ويعود لنا بدرر مكنونة تشرح الخواطر أو تسد النفوس وهكذا حال المتلقين من القرّاء فمنهم من يبتهج ومنهم من يكفهر بعد القراءة.
و لقد سمحت لنفسي جوازاً أن أفتش في تلك الصفحات العفنة السوداء في تاريخ جماعة الإخوان و خنقني السواد كآبةً و ضاق صدري من حساسية الغبار الرمادي على تلك السجلات التي لا يستطيع كائن من كان أن يقرأها فهي بيئة طاردة بمعنى أنها بيئة وأنها منفرة ورائحتها العفنة المنتنة تنفر أنفك وعينيك ويديك فتجفل رجلاك و تولي هاربا بجلدك
فماضي الجماعة كله دموية ودمار ثم صمت ثم دموية و دمار ثم صمت وتشرد ثم دموية ودمار ثم السجون والهروب ثم العودة بقوة وحكم مصر.
ولكن سرعان ما سقطت الأقنعة وفُضِحت المخططات وتعرت سوءآتهم أمام عيون و على مسامع الشعب المصري المتدين والمتعاطف معهم و أمام شعوب العالم التى كانت تتأمل فيهم الخير ولكنهم خيبوا كل الآمال بإستثناء أجهزة الإستخبارات التي أجرتهم لتنفيذ مخططات التقسيم في الوطن العربي.
نعم خابوا في مساعيهم الشريرة فخيبهم الله تعالى و خابوا في عقول وعيون البشر المحب للسلام والنابذ للعنف وهاهم يتيهون في مناطق محدودة من دول العالم وهذه الدول ستتخلص من بقاياهم قريباً و أولهم تركيا لأن أميرهم أردوغان لن يعمر طويلا ً و إن أراد فعليه أن يتخلص منهم أولاً كما فعل صديقه شيخهم تميم ، و إذا ذهبنا إلى سيدهم سيد البيت الأبيض أوباما فله حسابات يطول شرحها ولكنه بدأ في التخلي عنهم وسار في ركب القوة الخليجية
وهنا محاذير خطيرة أمام جميع الأطراف و إن تحالفوا ولكنها السياسة و في نهاية المطاف فإن نهاية ولاية أوباما من المدة الثانية في رئاسة أمريكا بقي له فيها سنة فهو كذلك مفارق ومن سيأتي بعده لن يكون أفضل منه ولن يستطيع أن يفعل المستحيل كي يعيد الحياة في جثث الجماعة الميتة وستكون له سياساته المتماشية مع مصالح أمريكا و تحالفاتها الدولية وليس مع جماعة إرهابية لفظها المجتمع الذي نبتت فيه وكذلك المجتمع الدولي الحر.
ثم أن الجماعة الحالية يقودها الفريق التكفيري الدموي الذي غرس فيه سيد قطب كل صفات الارهاب والتكفير فأصبحوا خوارج هذا العصر وليس فيهم و من بينهم رجل رشيد يوقفهم ولو للتأمل و المراجعات كي يهادنوا و يلتقطوا أنفاسهم ويتعايشوا مع الواقع الجديد ثم يعيدون تجميع شتاتهم و تغيير إستراتيجياتهم ويعملوا في صمت و من خلف الكواليس و رغم كل هذا وذاك فإن إرادة الله تعالى و قدره سبقت و نفذت.
فبعد أن رفعهم و هم أذلة و أعزهم و ولاهم حكم مصر فأخرجوا أدران نفوسهم وقيحها و أعاثوا في الأرض فسادا نزع منهم الملك و أذلهم وهذه خاتمة وجودهم في عقر دارهم مصر
ولن تقوم لهم قائمة لا في مصر و لا غيرها و لن يجدوا إلا الْخِزْي و العار.
مع أطيب تحياتي لكم بالعام الجديد ٢٠١٥