آراء حرة

10:25 صباحًا EET

محمد عبد الغنى شادى يكتب: النائب المحترم يصنعه الناخب المحترم‎

مع إقتراب الإنتخابات البرلمانية القادمة أتمنى أن تدار هذه الإنتخابات بطريقة حيادية وتتميز بالشفافية وتوفير قاض لكل صندوق والسماح بالرقابة الدولية على سير عملية الإنتخاب وإلزام اللجنة العليا للإنتخابات بإجراءات شفافة سهلة للتصويت تتلافى الأخطاء السابقة والتأكيد على ضرورة نزاهة الإنتخابات.

ومن هنا نحن نريد نواب صادقين مع أنفسهم أولا ومع الغير ثانيا ًوالنائب القادم لابد وأن يعلم جيدا أنه فى مهمة شاقة وليس كما كان فى الماضى نائب الهبات والهدايا والمصالح الشخصية الضيقة والشعب المصرى شعب يستحق الاحترام والتقدير لرأيه وصوته لأن هذا الصوت أمانة سوف يحاسب عليها  فبإذن الله لن يعطيه إلا لمن يستحق.

وإذا قامت الدولة بدورها على أكمل وجه فى تقديم كل ما يحتاجه المواطن فلن يكون هناك وجود لنائب الخدمات وبتالى سيكون النائب ليس نائبا لدائرته فقط ولكن سيكون نائبا للأمة كلها وسيكون مطلوبا منه المشاركة بفاعلية فى إصدار التشريعات والرقابة .

ولذلك اتمنى من الله ان يمنح مصر أعضاء و نواب و رجال أوفياء مخلصين ومحبين لبلدهم يريدون ويسعون إلى تحقيق العدل والتنمية والنهضة لهذا البلد الطيب الذى أحبه الله ورسله الكرام وهذا ما كنا نفتقده على مدى أكثر من 30 عاما الماضية لذا نطالب كل المصريين المخلصين الشرفاء الإختيار الصح ووضع الرجل المناسب فى المكان المناسب كى نجنى ثمار ثورتنا التى طالما سعينا إليها طيلة السنوات الماضية.

النائب المحترم يصنعه الناخب المحترم لذلك نريد نواب يكونوا ممثلين للأمة أى نواب حقيقيين قادرين على تمثيل الأمة وقادرين على تحقيق أهداف الوطن ومصالحه أى نواب متخصصين فى مجالاتهم وملمين ومستوعبين لمطالب الشعب من تطوير فى الخدمات ورقى الآراء ويكون على دراية علمية وفنية بما يريده القطاع الذى يمثله .

كما لابد وأن يكون قادرا ً على رسم مستقبل أفضل وأجمل لبلدنا فهى بحاجة إلى دم جديد ونظيف ويستحق أن نراه بين الأمم المتقدمة لذلك ينبغى أن يعمل نائب المستقبل على تلبية إحتياجات المواطنين وتوفير فرص العمل وتحقيق العدالة والمساواة بين الجميع بجانب دوره الأساسى وهو الرقابة وسن التشريعات التى تخدم بلدنا وأن يركز على الصحة والتعليم لأنهما أساس تقدم الشعوب وأيضا أن لا يعمل لصالحه ولصالح ذويه ويستغل الحصانه فى تحقيق المكاسب الشخصية الضيقة.

ولذا النائب القادم لابد وان يعلم تماما ماذا يريد وكيف يخدم بلده وكيف يطورها وكيف يحارب أساليب الفساد فيها وبالتالى عندما يشارك فى وضع سياسة الدولة سوف يكون ناجحا النائب أو عضو مجلس النواب القادم لابد من أن يكون قادر على محاسبة الحكومة على أدائها.

والشعب المصرى يريد نواب و إدارة رشيدة قادرة على توفير لأهل هذا البلد ماء نظيفا وطعاما كريما وعملا شريفا ومستشفى آمنا ومدرسة تصنع المستقبل وبدون التفكير فى هذه الأولويات الحياتية فلن يكون للتغيير قيمة ولن يصبح لأى إصلاح دستورى أو قانونى أى معنى.

الشعب يريد ترجمة باللغة العربية لهذا الحوار الاستراتيجى الشعب يريد أن يبدأ الحديث عن فرص العمل فى دولة المستقبل وعن المدرسة فى عالم ما بعد الثورة وعن دور الحكومة فى نظافة الشوارع بعد الثورات الشعب يريد المعنى الحقيقى للديمقراطية والتى تتمثل فى الحياة الكريمة فهى الغاية والمعنى والشعب يريد أعضاء يسعون لتحقيق المصلحة العامة للوطن وليس مصالحهم الشخصية الضيقة لهم ولذويهم .

وللعلم سوف يكون هناك دوائر كثيرة لن يكون بها نائب وذلك مع نظام الدوائر الإنتخابية الكبيرة وهذا يضر بالناخب والمرشح فمن الصعب على المرشح الوصول إلى كل الناخبين كما لا يستطيع الناخب محاسبة من يمثله لأنه لا يعرفه وقد تخلو مدن كبيرة من النواب.

ولابد أن يعى جيدا عضو مجلس النواب القادم أن يضع فى الإعتبار أهمية الشعور بما يحتاجه المواطن المصرى فى هذه الفترة الحرجه من تاريخ مصر وخاصة أنه هناك مايقرب من 68 % من الشعب المصرى تحت خط الفقر.

على النائب البرلمانى ان يقدم كل سعيه من اجل ان يجعل للمواطن حق فى الدوله كما انه يجب على النائب القادم ان يكون على قدر المهمه الملقاة على عاتقه فى الرقابة والتشريع.

فى النهاية ” اللهم ولى امورنا خيارنا ولا تولى امورنا شرارنا ” و صوتك أمانة وشهادة حق أمام الله فلا تعطيه إلا لمن يستحق وإلى الشخص الوحيد الذى يستطيع صيانته والتعامل بمقتضاه فى إطار مصلحة الوطن والمواطنين وليس لصالحه ولصالح ذويه.

“ومن عرف الحق عز عليه أن يكون مهضوما “.

عاشت مصر حرة و حما الله مصر ووقاها من الشر والأشرار والفاسدين ومن كل سوء.

 والله الموفق والمستعان لما فية خير البلاد والعباد.

التعليقات