آراء حرة

08:41 صباحًا EET

كواعب أحمد البراهمي تكتب: سنة جديدة

اللهم أجعلها سنة سعيدة –فقد بدأت بعيدها عيدين – حيث يتصادف مولد الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم , بعد يومين , فكل سنه وكل البشرية بخير , بالأمس القريب كنا نقول بدأ عام 2014 , وها هو قد أنتهي فدائما تمضي الأيام سريعا جدا – ونحن نفرح لأنها تمضي , وننسي إنها من أعمارنا ( علي رأي جدتي لما كان شخص يقول اليوم عدي بسرعه كانت تقول كله من الأعمار ). ونحن دوما نترقب الأيام , ودوما نقول ماذا حققنا وماذا كسبنا .

ولكن للأسف لا نقول ماذا أعددنا للغد ؟ ماذا أعددنا ليوم اللقاء العظيم ؟ للأسف أغلبنا لا يفكر كثيرا .لا يفكر أن اليوم الذي مضي هو هبه من الله لنا لابد أن نستغله استغلالا حسنا خاصة أننا بصحتنا ونستطيع فعل الكثير , ولكن لا نفكر كثيرا والكثير منا يمضي به اليوم دون جديد . أو لو جديد فهو بالنسبه له يكون في الملابس أو تغيير أثاث البيت أو تغيير البيت أو السيارة . أغلبنا لا يفكر مثلا هل ذهب للحج أم لا بالرغم أن الحج فريضة . ولكن دوما نؤجلها لما بعد المنزل والسيارة والرحلات . لا اعرف لماذا ؟ بالطبع أنا لا أتهم أحد ولا أوجه اللوم لأحد . فلا أحد يعرف من منا أقرب إلي الله ؟ ولكن هو نوع من الحديث معكم بصوت عالي , هو نوع من التذكير لنفسي وللغير . أمس جلست مع نفسي وسألت نفسي ماذا أفعل , ووجدت نفسي كنت أقرأ القرآن من المصحف كل يوم .

واصبحت أقرأ من السور التي أحفظها وأكررها . واحاول أقرأ يوم من الاسبوع سورة البقرة , وأحب قرأتها لأنها تمنحني قدر كبيرا من الطمأنينة , وأنصح الأصدقاء جميعهم بقراءتها . ولكن أحيانا لا اتمكن لأني أصبحت مشغوله وزعلت جدا من نفسي كم من الوقت أمضي في العمل ولا استطيع إقتطاع ربع ساعة لقراءة القرآن ولا أجد كثيرا من الوقت للعبادة وقررت أن أغير نفسي أن استغل أي وقت في الإستغفار أو التسبيح , أن أحاول أن أكون لله أقرب .

كما أنني أحب أن أوضح أنه ليس العبادات فقط هي التي تقربنا إلي الله , ولكنها التقوي التي تقربنا , التقوي في كل شئ , في عملنا ومع أولادنا ومع أزواجنا ومع أهلينا واقاربنا , ومع الجيران , ومع زملاء العمل . فلا فائدة من قراءة قرآن بلا عمل ولا فائدة من صلاة وتعقبها معصية , وددت أن نتفق سويا علي تغيير أنفسنا , أي يتفق كل شخص مع نفسه ويحدثها ويقول لها أريدك أفضل , أريدك أقرب إلي الله ,فلو كان الشخص يحب نفسه بصدق لما رضي لها بعذاب في نار جهنم . صحيح جميعنا يطمع في رحمه الله وغفرانه ولكن يجب أن نطيع من نحبه , نطيع الغفور الرحيم .

وختاما أود أنا وانتم أن نضع أمام أعيننا وبصدق أن العمر لا يستأذن عندما ينتهي , فلو كل منا عاش علي هذا الأساس , ما وجدنا معصية قط . أطلت في حديثي ولكنه حديث صادق من القلب , كل عام وكل من يعيش علي أرض مصر بخير, كل شخص مسلم أومسيحي وكل عربي , وكل إنسان علي وجه الأرض .

وأسأل الله أن يحفظ مصر كلها ويبارك في أهلها ويرزقنا الهداية , ويرد كيد من أراد بنا وبمصرنا شرا في نحره . سنة جديدة سعيدة 2015.

التعليقات