مصر الكبرى
بريتني سبيرز تنضج وهي تقفز إلى الثلاثين
10 ملايين جنيه استرليني للمشاركة في إكس فاكتور
وداعاً لأيام عاصفة ولعناوين الاخبار السلبية والمثيرة عن حياتها
كتبت – مروة فهمي :
وقعت بريتني سبيرز عقداً مع برنامج منوعات أمريكي للظهور في لجنة تحكيم تتباع مسابقات لمتنافسين من أجل الفوز بجائزة كبرى . لكن المغنية الشابة فازت هي نفسها بأعلى أجر عن مشاركتها وظهورها على شاشة التليفزيون ، التي تجذب الملايين على مستوى الولايات المتحدة وبقاع أخرى في العالم منها بريطانيا .
برنامج المسابقات الغنائية هو الأكثر شهرة وهو نسخة أمريكية من الآخر البريطاني المعروف < إكس فاكتور > ، الذي يستعين بأسماء لامعة ومشهورة تظهر مع لجنة التحكيم وسايمون كاول وبريقه وجاذبيته وإدارته للبرنامج برغبة دائمة في التجديد ودعوة النجوم البارزين للتألق بجانبه على خشبة المسرح وأمام عدسات التليفزيون .
يهوي سايمون دعوة الأكثر شهرة لجذب الأضواء والضجيج لبرنامجه الناجح . وهم في الولايات المتحدة مثل بريطانيا يسعون لصناعة برامج شيقة ومثيرة تجذب الانتباه . وقد تحولت تلك البرامج التنافسية في عالم اكتشاف النجوم إلى حقيقة ساطعة في عالم المنوعات الغربي ، مع جذب الملايين من المشاهدين من مختلف الأعمار .
إدارة برنامج تليفزيوني ومنوعات ناجح يعتمد على نجوم في حجم بريتني سبيرز لدعوة الملايين واستمرار حضورهم ومشاهدة البرنامج عن طريق هذه الوجوه الجذابة من جانب وقدرتها على التعامل مع الجمهور والتعليق وطرح المواد الجاذبة لاهتمام مساحة عريضة من المتفرجين على مستوى الولايات المتحدة والعالم كله .
هنا في الغرب مشاهدة هذه البرامج تحظى بنسبة مرتفعة للغاية ، فالمنوعات هي الأكثر جاذبية بجانب البرامج الأخرى الفنية مثل مسابقات الرقص والتمثيل . غير أن الغناء على القمة وهو رقمو واحد لاهتمام الاجيال الشابة والصغيرة بهذه اللقطات . فالعالم يغني نتيجة الانتشار الواسع لفضائيات غنائية وموسيقية وأيضاً لتوفير الأشرطة والاسطوانات التي تغمر الأسواق ، حيث كل يوم تقريباً فرقة جديدة تظهر وصيحة مختلفة تهيمن ونغمة تشق طريقها نحو الجمهور المتعطش إلى الجديد دوماً ويشجعه بكل الوسائل .
في بريطانيا الحفلات الموسيقية على مدار الأسبوع وهي لا تقتصر فقط على أغاني الشباب وموسيقاهم ، فهنا عشرات بل المئات من القاعات التي تقدم حفلات الموسيقى الكلاسيكية لعازفين شبان وإضافات جديدة لمخاطبة العصر بذوقه وانطباعه .
لكن الموسيقى الشبابية هي الموجودة على القمة . وهناك عشرات التجارب التي تجرب كلمات غير مطروقة وتستعمل موسيقى مختلفة . وهذا دليل على أن الغرب محب للحياة ويهتم بها ، لذلك العزف على أوتار جميع الآلات مستمر بصخب أحياناً وبهدوء في قاعات أخرى تمتلئ بالمستمعين في ساحات مفتوحة تستوعب الآلاف من محبي الغناء والموسيقى المعاصرة وضجيجها الجميل .
بريتني سبيرز ستنافس جينيفر لوبيز التي كانت موجودة في لجنة تحكيم البرنامج الشهير الآخر < أمريكان أيدول > . لكن المغنية الشابة ستحصل على مليوني جنيه استرليني أكثر منها ، لشهرتها ولمعانها في عالم الموسيقى الشابة والغناء وسيرتها الناجحة منذ انفجار حضورها على مسرح الأضواء في عام 1999 بكليب جديد وكلمات كانت بدورها تهل للمرة الأولى على أسماع الحياة الموسيقية الغربية .
نجاح المطربة الشابة الساحق عندما جاءت للمرة الاولى في نهاية التسعينيات ، كان يعبر عن مولد موجة غنائية جديدة حطمت كل الأرقام وتمردت على كافة النغمات القديمة . بروح مرحة جريئة وضعت نهاية للألفية السابقة وبدأت أخرى على إيقاع بهجة وعاطفة متأججة تتحدث عنها بريتني سبيرز بجموح حطم القواعد القديمة تماماً .
كأنها عاصفة من الغناء والموسيقى صعدت إلى خشبة العالم وهو يستقبل ألفية جديدة فتعززت نجومية المطربة الصغيرة آنذاك بهذا الوهج الذي وضعها على قمة الشهرة ، مما أربك أعوامها القليلة وخبرتها البسيطة ووجدت نفسها في دوامة من كاميرات وأخبار متلاحقة وحياة فيها الجموح والسهر والانفلات مما أثر على صحتها وجعلها تذهب إلى عيادات الأطباء بحثاً عن علاج حتى تستقر وتصل إلى بر الأمان .
بريتني الآن في الثلاثين وصل إلى النضج وقالت لأيام التمرد والشعب وداعاً ، فقد انتهت مرحلة المراهقة التي مرت بها ، وأسدلت هي نفسها الستار على حياة غير ملتزمة عانت فيها من ضياع وزواج وطلاق وحيرة ، أدت بها إلى الاختفاء لفترة طويلة ثم بعد رؤية الطريق السليم والصحيح لحياتها ، عادت مجدداً على أمل البقاء هذه المرة واستثمار شهرتها في اسعاد نفسها خصوصاً بعد أن أصبحت أماً وتشعر بهذه العاطفة وما تفرضه عليها من التزامات وتخطي حاجز التهور بكل أشكاله .
بريتني سبيرز تخطو في طريق جديد فلم تعد الفتاة الصغيرة المتهورة التي تنفق أموالها دون معرفة بماذا تفعل ؟ . الآن هي إمراة ناضجة في الثلاثين تتحمل مسؤولية الأمومة والدنيا لا تزال مفتوحة أمامها . وهي نتيجة التشجيع من جماهير تحبها استطاعت انقاذ نفسها والعودة مرة أخرى إلى ربيع الحياة وهي لاتزال في عمر الشباب .
أعرب سايمون كاول عن شغفه بصوت بريتني وفنها وهو الذي شجع الشركة المنتجة على التعاون مع المطربة الشابة وتوقيع العقد معها على الرغم مما يعرف عنه من تشدد وصلابة وحسم وعدم التعاون مع شخصيات لا تزال في دائرة الحيرة والاطراب .
سايمون يهمه نجاح برنامجه وهدفه الاول اسعاد مشاهديه مما يدفعه بالتعاقد مع نجوم كبار ومحبوبين ومشهورين ويعرفون اللغة المطلوبة لزيادة حجم الإقبال وإشاعة البهجة والصخب . و الدخول في منافسة قوية مع برامج أخرى تتزاحم على الساحة في الولايات المتحدة وبريطانيا .
وإذا كان برنامج < أمريكان أيدول > لديه جنيفر لوبيز ، فإن برنامج سايمون كاول سيستعين بالمغنية الشابة بريتني سبيرز ودفعها إلى المقدمة والتعاقد معها على منحها عشرة ملايين جنيه استرليني أعلى من لوبيز بمليوني جنيه دفعة واحدة تعبيراً عن قيمتها وشعبيتها لدى الجماهير الشابة التي لا تزال تحبها وتقبل عليها وتتفاعل معها وتقفز على أخطاء مرحلة المراهقة والتخبط والانزلاق إلى أخبار سيئة اهتمت بها صحف ومجلات الإثارة .
كان احتجاب بريتني لبعض الوقت والابتعاد عن الأضواء ، هدفه فصل مرحلة انتهت والاستعداد لأخرى . وهي الآن أفضل وأحوالها جيدة نتيجة نضجها وادراكها أن المغامرات السابقة كانت ستؤدي إلى ضياعها ونهايتها كما حدث للمطربة البريطانية الشابة إيمي واينهاوس ، التي غابت عن الدنيا وهي لا تزال في عمر الورود إذ كان سنها 27 عاماً فقط ، لكن حياتها اللاهية قضت عليها وسلمتها للموت وهي لا تزال في بداية شبابها .
بريتني متأكدة الآن أنها أصبحت تعرف الطريق الصحيح ، فقد جربت الضياع والتوهان وعانت في مستشفيات وتصدرت أخبارها السيئة عناوين الصحف والمجلات . الآن هي سعيدة ومستقرة بأن أخبارها إيجابية للغاية وستشترك في برنامج عالمي ناجح وستقبض عشرة ملايين جنيه استرليني وستعود للأضواء وللشهرة وتظهر كفنانة لها مكانتها في لجنة تحكيم لمسابقات شبابية في عالم تتفهمه وتحبه .
تودع بريتني سنوات الاضطرا ب التي لازمت مراهقة متأخرة مرت بها ، هي الآن أنضج ، وعندما ينضج الإنسان بخبرات جديدة ومشواره سلبي يتعلم منه رؤية الطريق الصحيح والادراك بعدم الوقوع في المطبات الصعبة . إن الإنسان يمكن انقاذ نفسه من الضياع بالحكمة والتروي وعدم الاندفاع مما يمنحه فرصة السباحة إلى شاطئ النجاة .
ما أجمل النضج مع اكتمال العمر نحو الثلاثين . المهم أن يدرك الإنسان أهمية التوفيق والتأمل لبعض الوقت للعثور على الطريق الصحيح وتجاهل الآخر الذي يؤدي إلى التهلكة .
كانت بريتني سبيرز فتاة صغيرة أدارت رأسها الشهرة والملايين ، لكنها أفاقت من الأوهام والازدحام والاضطراب والوهج المزيف . وقد عادت تبحث عن نفسها وتضع قدمها مرة أخرى على طريق الصواب . وما أحلى الرجوع إلى العقل خصوصاً عندما ينضج الإنسان ويخطو إلى الثلاثين بوعي وإصرار على النجاة والتماسك لوجود هدف ما يحلق في حياته .