آراء حرة
محمد حمادي يكتب: الكريسماس.. ومولد النبي في مصر
فى تلك الايام تتعانق مناسبتين طيبتين فى العالم باسره ، هما الاحتفال بميلاد السيد المسيح عليه السلام ، وميلاد خير خلق الله محمد عليه افضل الصلاة وازكى السلام ، فذكرى ميلادهم يتصادف هذا العام مع بعضهم البعض وهذه صدفة طيبة ان يتلاقى العيدين معا بطقوسهما الفريدة والجميلة معا.
ففى مصر المحروسة بدات تتزين شوارعها وميادينها العتيقة باشجار الميلاد المضيئة ، وعرائس بابا نويل الشهيرة ، كما تزينت الاسواق والمحلات بعروسة المولد وحلوياتها المتنوعة الذى يعشقها الكبار قبل الصغار، وبما اننا فى مصر فللمصريين طقوسا خاصة لاحتفالهم بهذه الاعياد ، تميزهم عن باقى شعوب العالم فى الاحتفال بتلك الاعياد ، بل ان مصر صدرت تلك الطقوس ومظاهر الاحتفالات هذه الى العالم لتبقى هذه الاعياد راسخة فى الوجدان الانسانى يحتفل ويحتفى بها كل عام .
وعلى مدى التاريخ الانسانى كان المصرى القديم يحب الاحتفالات والاعياد ، ولان مصر بلد زراعي اعتمد اقتصادها منذ أقدم عصورها التاريخية على الزراعة فلقد تعددت الأعياد التي ارتبطت بالزراعة والفلاح، ففي كل عام كان المصريون يترقبون وصول مياه الفيضان الذي يأتيهم كل عام بالخير فيبذرون البذور وينتظرون حتى موعد الحصاد الذي كان بالنسبة لهم من أهم المناسبات التي تدعوهم للاحتفال، وكان موسم الحصاد هو موسم البهجة في طول البلاد وعرضها تعم فيه الاحتفالات كل أرجاء مصر وكان مناسبة طيبة للفرق الموسيقية والمغنيين والراقصين والراقصات لكي ينتقلوا من قرية إلى أخرى ومن منزل نبيل إلى آخر فيقيمون الحفلات الموسيقية التي يرعاها الموسرين من كبار حكام الأقاليم وكبار الموظفين وفيها تفرش الموائد ويتم طهي أشهى الأطعمة وينال الأطفال حظهم من البهجة والسرور بفرحة هذه الأعياد مثلما نحتفل في يومنا هذا فيحصلون على الثياب الجديدة ويمنحون الهدايا من لعب الأطفال، وبالطبع كان العمل يعطل في هذه الأعياد وتتوقف الدراسة بالنسبة لتلاميذ وطلبة العلم في المدارس التي كان المعبد يشرف عليها. وأجمل ما في أعياد الفراعنة هو ارتباطها بالتعمير والتشييد فكان يوم انتهاء مشروعاتهم الكبيرة يوم عيد بالنسبة لكل من عمل فيه، فكان يوم انتهاء بناء الهرم عيداً يحتفل فيه كل المصريين بإتمام المجموعة الهرمية لملكهم الذي كان يحكم وفق مبادئ الحق والعدل .
فرغم من معاناة الشعب المصرى عبر التاريخ فالاعياد عنده شىء مقدس ليصنع البهجة والتفاؤل لديه ولتساعده على الخروج من المعاناة مهما كانت شدتها او قسوتها فالمصرى معروف بقوة صبره وايمانه الشديد .
ان تعانق المولدين هذا العام يرسخ من العلاقة الدينية والانسانية ايضا لدى المصريين ويعطيهم قوة فى استقبال المستقبل القريب بكل امنياتهم واحلامهم المعلقة التى لم يحققوقها فى هذا العام المنقضى املا فى ان يجدونها امامهم تنتظرهم فى هذا العام الجديد .