تحقيقات
ملفان أساسيان بيد السيسي في زيارته للصين (تقرير)
يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، اليوم الإثنين، 22 ديسمبر، زيارته الرسمية الأولى إلى الصين، وهي الزيارة التي تأتي في إطار علاقات الصداقة الوثيقة التي تجمع بين البلدين، وسط تفاؤل واسع بالأوساط المصرية المختلفة حول تلك الزيارة المُهمة، التي من المرتقب أن يكون لها انعكاسات وتداعيات عديدة خلال الفترة المقبلة.
والزيارة جاءت بناءً على دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ، لنظيره المصري، وهي الزيارة التي تستقي أهميتها من الأهمية السياسية والاقتصادية للصين على الساحة الدولية.
إعادة التوازن
وتعليقاً على أهمية تلك الزيارة، شدد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير وهيب المنياوي، على أهمية الزيارة من حيث التوقيت والاتجاه، حيث أنها تعيد التوازن لعلاقات مصر الخارجية نحو الشرق، والتي لا تقلل من شأن الاتجاه نحو الغرب، لاسيّما أن الشرق يمثل المستقبل والقوى العظمى القادمة التي تتزعمها الصين صاحبة العلاقات التاريخية الأصيلة مع مصر، إذ أن مصر كانت أول دولة عربية إسلامية أفريقية تعترف بحكومة الصين في وقت كان الغرب فيه ينبذها، وانطلاقاً من هذا كان على مصر أن تعيد وتنعش العلاقات مع الصين.
وأكد المنياوي، أن هناك عدداً من الملفات التي من المتوقع أن يتناولها الرئيس السيسي خلال هذه الزيارة، والتي من أبرزها محاولة مصر لكسب تأييد الصين في معركة مصر؛ للحصول على المقعد غير الدائم في مجلس الأمن، لاسيّما أن الصين دولة من الدول الخمسة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، إضافة للتطرق لملف مواجهة الإرهاب الدولي ومحاولة التنسيق بين البلدين في هذا الإطار، إضافة لإجراء مباحثات فيما يخص الأوضاع في المنطقة العربية والعالم ككل، كما توقع أن يثير السيسي حق الدولة الفلسطينية في حلٍ عادل لدولتهم كملف هام يشغل السلطات المصرية.
العلاقات الصينية – المصرية
ويعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين إلى العام 1956، حيث كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية، كما تم إبرام اتفاق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في العام 1999 في ضوء حرصهما على تطوير علاقات التعاون والتنسيق المستمر بينهما في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والشعبية.
فرص للاستثمار الصيني في مصر
ومن جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي الأكاديمي الدكتور عبدالمطلب عبدالمجيد، أن الجانب الاقتصادي لزيارة الصين مهم جداً بالنسبة لمصر، لاسيّما أن الصين تملك أكبر احتياطي نقدي في العالم، وتبحث عن فرص لاستثمار هذا الفائض الضخم، وهو الأمر الذي لابد لمصر من استغلاله؛ من خلال دعوة الصين لإقامة استثمارات داخل مصر، وهو ما سوف يعود بالإيجاب على الاقتصاد المصري الذي يعاني منذ فترة طويلة، فالعمل على تدفق الاستثمارات الصينية إلى جانب ما تقوم به الصين بالفعل من استثمار في مشروع تنمية قناة السويس، سيحدث طفرة في إنعاش اقتصادنا.
وتوقع عبدالمجيد، أن يتناول الرئيس المصري خلال زيارته زيادة التبادل التجاري بين البلدين، فالصين سوق كبيرة، وهي تنظر إلى مصر أيضاً على أنها سوق كبيرة، وإن كان الميزان التجاري سيكون في صالح الصين؛ لاسيّما أن حصتها في التصدير للسوق المصرية أكبر، لكننا من الممكن أن نعوض ذلك بجعل العلاقة بين التصدير لمصر مرتبط بالاستثمار فيها بعلاقة طردية.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس المصري نظيره الصيني شي جين بينغ بقاعة الشعب الكبرى، حيث ستقام مراسم الاستقبال الرسمية، وتعقبها جلسة المباحثات بين الرئيسين بحضور وفدي البلدين، ثم مراسم التوقيع على وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وكذلك العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في الكثير من المجالات التي تشمل التعاون الاقتصادي والنقل وتوريد المعدات الطبية والطيران المدني والتعليم والبيئة.
وسيلي ذلك، بحسب بيان رسمي من مؤسسة الرئاسة المصرية، عدة لقاءات مع كل من رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج، ورئيس البرلمان الصيني جانج دي جيانج، ووزير التجارة الصيني جاو هوتشينج، ورئيس دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني، ومن المقرر أن تشهد تلك المباحثات واللقاءات استعراض سبل تعزيز العلاقات الثنائية، ولاسيما في شقها الاقتصادي، على الصعيدين التجاري والاستثماري، أخذاً في الاعتبار عقد المؤتمر الاقتصادي في مصر في مارس المقبل، وأهمية مشاركة الصين بفاعلية في أنشطته وفي تنفيذ استثمارات صينية في الكثير من المشروعات التي سيتم طرحها أثناء المؤتمر.