مصر الكبرى
نسرين المنياوي تكتب: أحلم
أحلم برئيس يدرك دوره الوسيط بين عالمين لايجب أن يتصلا إلا بقدر تفادى الإخطاء بالتعلم وأخذ العبرة .. يبنى عالما جديدا حوله .. من أول مكونات هذا العالم ، اختيار فريق عمل وطنى مخلص من ذوى العلم والخبرة والعزم لبناء نظام محكم لإدارة شئون البلاد ، يكون راسخا بالعدل .. عدل صلب ؛ بصدق وحزم التطبيق فى الأداء الفنى وفى التفاعل مع المواطنين الكبير والصغير ، رئيس يكون منفتحا على الأفكار ووسائل تنفيذها ، خاصة غير التقليدية ، يتمكن كل من يأتى بعده أن يبنى على البناء المحكم الذى سهر عليه مع فريقه ، حيث قاعدته قوية بالحق صامدة بحسن التطبيق ! أحلم برئيس يتخذ من مرشحو الرئاسة الشرفاء مستشارين وأخلاء يأتنس برايهم ويتابع من خلالهم نبض جماهيرهم لكى يكون رئيسا للجميع بشكل فعلى وغير تقليدى ، يحصل على نبض الشارع ويتفاعل معه فورا كما يجب وفى الوقت المناسب !
 
أحلم بمرشحيين رئاسة يحبون مصر أكثر مما يحبون أنفسهم .. يؤثرون الحق "مصلحة مصر وناسها"على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة ! ينصحون الحاكم بإخلاص ويتفانون إيجابيا بالتطبيق وليس باللسان فى إنجاز البناء ؛ حتى ولو لم يكونوا على قمته !
 
أحلم بأعلام له رؤية واضحة علمية .. بكوادر وطنية تعمل على بناء خطة محددة البرنامج زمناً ومحددة الأهداف شرطاً ، تأخذ بيد وعقول عموم المصريين بخطىً واثقة جادة إلى عالم المعرفة التفاعلية الإيجابية وليس فقط المعلومات .. بخطة سريعة لما لايسع تأجيله من مواضع ضعف مسكوت عليها كالوعى السياسى وتطوير الخطاب الدينى وتفعيل دور المجتمع المدنى وإشراك المواطن فى حل مشاكله ومشاكل الوطن ، وإعلاء قيمة العمل وإتقانه كعمود فقرى للتنمية الحقيقية غير المدعاة ، وتقديس الأمانة والصدق لبناء بشر آمنين على أنفسهم وأفكارهم وأسوياء نفسيا بشكل مقبول ، يستطيعون العطاء والتعايش والإنتاج بل والإبداع.. فى حال احترمت آدميتهم وشعروا ببشائر العدل فى العالق من أمورهم الملحة ! إعلام يكرس فكر المواطنة كدعامة لسعادة واستقرار كل من كان سليم الفطرة .. إعلام متوازن .. بين التثقيف والترفيه بلا ابتذال ولا استهتار بعقول الناس .. إعلام حر يكتتب فيه كل الناس وتنتخب إدارته من صفوة "المبدعين" بالترتيب من أهل الفكر والفن والعلم والتخطيط الاجتماعى والإدارى ، ففى مجتمع يستقى فكره من التلفاز .. تتضاعف المسئولية على القائمين على الإعلام ويتعاظم أثر دورهم ، لو اختاروا أن يؤدوا الأمانة ، على كل تفاصيل حياة الناس ، فأنا أرى مخلصة أنه قد يكون للإعلام قصب السبق فى تحقيق عودة الوعى إلى الناس فى زمن قياسى تحسدنا عليه الأمم لو خلصت النوايا واختير الخبراء المبدعين الحالمين لإنجاز الحلم : مواطن واع مدرك قدراته ومايريد وإيجابى يريد دورا فى مجتمعه يستطيع العمل فى فريق ويقبل النقد ويفكر مستقلا ويقرر عن رؤية وضمير !
 
أحلم بمصريين أصحاء ليس بسبب نظام علاج متميز فى إدارته و أدواته وفى أداءه وليس لأنه لايميز بين الناس فى العناية الطبية وحسب ، بل الحلم الإقرب هو انتشار الوعى الصحى السهل البسيط بين عموم الناس بنشر فكر الحفاظ على الصحة والوقاية بأبسط واسهل الوسائل المتاحة لكل فرد . مع نشر طرق التفكيير الإيجابي وتعليم الناس أثر ذلك فى حفظ صحة الكبار والصغار مع تكريس فكر الوقاية خير من المرض ثم العلاج ! هذان الجناحان يحملان طائر الصحة إلى آفاق لم نحلم بها من قبل فى مصر ، مما يؤدى تلقائيا إلى خفض الإنفاق على العلاج مع احترامى لتخصيص ميزانيات كافية وارفة الظلال .. تكفى وتحمى وتظلل كل أهل مصر!
 
أحلم بنظام حماية وأمان لحدود مصر وقلبها .. جيش قوى مسلح يعمل على إعادة بناء أفراده نفسيا ومعنويا ، وتدريبهم فنا وجاهزية ، يؤدى دوره غير المستهان به بفخر وشرف وتحت لواء قائد البلاد المنتخب ، وتدريجيا وبالإحلال والتجديد تصبح قمته مشرقة نقية كما كانت فى عصور نهضة سابقة كما فى كتاب مصر تحت السلاح ، وشرطة تحمى المصريين فى الداخل ؛ داخل بيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم كما تحميهم على طرق السفر وفى الشوارع والموانئ ، وتسهل عليهم الحياة بأمان بفرض تنفيذ القانون على الجميع ، الكبير قبل الصغير ، شرطة يلجأ إلى أقسامها الخائف الجزع ليطمئن قلبه وتحل مسئلته لا ليؤذى فى نفسه وبدنه .. شرطة تعامل المتهم على أنه ابن جار وابن أخ او عم وحتى لوثبت عليه جرم يكون واجبها تأمينه حتى محبسه بلا ضر أو أذى ، وجهاز أمن وقائى ، يعمل من أجل الوطن وليس من أجل مصالح حكم أو أفراد أو فئة !
 
أحلم بمنظومة تعليم تنتج لنا متخرجين من المدارس وليس متسربين من التعليم ! ليسوا كمن مر على المدرسة ولم يدخلها ! أحلم بنظام تعليم جديد هيكله راسخ وحدود نموه وتطويره فى السماء كشجرة طيبة أصلها ثابت وطرحها علم وعمل وثقة بالنفس وفخر بالوطن وقدرة على الفهم الجيد و البحث الدقيق المنهجى والنقد الموضوعى والتفكير المستقل وقدرة واثقة على إجراء اختبارات وتجارب علمية عادلة والقياس عليها واستخلاص النتائج ، طالب لاحدود جامدة لفكره يستطيع أن يحلق فى آفاق المعرفة فى أطر فنية تعنى بالتجريب والاستنباط والتفاعل مع كل مكونات الكون بثقة وسعادة واستمتاع أيضا : طالب واثق مما تعلم يعرف كيف يستزيد علما بطرق شتى ويستطيع الإبداع العمل وحده أو فى فريق ، واع بقدراته وبدوره كما يستطيع تحمل المسئولية ، يحسن التعلم عن طريق القراءة والبحث والتجريب والتدريب ، حر ، ملتزم حدود حريته التى تقف عندما تبدأ حرية الآخرين ، ولكن قدرته على الإبداع لاحدود لها .
لازلت متفائلة لدرجة الحلم مع مرتبة الأمل !
وتتوالى باقى الأحلام …