تحقيقات
ناشونال ريفيو: 3 إجراءات جدية من أجل تدمير داعش
في نسختها الإلكترونية لعددها الصادر صباح الثلاثاء الماضي، نشرت صحيفة “ناشونال ريفيو” الأمريكية، مقالاً للمحلل السياسي الأمريكي توم روغان، تحت عنوان “رعب في سيدني”، رأى فيه أنه “آن الأوان للعمل بجدية على تدمير تنظيم داعش”.
ووصف روغان ما جرى فجر اليوم، بعد الثانية ليلاً بقليل، بتوقيت سيدني، حيث تمكن عدد من الرهائن من الهروب من مقهى “لينديت شوكولا”، ومن ثم علا صوت طلقات نارية، واقتحم رجال أمن أستراليون المقهى، وواجهوا رجلاً يدعى هارون مونيس.
تحرك فوري
ويقول الكاتب إن الغارة بدت وكأنها عبارة عن” تحرك فوري”، أو غير مخطط له، وليس مدروساً، وقد يصح القول إنه “بدا من المؤكد أن قائد العملية خشي من إقدام مونيس على قتل باقي الرهائن”.
وفي حين أظهرت الغارة درجة المهارة الفائقة للمنقذين، فإن المعركة الدموية انتهت بمقتل الخاطف مونيس، وما لا يقل عن رهينتين.
ويرى روغان أنه “من المبكر التحقيق فيما جرى، لكننا نستطيع إبداء بعض الملاحظات الأولية، فمن جهة، كان مونيس لاجئاً إيرانياً تحول إلى مجرم أسترالي، وقد ادعى أنه رجل دين ورع، وتمكنت من الاطلاع على موقعه الإلكتروني، قبل محوه من على الإنترنيت. وإلى جانب عرضه صور أطفال موتى، قدم مونيس بعض المؤشرات عن معتقداته”.
مصطلحات تكفيرية وتطبيق عملي
ويشير روغان إلى ملاحظة لفتت اهتمامه في الموقع المحظور، وهو استخدام مونيس لمصطلحات تكفيرية، حيث وصف نفسه بأنه “كان رافضياً، أي شيعياً، بحسب وصف تنظيم داعش، قبل أن يجد الإسلام الصحيح”.
ولفت مونيس لتعاطفه مع أيديولوجية تنظيم داعش، ومن المعروف أن ” كره الرافضة يشكل نقطة أساسية في فكر أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش”.
وينوه الكاتب إلى أن” تصرفات مونيس أثناء احتجازه للرهائن داخل مقهى في سيدني مثلت تطبيقاً عملياً لأفكاره، إذ بالإضافة لإجباره الرهائن على رفع علم تنظيم داعش الأسود من خلف زجاج نافذة المقهى، أجبر مونيس رهائن آخرين على تسجيل مطالبه، والتي شملت علم داعش، والتحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء الأسترالي، كما أنه صوِّر وهو يضع حول رأسه عصابة سوداء”.
إنذار للغرب
ويقول روغان: “من الخطأ اعتبار هذا الحادث بمثابة مأساة رجل معتوه أو مغرور، بل إنه إنذار للغرب”.
ويضيف: “إن تهديد الإرهاب لأستراليا يحكمه التآزر العملاتي بين مقاتلي تنظيم داعش في الشرق الأوسط، وأنصارهم في أستراليا، لكن مع تنامي استعانة تنظيم داعش بالمجندين الغربيين لنشر الأفلام الدعائية الخاصة به، ولدعوة غربيين آخرين للانضمام إليه، فإن أي ساخط يملك القدرة على حيازة أسلحة، سواءً كان متطرف دينياً أو مجنوناً، سيجد ضالته في الجهادية”.
جدية وعقوبات
ويمضي روغان للقول: “يضاف إلى هذه الديناميكية عنصران آخران، وهما عودة مقاتلي داعش من العراق وسوريا، واستمرار تشكيل أنصار القاعدة، من خارج تنظيم داعش، خطراً على الغرب”.
وعلى الرغم من صعوبة مراقبة جميع هؤلاء الجهاديين، فإن الأجهزة الأمنية تستطيع التعرف على بعضهم من خلال تعاون جميع أفراد المجتمع.
ومن جانب آخر، “نستطيع اتخاذ عدد من الإجراءات لمواجهة هذا التهديد”، بحسب روغان، الذي يمضي قائلاً: “أولاً، يفترض أن نكون جادين في سعينا لدحر داعش، وثانياً، يجب فرض عقوبات أشد، ومنها توجيه تهم الخيانة، بحق من يشنون حرباً على أوطانهم، وثالثاً، في حين نقف ضد المتعصبين الذين ينشرون الإرهاب ضد الدول الإسلامية، من واجبنا دعم الزعماء المسلمين لشن حرب أفكار ضد أيديولوجية داعش، وأفكاره السامة والمغلوطة عن الإسلام”.