عرب وعالم
محتجز الرهائن في سيدني يطلب تزويده بعلم “داعش”
طلب محتجز رهائن داخل مقهى في وسط سيدني، من مفاوضيه، علم تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) ولقاءً مع رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت، في وقت استطاع ستة من الرهائن الفرار من المقهى.
وطوّقت قوة كبيرة من الشرطة الأسترالية مقهى “لينت” في ساحة مارتن في حي الأعمال المركزي بمدينة سيدني. ورفع اثنان من الرهائن على إحدى نوافذ المقهى، علماً أسود، كُتب عليه بالأبيض عبارة “لا إله إلا الله محمد رسول الله” بطريقة مشابهة لعلم “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة”.
وتعتبر ساحة مارتن الوسط المالي لسيدني، وتضم العديد من المباني المهمة بينها مكتب حاكم ولاية “نيو ساوث ويلز” مايك بيرد والإحتياطي الفدرالي الإسترالي، إضافة الى مصرف “وستباك” ومصرف “الكومنولث”، التي أعلنت في رسائل أنها أغلقت لدوافع أمنية.
وأعلنت الشرطة الأسترالية أن مسلحاً واحداً يحتجز عدداً غير محدد من الرهائن داخل المقهى، في حين قال مسؤول في شركة “لينت” للشوكولاتة، مالكة المقهى، إن حوالى عشرة موظفين موجودون فيه بالإضافة إلى “30 زبوناً على الأرجح”.
غير أن الصحافي في القناة السابعة كريس ريسون الذي سمحت له الشرطة بالبقاء في غرفة الأخبار التي يستطيع منها رؤية داخل المقهى، إن عدد الرهائن 15 وهم خليط من النساء والرجال من دون وجود لأطفال. وكتب على حسابه على “تويتر” “نستطيع رؤية المسلّح يجبر الرهائن على الوقوف ووجوههم إلى النوافذ، أحياناً لساعتين”.
ولاحقاً أظهرت لقطات تلفزيونية ثلاثة من الرهائن يركضون خارج المقهى قبل ساعة من هروب موظفتين في المقهى، وذلك بعد حوالى ست ساعات على بدء عملية احتجاز الرهائن فيه.
وكشفت القناة العاشرة في التلفزيون الأسترالي أن اثنين من الرهائن أبلغاها أن محتجزهم طلب لقاءً مع رئيس الوزراء توني أبوت، وقالت في تغريدة إن الرهينتين “أفادا عن وجود أربع عبوات اثنتان في مقهى لينت في ساحة مارتن، واثنتان في وسط الأعمال في سيدني”.
وأشار مصدر في مجلس الأئمة الوطني الأسترالي في تصريح لصحيفة “سيدني مورنينغ هيرالد”، إلى أن المحتجز طلب علم “الدولة الإسلامية” مقابل تحرير عدد من الرهائن.
ورفضت كاثرين بيرن، نائب مفوض شرطة “نيو ساوث ويلز” تحديد عدد المحتجزين داخل المقهى لكنها قالت إن عددهم “لا يصل إلى 30”. وأكدت أن الشرطة تتفاوض مع محتجز الرهائن، لكنها رفضت التكهن بدوافعه المحتملة.
وقالت بيرن إن المقاربة التي تتبعها الشرطة تقوم على التعامل مع الوضع بشكل سلمي، مقرّة بأن الأمر “قد يستغرق بعض الوقت ولكن هذه مقاربتنا. وسنعمل خلال الليل إذا استمر الوضع على حاله وسنبحث في ترتيبات ليوم غد”.
ودعا رئيس الوزراء الأسترالي إلى اجتماع للجنة الأمن القومي، التي تضم أعضاء الحكومة ومستشارين مكلفين القضايا الأمنية لمواجهة الوضع.
وقال أبوت “لا نعلم دوافع المنفذ. لا نعلم اذا كان يتصرف لدواع سياسية ولكن بالتأكيد هناك عناصر في هذا الإتجاه”. وأضاف أن “هدف العنف السياسي هو إخافة الناس. أستراليا مجتمع مسالم ومنفتح وسخي. لا شيء ينبغي أن يغير ذلك ولهذا السبب أطلب من الأستراليين أن ينصرفوا الى أعمالهم الإعتيادية”.
وأعلنت حالة الإنذار القصوى في أستراليا، بعدما أعربت الحكومة عن قلقها حيال إمكان عودة مواطنين قادرين على شن هجمات، بعدما قاتلوا في صفوف تنظيمات “جهادية” متطرفة في العراق وسورية.
حوادث أمنية موازية
وتزامناً، تم إخلاء مبنى الأوبرا في سيدني بعد العثور على حزمة مشبوهة، وفق وسائل إعلام محلية وأعلنت الشرطة الأسترالية انها تنفذ عملية أمنية إثر “حادث” وقع في المبنى من دون أن توضح ما اذا كانت على صلة بحادث احتجاز الرهائن.
ووقعت هذه الحوادث بعيد إعلان الشرطة اعتقال شاب في سيدني بتهمة “الإرهاب”، في إطار تحقيقات مستمرة عن خطط لشن هجوم داخل الاراضي الأسترالية.
وقالت الشرطة إن شاباً في الخامسة والعشرين من عمره اعتقل في إطار “التحقيقات المستمرة حول التخطيط لهجوم ارهابي على الأراضي الأسترالية وتسهيل سفر مواطنين أستراليين الى سوريا للإنخراط في القتال المسلح”. ولم يتضح ما إذا كانت كل هذه التطورات مترابطة.
ويقاتل أكثر من سبعين أستراليا في صفوف “الجهاديين” في العراق وسوريا. وقتل عشرون على الأقل من هؤلاء مع تصاعد المخاوف من تطرف عدد متزايد من الشبان وإمكان شنهم هجمات لدى عودتهم الى بلادهم.
واستنكر مجلس الأئمة الوطني الأسترالي من جانبه الحادث، معلناً في تعليق إنه “يدين هذا العمل الإجرامي بشكل صريح “. وقال بيان مشترك أصدره مع مفتي أستراليا إن “مثل هذه الأعمال مدانة جزئياً وكلياً في الإسلام”، مشيراً إلى انتظارهم مزيداً من المعلومات عن هوية ودوافع مرتكبي هذا العمل.