عرب وعالم

02:39 مساءً EET

سفير مصر لدي السودان يؤكد أن استقوار السودان يدخل ضمن الأمن الاستراتيجي لمصر.. مشيدا برفع مستوي العلاقات بين البلدين

أكد سفير مصر لدى السودان السفير أسامة شلتوت، أن الأمن الاستراتيجي لمصر يشمل استقرار السودان وجنوب السودان معا باعتبارهما يمثلان عمقا استراتيجيا لمصر، مشيرًا إلى أن مصر تقوم بالتنسيق مع الجانب السوداني ودول الإيجاد لعودة الاستقرار لجنوب السودان.

 

وقال السفير شلتوت – إن هناك اتفاقا في الرؤى ووجهات النظر بين مصر والسودان فيما يتعلق بالقضايا الثنائية وذات الاهتمام المشترك، واصفا العلاقات بين البلدين في الوقت الراهن بأنها نموذجا يحتذى به في العلاقات بين الدول الشقيقة.

 

وأضاف إنه عقب انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد، جعل في مقدمة أولوياته إعادة جسور العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسودان إلى طبيعتها، حيث جاءت زياراته في أولى جولاته الخارجية للسودان والتي أعقبها زيارة للرئيس السوداني عمر البشير لمصر بدعوة من الرئيس السيسي حيث جرت بينهما مباحثات اتسمت بالمصارحة والمكاشفة ومثلت دفعة كبيرة في مسيرة العلاقات بين البلدين في كافة أوجه التعاون وكذلك تنسيق المواقف بشأن القضايا العربية والدولية والعمل على كل ما من شأنه تحقيق طموحات شعبي وادي النيل في مصر والسودان.

 

وتابع شلتوت، إن ما جرى من رفع مستوى اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لتكون على المستوى الرئاسي تمثل دلالة على قيمة وأهمية هذه العلاقات لكلا البلدين والعمل على تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه بينهما.

 

وأوضح أن هناك تنسيقا وتشاورا مستمرا مصريا سودانيا إثيوبيا بشأن سد النهضة الأثيوبي والعمل على إنفاذ توصيات لجنة الخبراء بهدف دراسة الآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية على دول المصب بحيث لا تقع أي أضرار على أي دولة من الدول الثلاث خاصة أن مصر تقر بأهمية تنمية القارة الإفريقية على مبدأ عدم إضرار أي دولة لأي طرف آخر وأن يكون المكسب للجميع.

 

وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان يبلغ حاليا 350 مليون دولار على نحو لا يعكس إمكانات الدولتين، مشيرا إلى أنه من مقررات اللجنة العليا المشتركة تذليل كافة العقبات التي تعتري زيادة حجم التبادل التجاري من خلال تفعيل اتفاقيات الكوميسا والتجارة العربية الحرة وتجارة الترانزيت.

 

وبين أن من أهم النتائج الإيجابية التي تحققت مؤخرًا على طريق التعاون المشترك، افتتاح أول منفذ بري يربط بين البلدين وهو منفذ ” قسطل- أشكيت” على حدود الولاية الشمالية السودانية مع مصر ـ إلى جانب أنه يجري حاليا العمل على افتتاح المنفذ البري غرب النيل “أرقين” الذي ينتظر افتتاحه مارس المقبل.

وأكد أن كلا المنفذين سيسهمان في تخفيض تكلفة نقل البضائع إلى الثلث بما سيزيد من حجم التبادل التجاري الذي ينتظر مضاعفته خلال العام المقبل.

 

وقال”إن الاستثمارات المصرية بالسودان، تبلغ حاليا 2 مليار دولار.. بينما المرخص به 11 مليار دولار، موضحا أن مصر تأتي في المرتبة الرابعة للاستثمارات العربية والأجنبية بالسودان”.

 

وأشار إلى أن مصر تنظم حاليا دورات تدريبية متعددة للكوادر الفنية السودانية في 57 مجالا من مجالات التدريب، والتي شملت حتى الآن تدريب 1700 سوداني بالتنسيق مع الوزارات والمؤسسات والهيئات المعنية بين البلدين، حيث يتركز معظمها في مجالات الزراعة والمياه والكهرباء والطاقة والبترول والصناعة الصحة والإعلام.

 

وبين سفير مصر لدى السودان السفير أسامة شلتوت، أن هناك تواصلا دائما وزيارات متبادلة بين مختلف الوزراء المصريين ونظرائهم السودانيين، سواء فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية أو التنسيق قبل وأثناء الاجتماعات الإقليمية والدولية بهدف بلورة موقف موحد مناصر لقضايا البلدين وتعضيدا للموقف العربي خاصة ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وإقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والعمل على دعم الاستقرار، ووحدة الأراضي العربية في ليبيا وسوريا والعراق واليمن وغيرها.

 

وذكر أن أحد أبرز مظاهر هذا التنسيق الشكر الذي تلقته مصر من الجانب السوداني بسبب المساندة المصرية لهم خلال عرضهم لملف حقوق الإنسان أمام دورة مجلس حقوق الإنسان التي عقدت مؤخرًا بجنيف.

 

وقال السفير شلتوت إن مصر تدعم المبادرة التي أطلقها الرئيس عمر البشير للحوار الوطني، بين القوى السياسية وحاملي السلاح في ربوع السودان بهدف تحقيق الاستقرار وذلك في ظل حرص مصر على استعادة الآمن في سائر أنحاء السودان والذي يمثل جزءا أساسيا من أمن واستقرار مصر.

 

وأضاف” في هذا الإطار استقبلت مصر المفاوض الأفريقي ثامبو امبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق والوفد المرافق له الذي كلفه الاتحاد الأفريقي برعاية هذا الحوار حيث جاء استقباله في ضوء حرص مصر على نجاح تلك المبادرة لتحقيق الوئام والوفاق بين الفرقاء السودانيين وعودة اللحمة والتضامن بينهم”.

 

التعليقات