كتاب 11

07:17 صباحًا EET

في مجمعهم امرأة !

يحدث في مجتمعنا المصري أمرمثيرحقا للعجب، فما إن نظرنا يمينا أو يسارا إلا ورأينا المرأة المصرية، تصرخ أريد حلا ! مطالبة بحقوق سلبها رجل رجعي، ومجتمع عنصري بامتياز! وما تلبث أن تجد أصوتا أخرى متضامنة معها، وجميعهم يزعقون مطالبون بحقوقها الضائعة في ذلك المجتمع الذي يعيش بقيم بعيده عن الحضارة وسلوكيات يغيب عنها التحضر.

ولا نية لي للاعتراض على ذلك أو شن حملة مضادة لا سمح الله ! فهذا أمر بعيد جدا عن فكري المؤيد لحق المرأة الكامل في حياة كريمة تقف فيها على قدم المساواة مع الرجل، وقد كنت وسأظل أنادي بمجتمع منصف يمنحها جميع حقوقها المسلوبة منها عن قناعة كاملة!. لقد كانت فرحة البعض بانتزاع حق دخول امرأة إلى مجمع الخالدين لأول مرة منذ تاريخ إنشاءه عام 1932عظيمة، وأحسب نفسي أحد هؤلاء الذين باركوا تلك الخطوة الطيبة على طريق تحقق المرأة كعضو فاعل مؤثر، في مجتمع تحكمه عقلية ذكورية خالصة، ومجموعة من قواعد وأعراف موروثة من عصور تختلف كل الاختلاف عن عصر نعيشه الآن ! ولن أترك مثل تلك الفرصة تمر دون إرسال تحية احترام وتقدير، للأستاذة الدكتورة / وفاء كامل. لكن هناك ما أود في هذا الصدد أن ألفت النظر إليه، وأخص به هؤلاء المهتمين بحقوق المرأة، فأقول لهم: ألم تنتبهوا أيها السادة إنه -مع الأسف – يوجد في مجتمعنا نساء كثيرات مازلن يتمسكن بمفاهيم قديمة، غير قادرات على الخروج عليها، ويعتبرن من يكسر هذه الأحكام، هو مختل تجرأ على تقاليدنا العريقة، وأعرافنا الراسخة ! بل أن هناك طائفة من نساء يذهبن إلى ما هو أبعد، فيقتطعن بعض آيات الذكر الحكيم أو يفسرونها ( يتبعن تفاسير متطرفة ) بشكل يفهم منه ضرورة بقاء المرأة في منزلها، ويدعون أن دور المرأة في الحياة حسب رؤيتهم المحدودة، يجب أن لا يخرج عن نطاق البيت، وإنجاب الأبناء! بل أن الأنكى من هذا وذاك، أنهن من زرعن في عقول هؤلاء الرجال، وقت أن كانوا صغارا خضر العقول والنفوس، فكرة تسيد الذكر على الأنثى ! وأنه دائما أعلى وأفضل و هو المقدم على كل سواه من الإناث حتى وإن كن أكبر عمرا أو علما! من الذي زرع في نفس الطفلة الأنثى بذرة الخوف والخنوع لشقيقها الذكر؟ أنها الأم !! أنها المرأة ذاتها هي من أنبتت في تربة مجتمعنا، وكرست ونمت في عقول النشء مثل هذه الأفكار، التي لا تلبث أن ترتد عنها معلنة معاناتها، وتطلب مساعدة رجال هي من شوهت فكرهم !!

ورغم هذا وذاك فهناك نساء مازلن مؤمنات ” بالحرملك” ! ومن دواعي العجب أن هناك نساء تنادي بتغطية المرأة منذ يوم ميلادها إلى يوم مماتها، من رأسها إلى أخمص قدمها ! لذا فأنا أطالب المنظمات النسوية الحقوقية، بالتوجه أولا لمخاطبة مثل تلك العقول المنغلقة، وتعمل على تنويرها، بألسنة يفهمونها، وبشروح مبسطة تصل لعقولهم النائية التي مازلت تعيش في عصر الحريم و الجواري ! فغير مقبول أن ننادي بحرية من تتمسك بالبقاء مكبلة بأفكار جلبت من مجتمعات صحراوية وبدوية، لا يعقل أن أطالب بتحرير عقول نساء هم أشد تشيعا وتشددا لفكرة عدم خروج المرأة من بيتها !

التعليقات