آراء حرة
بشير العدل يكتب: بلاغ ضد نفسى
لم أكن يوما ، ولن أكون ، من الذين يروجون لما حدث بعد يوم 25 ومنتصف يوم 26 يناير 2011 ، على أنه كان يمثل مطالب شعبية من النظام السياسى بتوفير العيش والحرية والكرامة الإنسانية ، وأن المظاهرات التى تلت ذلك التاريخ ، كانت امتدادا لمظاهرات شبابية سلمية ، خرجت فى عيد الشرطة ، الذى يوافق ليوم 25 يناير ، تطالب بتحسين الحالة الاقتصادية لكثير من الشباب العاطل ، الذى يعانى البطالة وضيق ذات اليد ، ويسعى لمستقبل يحميه من التشرد والضياع ، دون التفكير فى هدم الدولة ، والاصطياد فى الماء العكر ، تحقيقا لأهداف خارجية اجتمعت معها مساع داخلية ، لتغيير الوضع فى مصر، نحو ماتصبو اليه قوى الشر العالمية ، والتى اشترت ، بل وسخرت ، من أجلها قوى شر اقليمية ومحلية ، لمساعدتها فى تحقيق هدفها الاستعمارى الجديد.
ولم أكن يوما ، ولن أكون ، من الذين آمنوا ، أو يؤمنون ، بأن ماحدث بعد ذلك التاريخ ، يمثل ارادة شعبية مصرية حرة ، فى التغيير والتحول الديمقراطى فى البلاد ، بعد عقود ساد فيها الفساد والتراجع فى كل القطاعات والمجالات ، وبكل المقاييس المحلية والعالمية ، وأن ماحدث كان رغبة فى تحقيق ماهو أفضل للبلاد والعباد ، وأن ماحدث فى 28 يناير كان تصرفا بريئا من مساجين وجدوا وعلى غير مايتوقعون ، أبواب السجون مفتوحة أمامهم ، وأنهم خرجوا منها ليعودوا إليها ، غير أنهم لم يجدوا مايعيدهم إليها ، وهى الرواية التى روج لها احد المساجين الذى تم الدفع به لسدة الحكم.
ولم أكن يوما ، ولن أكون ، من الذين آمنوا ، أو يومنون ، بأن الشباب الذى ضحى بروحه وارتقى عند الله شهيدا ، قد جنى من بعدهم أهلهم أو وطنهم ماكانوا يسعون اليه ويبغونه وضحوا من اجله ، بل دفعوها ثمنا لخيانة من أرادوا أن يسقط الشهداء حتى يكونوا وقودا لحربهم على الدولة ، التى أعلنوها وخططوا لها من قبل ، وحتى يكونوا ماء لنار الغل الذى تمكن من صدورهم ، وأداة لتحقيق رغباتهم الانتقامية التى ظلت جاثمة على أنفاسهم لعقود كثيرة من الزمن ، غير عابئين بآلام الأمهات الثكالى والأطفال اليتامى والزوجات الأرامل.
ولم أكن يوما ، ولن أكون ، من الذين آمنوا ، أو يؤمنون،….،…..،…….
أما وقد أعلنت الدولة سيرها فى طريق عدم احترام ايمانى ، وتتجه لتجريم مااحتقره ، وما اعتبره خيانة لبلادى مصر، وتسعى لتقنين عقوبة لعدم ايمانى بخيانة الوطن ، واستحلال دماء أبنائه ، والتضحية بشبابه ، والسعى نحو هدم الدولة ، فاننى هنا اتقدم بأول بلاغ ضد نفسى ، بأن كاتب هذه السطور ، يهين بل يحتقر كل من شارك ويشارك فى استغلال طموح الشباب ، ويغرر به ويستخدمه وقودا وأداة لتحقيق أهدافه الخاصة.
يهين ويحتقر.. كل الأفعال التى تحلل دماء الأبرياء ، وتروع الأطفال وتحرمهم من آبائهم أو أمهاتهم.
يهين ويحتقر .. كل من أوجد أما ثكلى أو طفلا بدون والديه أو أحدهما ، وشابا عاجزا لايملك لنفسه ضرا ولا نفعا.
يهين ويحتقر .. كل من يسير على جثث أبناء بلادى ، ويتاجر بها من اجل مصلحة فى سلطة أو جاه.
يهين ويحتقر .. كل من يريد للدولة عدم استقرار ويسعى فى خرابها ويخون ترابها ، خدمة لأعداء الوطن.
————-
كاتب وصحفى مصرى
eladl254@yahoo.com