مصر الكبرى

06:47 مساءً EET

حاتم ندا يكتب … ممنوع من التفكير !

مااصعب ان تكون عقلانيا فالعقل يرهق صاحبه وما اسهل ان تلقى بزمام عقلك وتسلمه الى من ينوب عنك ويريحك عناء التفكير وياسلام لو اناب عنك ايضا فى ويلات الحساب فهذا اجمل بكثير فالعقل منطقى وملزم ويرفض غش الاستثناء اما العاطفة خاصة اذا اتحدت مع التدين الشكلى فهى غير ملزمة بل تبحث دائما عن التحايل والمبررات لذا توسعت التراخيص والاستثناءات وما اجمل التحايل الشرقى ففقهاء الديانات الابراهيمية ابدعوا فى ترك باب الافتتان بالمتع مفتوحا كى تباح محظورات العقل والجسد بكل اريحية بال.

لماذا افكر وغيرى من الفقهاء وما اكثرهم يفكرون لى ويدرؤن عنى عناء التفكير مؤمنين لى حساب يوم الدين سهلا هذا اليوم الذى نعيش لاجله منذ تسقط رؤسنا على ارض الحقيقة مسلمين اذاننا الى شروحات الاقدمين ,لماذا اكتفى بحب امراة واحدة وقد تساهلوا فى قيود التعدد حتى اصبحت اصلا وبابا خلفيا للزنى وليست استثناء متجاهلين ايضا فطرة السن وفطرة المودة والرحمة ولماذا ااكافح واتعب طالما الرزق كله فى تجارة وسمسرة حتى تحولت التجارة فى المفهوم الجمعى الى لصوصية ونصب مرادف للفهلوة والشطارة ولماذا اجتهد وافكر طالما ان الله سخر لنا الغرب الكافر كى نستفيد من علومه واختراعاته حتى  محرمات كشرب الخمر وعلة تحريمها فى اذهاب العقل وتخديره نتحايل عليها بتعاطى مخدرات ارخص واسهل بحجة انها نباتات من صنع الله ,حتى عندما نخطئ بلا حدود ونكدب بلا حدود فالكفارات موجودة وتحت الطلب ولعل هذا يفسر لنا كم الكذب والنفاق فى خطاب التيارات الدينية فكل شئ مباح حتى الجريمة طالما كفرنا عنها والله غفور رحيم وكأن الدين اعطانا كريديت للخصومات والحساب شئ خطير جدا والاخطر انه يرفع التكليف عن بنى ادم ويعطيه مبررات لا متناهية ل حجب المسئولية اقتل الثوار تأمر ضد الدولة والشعب تعاون مع المستعمر ضع يدك فى يد الشيطان فالترخيص سارى وباب التوبة على مصراعيه والتقية حاضرة فى الخلفية دوما انها حقا ماساة ان يتحول الدين بكل مافيه من شرع الهى يبعد بنا عن المعصية الى شرع فقهى انسانى يبيح كل انواع الخطيئة.لقد قامت ثورات وحركات اصلاح دينى عميقة طالت الغرب والشرق ايضا حتى استطاعت الشعوب ان تعود بالدين الى مفاهيمه الاصيلة السمحة التى تقدس الحياة والتنوع حدث هذا فى الغرب المسيحى والشرق ايضا الذى دوما مانعايره باديانه الغير سماوية وكأن الله اختصنا نحن فقط برسله ومايثير دهشتى ان اثنان لم تطالهم ثورة اصلاح ديني الاولى تعثرت فى مصر والثانية زادت تطرفا فى اسرائيل فهم مازالوا متمسكين بشروحات التلمود العنصرية التى وضعها حاخاماتهم على مر الزمان والتى تحتوى افكارهم العنصرية الصهيونية البشعة البعيدة عن اصل التوراة , يبدو اننا فى الهم متشابهان لكن هل تحولت شروحات الاقدمين اللامتناهية والاحاديث الاحادية الضعيفة الى تلمود اخر للمسلمين ,تاريخيا كان المتطرفون دينيا حجر عثرة دائم اما تحرر الشعب المصرى وتطوره وكانوا دوما خير معين للاستبداد وللاحتلال ايضا باسم الخلافة وهاهم يرحبون بالرومان تارة ليخلصوهم من اصحاب الديانات القديمة وهام يفعلون الشئ نفسه مع الفرس والعرب حتى راينا دماء هيباثيا والممثقفين تضاهى دماء الشهداء الاقباط قبلهم وهاهم يرحبون بالعرب نكاية فيمن وصموا بالوثنية وهاهو عمر مكرم يسلم مصر الى البانى مستعمر جديد حتى عرابى لم يسلم منهم فنجد اشد اعداء الثورة هم خطباء الجوامع من سلفيين حتى المحافظون منهم اول من تخلى عنه ولا عجب فى كراهية محمد عبده لعرابى واعوانه وكأن حالة الميوعة والولس قدر لصيق بالنخبة الدينية دائما نجحوا سابقا فى تكبيل العقل المصرى وترديه وهاهم يعيدون الكرة مرة اخرى فى تقويض الحراك الثورى المصرى فدوما كان التوظيف االسياسى  للدين يقف بالمرصاد لكل حركة تحرر وان البسه البعض ثوب النضال والتحرر كذبا من مؤرخين وكتاب ولا ابالغ ايضا ان قلت ان الازهر كان حجر عثرة ايضا ضد التحرر وان كان اقل تطرفا ويبدو ان كهنة امون مستمرون فى مصر لكل الازمان تتغير الديانات والمذاهب ويبقى التطرف والفهم الضيق للدين تارة كهنة امون واخرى المتطهرون الاقباط حتى وصلنا الى الاخوان المسلمين وتوابعهم من الاطهار الجدد وياللمقارنة الفجة وكأن الاضطهاد قدر محتوم على ابناء ارض اللبن والعسل وكأن التطرف متجذر فى الجينات وان توارى احيانا كاستثناء وكأن العالم شئ ونحن شئ اخر عصى على التغيير فهل نزلت المسيحية والاسلام بمعابد ورجال دين وكهان ام ان كل هذا من صنع البشر وشروحاتهم المتطرفة التى حولت الدعوى البسيطة السهلة من محبة واعمار الى امور معقدة تزيد الكراهية والتزمت اين كان هؤلاء فى عهد سيدنا عيسى وسيدنا محمد لم نسمع عن وجود مثل هذا ام انه ابتلاء خاص بنا لقد كانت دعوة حضارة وتنوير اخرجت الشعوب من الظلمات الى النور لكن هؤلاء التجار حولوا النور الى ظلام فمتى يعود الينا النور مرة اخرى ونبتعد عن ظلام اسماء  تدعى رجال دين تنشر الكراهية ليلا ونهارا بلا رحمة

التعليقات