كتاب 11

07:56 صباحًا EET

الكلام لا يبني الدول؟

أنا بحبك أنا بموت فيكي أنا بعشقك

العاشق يشنف آذان معشوقته بالكلام المعسول ويبني في خيالاتها قصوراً ورقيةً لم يضع طوبة في أساسها

أي نعم ومن طبع و خلقة المرأة أنها تريد و تطرب لسماع الكلام المعسول في كل شيء ولكن سرعان ما تنقلب لتخربش الأوهام وتطالب بالأساسيات وتكبر بها إلى سقف الكماليات

وهكذا الدول تحتاج إلى أفعال تترجم الأقوال وهذا لا يأتي إرتجالاً بل فكراً دوّن في نظريات وإكتملت فيه كل الفرضيات و كُتِب كإستراتيجيات لها الرؤى والرسائل والقيم و الأهداف

وهنا نقف لنقول القادة هم من يؤمنون بالعمل المنظم وفق إستراتيجيات معتمدة تخدم الدول وتجعل من مواطنيها كُلُّ مواطن قائداً في عمله ونجمع كل أولئك في فرق عمل تؤدي كل فرقة عملها وتحقق الأهداف التي أُعتمدت في الإستراتيجية التي تعمل بها حكومة البلد.

ولماذا ترددون علينا هذي الكلمة : الاستراتيجية دون أن تفسروا لنا يعني إيه إستراتيجية ؟

لن تجد تعريفا وضع لمعنى الاستراتيجية ولكنها تأتي من الحلم بشيء فنخطط له على مدى سنوات تبدأ من ٣ سنوات وتتزايد كل خطة حسب ما يراه القادة والمنفذون

والحلم يبدأ بفكرة ويوضع في إطار رؤية وهذه الرؤية تكون شاملة جامعة مختصرةً و ربما تكون سطراً أو جملةً لتفىء بالمنظور الذي تخيله القائد

ثم ننتقل إلى الرسائل التي تبعث بها هذه الرؤية إلى المجتمع وماذا ترنو إليه من خلال تطبيقها ونلج بعد ذلك إلى القيم التي نراعيها خلال تنفيذ هذه الرؤية و نستمدها من قيمنا ديناً و إجتماعاً وثقافة وحضارة وفيها الثواب والعقاب ثم نصل إلى لب الرؤية و هي الأهداف والتي وضعت لبناء الفكرة ولها شروطها كي ننجح في تنفيذ الاستراتيجيات ومنها إذا آمنا بأننا يجب أن نحب أوطاننا لنعمل لرفعتها فلنضع الخطط الإسترتيجية ولنبدأ بتنفيذها بدقة وفي وقت قياسي ولكن هل هذا ممكن؟ كل شيء ممكن أن يعمله الانسان وينجح لأنه خليفة الله على الأرض وهو القادر على العمل والعطاء و الانتاج والتطوير.

ويقول صاحبي أنت واهم ولن يتحقق شيئاً مما تحلم به؟ و أقول عندما تدور عجلة الإنتاج يتوقف الهذر يعني الرغي لأن الوقت كالسيف والدول العربية لن تفلح إلا بالاعتماد على شبابها المؤهل فكراً وتدريباً وقيادةً

وإسمحوا لي بضرب المثل الذي نعيشه و نراه ونتابعه ويشهد العالم على ما يتم على أرض الواقع في الامارات ، فلقد قامت حكومة دولة الامارات برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بوضع إستراتيجية عامة للدولة لتطوير العمل بها والتفوق وتم إعتماد هذه الإسترتيجية ومباركتها من قبل  صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وبدأ تطبيقها وحصاد نتاجها وهاهي الامارات تحقق المراكز الأُوٓل وتسعى لتطوير إستراتيجياتها بما يتماشى مع الواقع المحيط والمعاش وكذلك قامت الحكومة الاتحادية بالتعاون مع الحكومات المحلية لكل إمارة كي ترتقي الدولة في كل إماراتها لأنها تمثل جسد الإستراتيجية العام للدولة.

ونضرب مثلاً آخر بجمهورية مصر العربية؟ والتي نتمنى أن يتوقف فيها الرغي العام ويبدأ العمل الجاد فمصر مهددة في كل شيء وهي مستهدفة من الخارج ومن الداخل

وكل هذا معروف للعامة و الخاصة

و آن الأوان كي تطرح الرؤى العظيمة بخططها الاستراتيجية وخير مثال بدأ به فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي

مشروع قناة السويس الجديدة وهنا توقف الرغي وبدأ العمل وطرب المواطنون والمحبون ورقصوا فرحا.

نعم المشاريع المدروسة والخاضعة للمتابعة و الرقابة هي التي ستعيد بناء مصر و الارتقاء بها و بمواطنها

ليعيشوا حياةً أفضل مما عاشوا في السابق وحاليا ومن بعد جدب الحياة أيام الاخوان الإرهابيين

والله من وراء القصد

التعليقات