مصر الكبرى
إدي العيش لخبازه
لاشك في أننا نعاني تناقضات على نطاق واسع تسكن التيارات السياسية المتربعة على السطح في مصر بمافيها الممسكين بزمام الحكم لاتختلف في هذا عمن يعترضون وهم لاحول لهم ولاقوة وهذا أمر يدعو للدهشة حقا !…إذ أنه من غير المعقول أن تكون كل الصلاحيات في حوزتهم ولا يعرفون ماذا يفعلون بها حتي في تمرير أبسط القرارات متساوون مع غيرهم من خارج دائرة الحكم!
فنجدهم ينتهجون نفس السبل التي يسلكها المعارضون فيدفعون بمناصريهم إلي الميادين والشوارع بغية الاحتجاج أو التأييد لقراراتهم ليستمدوا القوى منهم لتمريرها أو إقرارها حسبما اتفق! والناس حياري يرقبونهم والسخط يملأهم ,فنحن لانشعر بوجود حكومة تعرف واجباتها و تستطيع أن تحدد مايتعين عليها فعله تجاه هذه المشكلة أو تلك!و تطرح خططها المستقبلية لحل المشكلات الملحة التي تحيط بنا من كل صوب وجوب ولا أحد يعلم ماذا يفعل الوزراء في مكاتبهم وماطبيعة عملهم الذي يؤدونه وماصداه ومردوده لخدمة المواطنين اللهم إلا تسرب بعض القرارات الخاصة بإرهاقنا بفرض المزيد من الضرائب على الدخول ورفع أسعار الكثير من السلع التي لا يقوي محدودو الدخل على شرائها بأسعارها ماقبل الرفع أصلا!؟وإلى الآن لانعلم كيف ستتم حماية سيناء ممن يسلبوننا إياها بقوة السلاح والإرهاب ونكتفي بسماع أخبار فشل الحملة
العسكرية"نسر"وسقوط ضحايا من قواتنا يومابعد يوم! ولانجد لكل هذا مبررا كما وجدنا للمجلس العسكري من قبل من كونه غير مؤهل سياسيا وكونه أصبح حاكما للبلاد على حين غرة بين ليلة وضحاها بعد سقوط مبارك وبدء الصراعات السياسية وقتئذ.. إن ما يجري على الساحة الآن من تفشي للهرج والمرج وسوقية الحوار بين الجميع مما أفضي إلى تفشي أمراض التعصب للرأي ورفض الرأي الآخر يسوقنا إلى طريق الانقسام والتشرذم إذا استمرت الاوضاع تدار هكذا دون منهج أو رؤية من صانعي القرار في مصر ولابصيص ضوء أو أمل يعيننا على استبصار غد مشرق يبدد عناء الانتظار ويبرر فقدنا لشهدائنا من وقت قيام ثورة يناير وحتي الآن …ولاندري لم خلفت ثورة عظيمة كثورتنا كل هذه الأمراض المجتمعية والسياسية بدلا من أن تداويها؟! إذا كان الحاكم لايستطيع الضلوع بمهامه فليترك الساحة لمن هو أدري بها فلاسيبل لتعلمه مايلفظه هو نفسه وعلى رأي المثل "إدي العيش لخبازه" وليعود إلى مصاف أساتذة الجامعة طالما الحكم مهمة ينوء بها ظهره! فمصير الوطن ليس حقلا لتجارب غشيمة من جهلاء!فكل ميسر لما خلق له!