تعرض لوحاته في معرض “هنا النور المتوهج”.. مصور فرنسي يصور ريف الأقصر بعلبة ذات ثقب

إذ اختار كريستوف بروجليولو الإقامة في منزل يطل على زراعات تقليدية ومنازل ريفية وهضاب جبلية تحوى بين جنباتها معالم أعظم آثار الدنيا من كنوز ومقابر ومعابد الفراعنة والتي تمثل تراثا للإنسانية جمعاء ، لكنه وبالرغم من مروره في كل يوم عبر طرقات تمتلئ جوانبها بمعالم وآثار تاريخية إلا أن طبيعة القرى الريفية في غرب الأقصر مارست سحرها وسطوتها على عقل وقلب وأعين المصور الفرنسي فاجتذبته بمناظرها الساحرة ، وجاءات متقاربة مع فكرته بممارسة التصوير باستخدام تقنيات بسيطة بعيدا عن النظم التكنولوجية الحديثة ، فراح يصورها بعلبة ذات ثقب في مناظر بالأبيض والأسود تفتن قلوب الناظرين إليها ، ليقدمها لجمهوره في معرض يستمر لمدة الشهر ويقام برعاية محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين في فندق المرسم الذي كان مقرا لمراسم الأقصر التاريخية الشهيرة على مدار عقود مضت ويستمر المعرض في الفترة من 4 ديسمبر الجاري ، وحتى الخامس من شهر يناير المقبل .

وتجتذب معالم الأقصر وريفها كثير من الفنانين في مصر وكثير من بلدان العالم ، والذين بهرتهم الأقصر فراحوا يسجلون معالمها بعدساتهم وريشتهم في لوحات مصورة تعيد إلى الذاكرة  تاريخ مرسم الأقصر الذي لاتزال شواهده باقية في فندق المرسم الذي يستضيف معرض المصور الفرنسي كريستوف بروجليولو.

ويرجع تاريخ إقامة مرسم الأقصر إلى عام 1941 حينما اقترح الفنان محمد ناجي على الأديب الكبير الدكتور طه حسين والذي كان وزيراً للمعارف آنذاك فتح مرسم بالضفة الغربية بالأقصر في منزل الشيخ على عبد الرسول – مكتشف خبيئة الأقصر –  لأوائل خريجي المدرسة العليا للفنون الجميلة كبعثة فنية داخلية بعد أن أوقفت الحرب العالمية الثانية البعثات الفنية إلى أوروبا .. وعلى مدى ربع قرن تقريباً استمر مرسم الأقصر القديم يؤدي رسالته الجليلة في بث الروح القومية لحضارة مصر العظيمة في نفوس أبنائها من الفنانين الشباب رواد هذا المرسم حتى أقفل أبوابه عام 1964.

وقد تعددت محاولات إحياء مرسم الأقصر طوال العقود الثلاثة الماضية حتى نجح صندوق التنمية الثقافية في تفعيل مشروع الفنان الدكتور إبراهيم غزالة لإقامة ملتقى ” ملتقى الأقصر الدولي للتصوير” والذي بدأت أولى دوراته في شتاء عام 2008 ولازالت تتواصل في كل عام حتى اليوم .